ارهاب أردوغان.. فصائل تركيا في سوريا تستهدف ايزدي عفرين

الأحد 16/أغسطس/2020 - 11:57 ص
طباعة ارهاب أردوغان.. فصائل علي رجب
 
ارهاب أردوغان.. فصائل
واصل الاحتلال التركي وميليشياته جرائمهم بحق أهالي عفرين من قتلٍ واختطافٍ وتعذيبٍ،  على الهوية واستهداف الاقليات في تكرار لجرائم تنظيم داعش بحق الايزديين في سنجار العراق، وهو ما يشير الى منهجية القتل التي تستخدمها الاستخبارات التركة عبر اذرعها الإرهابية في استهداف الاقليات في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
وعمد مسلحين ينتمون لـ”فيلق الشام” الإسلامي احدى ابرز الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، عمدوا إلى قتل مسن من أتباع الديانة “الأيزيدية” في قرية شوديرة التابعة لناحية شيراوا في ريف عفرين شمال غرب حلب.
وثق فريق الرصد التابع لمؤسسة "ايزدينا" في عفرين تعرض المدني نوري عمر شرف المعروف باسم "نوري جمو عمر" من مواليد 1958 للقتل برصاصة في الرأس، أمس الخميس، وذلك داخل منزله في قرية شاديره/ شيخ الدير جنوبي مدينة عفرين 16 كيلو متر.
وأوضح فريق الرصد التابع لمؤسسة "ايزدينا" أن الضحية تم اعتقاله بشكل تعسفي في آب/ أغسطس من عام 2019 من قبل فصيل "فيلق الشام" الارهابي حيث تعرض حينها للتعذيب الجسدي بشكل وحشي وخطير، عن طريق رميه داخل حفرة وتعذيبه فيها وإخباره بأنه سيدفن في هذه الحفرة، إلا أن تم الإفراج عنه بعد عشرين يوماً من التعذيب.
وأضاف فريق الرصد التابع لمؤسسة "ايزدينا" أنه تم الافراج عن الضحية بعد قيام أبنائه بدفع  ما يقارب الـ 12 ألف دولار أمريكي إلى المسلحين المنتمين لـفصيل "فيلق الشام" مقابل إطلاق سراحه.
وأكد فريق الرصد الذي جمع شهادات عدة سكان محليين إيزيديين في المنطقة، أن الضحية كان يتعرض لمضايقات مستمرة من قبل الفصيل العسكري، وقد طالبه الفصيل مرارًا بإخلاء منزله إلا أنه رفض ذلك، واتهم سكان محليين فصيل "فيلق الشام" بارتكابه الجريمة، موضحين أن الضحية كانت لديه علاقات جيدة مع أبناء القرية والقرى المجاورة.
فصائل المعارضة السورية المسلحة تستمر بممارسة انتهاكاتها ضد السكان المحليين، وبحسب رصد مؤسسة ايزدينا فإن معظم الانتهاكات تأتي لدوافع قومية أو دينية متشددة، ولم تستثنى النساء الإيزيديات من جرائم مسلحي المعارضة السورية، ففي 17 نوفمبر من عام 2019 قتلت تلك الفصائل المواطنة الإيزيدية نرجس دادو بعشرات الرصاصات، كما قتلت المواطنة الإيزيدية فاطمة حمكي داخل منزلها في حزيران 2018 عبر رمي قنبلة داخل منزلها.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في عفرين السورية سيناريو مكرر لماحدث بحق الايزيديين في سنجار العراقية  من قبل اذرع أردوغان الارهابية.
  حيث يُجبر الإيزيديين على تغيير دينهم، كما يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتهجير، تماما كما فعل داعش عند اجتياحه سنجار بالعراق ذات الغالبية الإيزيدية.
ورصدت العديد من التقارير الحقوقية فرار العديد من العائلات الإيزيدية  من شمال سوريا نتيجة الاضطهاد والتهجير القسري.
وهناك نحو 22 قرية إيزيدية فرغت مع دخول الجيش التركي والمجموعات المتطرفة الموالية له" حيث اضطر أغلبية أبناء تلك المناطق في سوريا إلى ترك قراهم والذهاب إلى مخيمات أقيمت جنوب عفرين.
تشهد قرى ينتمي سكانها للطائفة الإيزيدية عمليات تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية بعد أن هجرها سكانها إبان العملية العسكرية “نبع السلام”، التي خطط لها ونفذها خليفة الإرهاب أردوغان. بالإضافة إلى سرقة ممتلكاتهم من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سرقة وتخريب مقبرة للكرد الإيزيديين في قرية جان تمر الواقعة شرق رأس العين “سري كانييه” من قبل عناصر “السلطان مراد”.
ويتواجد في ريف رأس العين الشرقي أكثر من 10 قرى سكانها من الطائفة الإيزيدية هجرتهم عملية “نبع السلام” ويبلغ تعداد سكانها نحو 1000 نسمة، في كل من مريكيس وجان تمر ولزكة وشكرية وجافا ولدارا وكوع قبر شيخ حسين ومطلة وبير نوح وحميدية. 
كما يتواجد عدة قرى في الريف الغربي لرأس العين مثل الأسدية وخربة بنات وخربة غزال، جميعها تخضع لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا والتي تمارس جميع أنواع الانتهاكات في ظل هجرة أهلها منها.
 وأفادت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين في "مقاطعة عفرين" سعاد حسو "أن الإيزيديين في مدينة عفرين كانوا يتوزعون في 22 قرية من أصل 366 قرية في ريف عفرين، إضافة إلى مركز المدينة، وكان عدد الإيزيديين في عفرين قبل بدأ الاحتجاجات في سوريا حوالي ٣٥ ألف نسمة إلاّ أنّ هذا العدد انخفض بشكل كبير تدريجياً وخاصة بعد سيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري على المدينة في 18 مارس 2018 حيث لم يبقى منهم إلا حوالي 1500 شخص وذلك بسبب نزوح الغالبية بسبب عمليات التضيق التي تقوم بها الفصائل التابعة للجيش الوطني السوري المتشددة وخشيتهم من عمليات انتقام قد تطالهم على خلفية دينية".
وأوضحت حسو "أن الإيزيديين في عفرين نزحوا باتجاه مناطق النزوح القسري في مناطق الشهباء وتوجه آخرون إلى مدينة حلب ومنهم توجه لمناطق شرق الفرت، كما نزح بعضهم باتجاه إقليم كردستان العراق بعد الهجوم من قبل تركيا وفصائل المعارضة السورية على عفرين".
وأضافت حسو "أنه يوجد في عفرين 19 مزاراً خاص للإيزيديين تعرض منها 7 مزارات للتدمير، كما تم تدمير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي والاجتماعي في عفرين، وتدمير تمثال النبي زرادشت وقبة لالش".
كما أصدرت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، تقرير سنوي، الثلاثاء الماضي، وثقت من خلاله الانتهاكات المرتكبة بحق الإيزيديين، في مدينة عفرين وأنهم تعرضوا للاضطهاد في مناطقهم التي تسيطر عليها الدولة التركية داعياً الإدارة الأمريكية للضغط على أنقرة للانسحاب من المناطق التي تحتلها من سوريا، وإيقاف عمليات التطهير العرقي التي تمارسها.
وفي 6 أغسطس، عبر وزير الخارجية، مايكل بومبيو، عن ادنته للانتهاكات بحق الايزديين في سوريا والعراق.
وقال بومبيو  في الذكرى السادسة للابادة الايزدية : أود أن أعبر عن تضامننا مع الطائفة الإيزيدية بمناسبة الذكرى السادسة لبداية الإبادة الجماعية من قبل داعش. بذلت إدارتنا الكثير لمساعدة العراقيين على التعافي، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به".



شارك