مجددا .. خلايا داعش النائمة تعاود لملاحقة المغرب
الثلاثاء 06/أكتوبر/2020 - 11:56 ص
طباعة
أميرة الشريف
علي الرغم من الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية، حيث أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك خلية إرهابية، تنشط في مدينة طنجة، حيث تم اعتقال 4 أشخاص، وتوقيف قائد الخلية، التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي.
وتشير أصابع الاتهام إلي أن تنظيم داعش الإرهابي هو المسؤول الأول عن العملية حيث كشفت التحقيقات أن المشتبه فيهم قاموا بمبايعة زعيم التنظيم الإرهابي.
ووفقا لوسائل الإعلام المغربية ، فإن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن من تفكيك الخلية الإرهابية، من خلال عملية أمنية.
وذكر بلاغ للمكتب، أن عناصر مجموعة التدخل السريع، التي باشرت عمليات التدخل والاقتحام، بشكل متزامن في 4 مواقع بحي العوامة بمدينة طنجة، اضطرت لإطلاق رصاصات تحذيرية بشكل احترازي، مكّن من درء الخطر الإرهابي، وتوقيف المشتبه فيه الرئيس، وثلاثة أعضاء في الخلية.
وأشار البلاغ إلى أنه حسب المعلومات الأولية للبحث، فإن أعضاء هذه الخلية الإرهابية، الذين تعذر عليهم الالتحاق بمعسكرات تنظيم داعش بمنطقة الساحل جنوب الصحراء قرروا الانخراط في مشاريع إرهابية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، عبر اعتماد أساليب إرهابية مستوحاة من العمليات التي كان يقوم بها داعش في الساحة السورية .
ورصدت الأجهزة الأمنية، مقطع فيديو يوثق مبايعة أمير هذه الخلية الإرهابية، للأمير المزعوم الحالي لتنظيم داعش، متوعداً فيه بالامتثال لأوامره وتوجيهاته، وتم تحديد المكان الذي تم فيه تسجيل هذه البيعة، بمنطقة مدارية بضواحي حي بني مكادة بطنجة.
وتم الإبقاء على المشتبه فيهم الموقوفين في إطار هذه الخلية الإرهابية، تحت تدبير الحراسة النظرية، وذلك لتحديد كافة الارتباطات والامتدادات المحتملة لهذه الخلية الإرهابية.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.
ويأتي تفكيك هذه الخلية بعد عملية مماثلة في مطلع سبتمبر شملت توقيف 5 أشخاص في خمس مدن يشتبه في تشكيلهم خلية "مرتبطة" بتنظيم داعش، فضلا عن ضبط "أحزمة متفجرة وثلاثة كيلوغرامات من نيترات الأمونيوم".
هذا وقد أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية أكتوبر الماضي توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
وتأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب). وأشار إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.