تأتي الرياح بما لا تشتهي تركيا... توصل أرمينيا وأذربيجان إلى اتفاق وقف إطلاق النار في كاراباح
السبت 10/أكتوبر/2020 - 11:29 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في أعقاب دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطراف النزاع في إقليم كاراباح المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا إلى وقف القتال لأسباب إنسانية. انطلقت في العاصمة الروسية موسكو محادثات بين أذربيجان وأرمينيا في 9 أكتوبر.
وبعد 10 ساعات من المحادثات أعلنت موسكو السبت 10 أكتوبر، عن توصل وزيري الخارجية الأذربيجاني والأرميني إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في كاراباح.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الجانبين اتفقا على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ اعتبارا من تمام الساعة الـ12 من العاشر من أكتوبر الجاري.
وأكدت الخارجية أن "أذربيجان وأرمينيا، ستباشران وبوساطة الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وعلى أساس المبادئ الأساسية للتسوية، مفاوضات موضوعية بهدف التوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن".
وشدد الطرفان على البدء بتبادل الأسرى وغيرهم من المعتقلين وجثث القتلى فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ في كاراباح ، بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه "سيتم التوافق بين طرفي النزاع في كاراباح على حيثيات الاتفاق وبشكل دقيق".
وفيما يتعلق بالدور التركي في الصراع حذّر مستشار رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي أندريه بكلانوف تركيا من التصرّف بشكل منفرد أو عدواني في الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال أندريه بكلانوف، خلال لقاء إعلامي وفق ما أوردت "روسيا اليوم": إنّ موقف روسيا واضح، وهو الرفض التام لأيّ تدخل عسكري أو دعم تركي لتأجيج الصراع في إقليم ناغورني قره باغ.
وأكد مستشار رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي أنّ أي خرق لهذه القواعد من الجانب التركي سيتم الردّ عليه بحسم.
هذا و دعت كندا تركيا، على لسان وزير خارجيتها فرانسوا فيليب شامبين، السبت، إلى عدم التدخل في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ.
وقال شامبين، الذي سيتوجه إلى أوروبا، غدا الأحد، لإجراء محادثات مع الحلفاء بشأن الأزمة، إنه طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بالمساعدة في تهدئة الصراع، وتشجيع أذربيجان على المشاركة في محادثات السلام. وأضاف أنهما اتفقا على أن الصراع لا يمكن حله عسكريا.
تأتي الرسالة الكندية عقب تصريحات تركية أشارت إلى أن الجهود التي تبذلها فرنسا والولايات المتحدة وروسيا لوقف القتال مصيرها الفشل ما لم تكفل أيضاً انسحاب قوات أرمينيا من الإقليم.
حيث قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي إن أنقرة تريد حلاً دبلوماسياً، لكن أي جهود من مجموعة مينسك لا تطالب بانسحاب أرمينيا سيكون مصيرها الفشل.
ومن جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن هجوم أذربيجان في ناجورنو كاراباخ لن يتوقف حتى تسحب أرمينيا قواتها وغيرهم من المقاتلين الذين جلبتهم إلى المنطقة. وأضاف في بيان "لا ينبغي أن يتوقع أحد من أشقائنا الأذربيجانيين التوقف حتى ينتهي الاحتلال ويُطرد الإرهابيون والمرتزقة من هناك".
يشار إلى أن تركيا لعبت دوراً تحريضياً في النزاع بين البلدين حول الإقليم، وأرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب أذربيجان على الرغم من النفي العلني الرسمي الأذري لوجود تركي مسلح على الأرض، إلا أن التقارير تكشف المزيد من خفايا الدور التركي وأساليبه وهو أسلوب المرتزقة المعتمد تركيا في ليبيا وسوريا وغيرهما والتي تنقله بتفاصيله إلى إقليم كاراباخ، حيث أوضحت آخر الأرقام المكشوفة في هذا الصدد نقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفيد بوصول أعداد المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى الإقليم إلى ما لا يقل عن 1450 بعد نقل دفعة مكونة من 250 مقاتل خلال الأسبوع الفائت، حيث أغرتهم تركيا كعادتها برواتب شهرية وخدعتهم بأن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط في أذربيجان، لترسلهم بعدها إلى قلب المعارك وصفوفها الأولى.
ووثق المرصد كذلك مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف "مرتزقة" الفصائل الموالية لأنقرة في معارك إقليم كاراباخ، حيث قتل أكثر من 26 من الفصائل السورية في الاشتباكات والاستهدافات خلال الـ 48 ساعة الفائتة، وليرتفع بذلك إلى 107 تعداد المرتزقة الذين قتلوا منذ زجهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية.