الهدنة الحائرة.. تراشق واتهامات بين أرمينيا وأذربيجان

السبت 10/أكتوبر/2020 - 01:09 م
طباعة الهدنة الحائرة.. أميرة الشريف
 
اتهمت أذربيجان أرمينيا بخرق فاضح لوقف النار في ناغورنو كاراباخ، بعد ساعات من دخول الهدنة المعلنة بين البلدين حيز التنفيذ، صباح السبت، لوقف أسبوعين من المعارك الكثيفة في الإقليم المتنازع عليه، وفي المقابل وجهت أرمينيا اتهامات لأذربيجان بتجاهل وقف النار الذي تم الاتفاق عليه في موسكو.
وقبيل وقف إطلاق النار تبادل الطرفان الاتهامات بمواصلة عمليات القصف.
وكانت بدأت الهدنة المعلنة بين أرمينيا وأذربيجان،  لوقف أسبوعين من المعارك الكثيفة في إقليم ناغورنو كاراباخ. 
وقبيل وقف إطلاق النار تبادل الطرفان الاتهامات بمواصلة عمليات القصف.
وقال مسؤول أرميني إن صواريخ أذربيجانية قصفت عاصمة ناغورنو كاراباخ قبل سريان وقف النار، في محاولة لتغيير الوضع العسكري على الأرض قبل وقف النار، وطالب الرئيس الأرميني الناتو بالضغط على تركيا لوقف الدعم العسكري لأذربيجان.
أذربيجان من جهتها، اتهمت أرمينيا بقصف مناطق سكنية بشكل مكثف قبل سريان الهدنة.
وأعلنت موسكو، فجر السبت، عن توصل وزيري الخارجية الأذربيجاني والأرميني إلى اتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في ناغورنو كاراباخ، عقب محادثات استمرت 10 ساعات.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الجانبين اتفقا على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في الساعة الـ8 بتوقيت غرينتش، من يوم السبت العاشر من أكتوبر الجاري.
وأكدت الخارجية أن "أذربيجان وأرمينيا ستبدآن وبوساطة الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وعلى أساس المبادئ الأساسية للتسوية، مفاوضات موضوعية بهدف التوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن".
وشدد الطرفان على البدء بعملية تبادل الأسرى وغيرهم من المعتقلين وجثث القتلى فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ في كاراباخ، بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مساعد النائب الأول لرئيس أذربيجان، إيلشين أمير بايوف، من جهته قال للعربية، إنه يتعين على أرمينيا التوقف عن تصريحاتها المستفزة والبدء بانسحاب القوات الأرمينية من إقليم ناغورنو كرباخ، إذا أرادت استئناف العملية السلمية والبدء في المفاوضات.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه "سيتم التوافق بين طرفي النزاع في كاراباخ على تفاصيل الاتفاق وبشكل منفصل".
وكانت المفاوضات انطلقت، مساء الجمعة، بين أرمينيا وأذربيجان بشأن نزاع الطرفين حول إقليم ناغورنو كاراباخ في العاصمة الروسية موسكو، فيما أصر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على أن بلاده لن تقدم أي تنازلات في المحادثات مع أرمينيا، ومتنبئا بأن مواصلة أرمينيا اعتبار ناغورنو كاراباخ كجزء منها قد يفشل المحادثات.
وجاء الاتفاق بين الطرفين، على خلفية دعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أطراف النزاع في إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا إلى وقف القتال لأسباب إنسانية.

وأعلنت روسيا، في وقت سابق الجمعة، أن أرمينيا وأذربيجان وافقتا على المشاركة في مفاوضات في موسكو، تهدف إلى إنهاء المعارك في ناغورنو كاراباخ، بعدما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى عقدها، فيما توقع بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية إعلان هدنة مساء اليوم أو غداً في ناغورنو كاراباخ.
وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر 300 إلى 400 قتيل بينهم مدنيون، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده.
ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.
ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات وقوات.
وحذر بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج كاراباخ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ"التزاماتها" بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.

هذا وقد اندلع القتال إثر محاولة القوات الأذربيجانية استعادة السيطرة على مناطق سبق أن احتلتها القوات الأرمينية في حرب كاراباخ في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، التي أسفرت عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق في الفترة بين 1992 و 1994.

شارك