الهدنة تترنح... تجدد الاشتباكات بين باكو ويريفان.. وتركيا تتهم أرمينيا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 01:01 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لم تمضِ سوى ساعت قليلة على إعلان الهدنة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجوروني كاراباخ حتى بدأت الهدنة بالترنح، لتبوء أولى المحاولات الدولية لتهدئة الصراع بالفشل وتتجدد الاشتباكات بين باكو ويريفان من جديد.
فقد استمر الطرفان في تبادل إطلاق النيران على طول خط الجبهة بإقليم ناجوروني كاراباخ المتنازع عليه بين باكو ويريفان، وأعلنت أرمينيا عن تعرض ضواحي مدينة كابان، في جنوبها، لهجوم صاروخي خلّف قتيلًا على الأقل وعدد "غير مُحدد" من الجرحى.
وكتبت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية، شوشان ستيبانيان، على صفحتها عبر فيسبوك، أن "القوات الأذربيجانية، شنت بعد خمس دقائق من بدء سريان الهدنة، هجوما باتجاه منطقة كاراخامبيلي في جنوب خط التماس"، مشيرة إلى أن قوات جمهورية كاراباخ المعلنة ذاتيا والمدعومة من يريفان "تتخذ إجراءات مناسبة لصد الهجوم".
كما اتهمت المتحدثة الأرمنية لاحقًا القوات الأذرية بقصف مدينة هادروت في كاراباخ.
في المقابل، نفت أذربيجان تنفيذ أي غارات على كابان، واصفة الاتهام الأرمني بأنه "كذب واستفزاز جديد".
وحمّلت وزارة الدفاع الأذرية، في بيان، الجانب الأرمني المسؤولية عن قصف مقاطعتي "تارتار" و"آقدام" الواقعتين قرب خط التماس، بعد بدء سريان الهدنة.
وقالت إن "القوات الأرمنية حاولت، رغم بدء سريان الهدنة، التقدم في محوري مارتاكرت- تارتار وفضولي-جبرائيل"، مضيفة أن عددا من القرى والبلدات الأذربيجانية تعرّضت لقصف مدفعي.
وشددت الدفاع الأذرية على أن وحداتها تمكنت من صد كافة الهجمات من الجانب الأرمني وتتخذ الآن "إجراءات رد مناسبة". الأمر الذي نفته أرمينيا.
فيما أعلن وزير خارجية أذربيجان الأحد أن القوات الأرمينية قصفت منطقة في جينجا ، ثاني أكبر مدن البلاد، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص.
وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر: قصف أرمني ليلي استهدف منطقة آهلة بالسكن، أوقع 7 قتلى و33 جريحاً بينهم أطفال.
كما اتهمت وزارة الدفاع الآذرية، صباح اليوم، الجيش الأرميني بالهجوم على مدينة جينجا، وقصفها بأسلحة كيماوية محرمة دوليا تحتوى على الفوسفور الأبيض، أودت بحياة 17 من المدنيين، وإصابة 33 آخرين، مشيرة إلى ردها بالهجوم على مناطق أرمينية ليلة أمس على مواقع الجيش الأرميني وتدمير مدرعاته.
وبعد دقائق مع إعلان وزارة الدفاع الأذرية أن أرمينيا خرقت وقف إطلاق النار في إقليم كاراباخ اتهمت وزارة الدفاع التركية أرمينيا بخرق الهدنة، وقالت إن أرمينيا ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وأنها بدأت بتجديد الاشتباكات في الإقليم المتنازع عليه.
وقالت الدفاع التركية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن أرمينيا، التي ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية، هي من بدء بخرق الهدنة في كاراباخ.
وتواصل تركيا دعمها السياسي والعسكري للجانب الأذري، إذ أظهرت صورًا نشرتها وزارة الدفاع الأرمينية لطائرات "بيرقدار" المسيرة تركية الصنع، أثناء قصفها قواعد الجيش الأرميني على طول خط الجبهة، وذلك وسط رفض من أنقرة لمحاولات تهدئة الصراع بين البلدين المتناحرتين دبلوماسيًا، متهمة مجموعة مينسك بالانحياز للجانب الأرميني.
كما أظهر مقطع مصور جديد أحد المقاتلين السوريين التابعين لفرقة الحمزة الموالية لأنقرة، في إحدى المناطق التي شهدت اشتباكات بين البلدين منذ أيام عدة.
وظهر في الفيديو الذي تناقله ناشطون سوريون وصحافيون أجانب على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، أحد المقاتلين، يستعرض الجثث، ويكيل للقتلى الذين بدوا على الأرض بلباسهم العسكري، الشتائم والأوصاف المبتذلة.
كما أوضح مصور المقطع أنه من مجموعة أبو زيد، التي تقاتل ضمن لواء الفاروق التابع لفرقة الحمزة.
وكانت مجموعات مراقبة للصراع المسلح في كاراباخ نشرت في وقت سابق فيديو يظهر فيه مسلحون يتحدثون بلهجة سورية أثناء عمليات القتال في المنطقة. وقالت إن الفيديو لمرتزقة سوريين جلبتهم تركيا لمساندة أذربيجان في حربها ضد أرمينيا.
وعلى الرغم من النفي العلني الرسمي الأذري لوجود تركي مسلح على الأرض، إلا أن التقارير تكشف المزيد من خفايا الدور التركي وأساليبه وهو أسلوب المرتزقة المعتمد تركيا في ليبيا وسوريا وغيرهما والتي تنقله بتفاصيله إلى إقليم كاراباخ، حيث أوضحت آخر الأرقام المكشوفة في هذا الصدد نقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفيد بوصول أعداد المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى الإقليم إلى ما لا يقل عن 1450 بعد نقل دفعة مكونة من 250 مقاتل خلال الأسبوع الفائت، حيث أغرتهم تركيا كعادتها برواتب شهرية وخدعتهم بأن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط في أذربيجان، لترسلهم بعدها إلى قلب المعارك وصفوفها الأولى.
ووثق المرصد كذلك مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف "مرتزقة" الفصائل الموالية لأنقرة في معارك إقليم كاراباخ، حيث قتل أكثر من 26 من الفصائل السورية في الاشتباكات والاستهدافات خلال الـ 48 ساعة الفائتة، وليرتفع بذلك إلى 107 تعداد المرتزقة الذين قتلوا منذ زجهم في الصفوف الأولى للمعارك من قبل الحكومة التركية.