دير الزور.. تفاصيل مخطط إيران لتغيير الهوية الشعبية لمدن سوريا
الأحد 11/أكتوبر/2020 - 02:59 م
طباعة
علي رجب
كشف تقرير حقوقي عن اقدام الميليشيات الإيرانية في سوريا على تغيير أسماء شوارع عريقة باللغتين العربية والفارسية، واسماء تاريخية ايرانية كإطلاق اسم قائد الثورة الاسلامية الايرانية الموسوي الخميني، على شوارع بمدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي السورية على الحدود مع العراق في اشارة الى تغيير الديمغرافي والمذهبي الذي تمارسه ايران في سوريا والمناطق الخاضعة للنفوذ الميليشيات الايرانية.
المرصد السوري لحقوق الانسان رصد قامت الميليشيات الإيرانية بتغيير اسم شارع “أنس بن مالك” ووضعت لافتة كتب عليها باللغة العربية والفارسية شارع “الإمام الخاميني”، وقامت بتغير اسم شارع “الجيش” ووضعت لافتة كبيرة كتب عليها شارع “الإمام العباس” باللغة العربية والفارسية في إشارة منها للواء العباس التابع لها المتواجد في المدينة، وقامت بتغيير اسم شارع “أبوغروب” ووضعت لافتة كتب عليها باللغة الفارسية والعربية شارع “الشهيد قاسم سليماني”، وقامت أيضا بوضع لافتة على شارع “ساقية الري” كتب عليها باللغة الفارسية والعربية شارع “فاطميون”.
ويكمن نفوذ إيران مدينة البوكمال على طول الحدود السورية العراقية، وهي الحلقة الأهم في ممرِّ إيران البري إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط عبر سوريا والعراق.
ثانيًا، الارتكاز على وجود سكان شيعة في مدينتي حطلة ومراط شرقيّ نهر الفرات؛ لتعزيز نفوذها في شرق سوريا.
ويعد ميليشيا حزب الله أبرز الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا أكبرها واوسعها انتشارًا، ثم يليها كلٌ من حركة «النجباء»، و«الإمام علي»، ثم «فاطميون»، ثم «فيلق القدس»، و«أبو الفضل العباس» و«حيدريون».
وفي غرب الفرات، فإن عمليات التجنيد متواصلة بشكل كبير ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، والتي باتت تحت سيطرة النفوذ الإيراني بشكل كامل.
يقود الحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور، طيفاً متنوّعاً من الميليشيات التي تعمل على تحقيق أهدافه العسكرية في حماية منطقة نفوذه. وعبر تجنيد شبّان محليين في صفوف هذه الميليشيات، يلبّي الحرس حاجته العددية إلى مزيدٍ من المقاتلين، صانعاً أتباعاً يمكن دمجهم في تشكيلاتٍ محليةٍ أكبر وأصلب عوداً في المستقبل، تُجذّر النفوذ الإيراني في دير الزور، وتُشكّل بديلاً عن الميليشيات الأجنبية. فضلاً عن ذلك، تقدّم الأنشطة والأعمال المدنية التي يضطّلع بها المركز الثقافي الإيراني ومنظمة جهاد البناء على نحوٍ خاص، صورةً ودودةً لإيران تجاه المجتمعات المحلية، تحاول إيران من خلالها اكتساب شرعيةٍ وتقبّلٍ من هذه المجتمعات لأدوارها المختلفة.
ومن بين الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، تشكّل الميليشيا المعروفة باسم اللواء ٤٧-حرس، نموذجاً خاصاً من حيث خضوعها لقيادةٍ إيرانيةٍ مباشرة، عبر ضابط من الحرس الثوري يُلقَّب بالحاج سلمان، ومن حيث تشكّلها في محافظتَي حماة وحمص، في العام ٢٠١٦، على نحوٍ غير مُعلَن، من مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة هناك، بعد تسوية أوضاعهم الأمنية وفق ما يُعرَف بالمصالحات.
و أطلق اللواء ٤٧-حرس، منذ انتشاره في منطقة البوكمال في أواخر العام ٢٠١٧، حملة لتجنيد عناصر محليين باتوا اليوم يؤلّفون قوامه الأساسي، وهو يبدو متسارع النمو بفضل الرواتب المنتظمة والميزات المادية الأخرى التي يمنحها لمنتسبيه. في البداية جنّد اللواء شبّاناً عائدين إلى البوكمال بعد أن نزحوا عنها في ذروة المعارك ضدّ داعش في خريف العام ٢٠١٧. ثم استقطب العناصر المحليين، الذين كانوا انضمّوا في البداية إلى ميليشياتٍ أخرى، على غرار حركة النجباء وعصائب أهل الحق، اللتين لا تنويان على ما يبدو تشكيل فروعٍ محليةٍ لهما في دير الزور. واستقطب اللواء أيضاً عناصر ميليشياتٍ آخذةٍ في التآكل، مثل الفرع المحلي لقوات الدفاع الوطني في مدينة البوكمال، الذي كانت عناصره قد تدرّبت على يد الحرس الثوري أثناء تشكيله.
وكذلك عناصر مجموعاتٍ أصغر تتبع للمخابرات العسكرية والجوية. ويبدو اللواء اليوم في طريقه إلى ابتلاع قوات الحربي المقاتلة - حرس جمهوري، التي شكّلها حاتم صالح الحربي تحت مظلّة قوات الدفاع الشعبي التابعة للحرس الجمهوري، من عشرات الشبّان من أبناء بلدة الجلاء، والقرى المجاورة لها في ريف البوكمال.
على صعيد المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات، تعتمد إيران على منظمة جهاد البناء، التي أسّست فرعها السوري في العام ٢٠١٣، وافتتحت فرعها في محافظة دير الزور في بداية العام ٢٠١٨. ففي سبتمبر ٢٠١٧، وبعد أيام قليلة على كسر الحصار على مدينة دير الزور، أرسلت إيران قافلة شاحناتٍ تحمل مساعدات غذائية وطبّية وألبسة إليهاعبر الفرع السوري لجهاد البناء، وفي الشهر اللاحق، افتُتِح مركز طبّي يقدّم خدماته مجاناً للسكان.
ففي مدينة البوكمال، شكّل الحرس الثوري لجنةً إغاثيةً توزّع مساعداتٍ شبه منتظمة على عائلات عناصره، والفقراء المُسجَلّين في قوائمها، فيما تولّت الميليشيات إعادة تأهيل وصيانة مسبح في موقع ترفيهي سابق. وفي مدينة دير الزور، شارك عناصر من ميليشيات الحرس الثوري في تأهيل حدائق عامة.
وافتتح الحرس الثوري أربعة مستوصفات مجانية، اثنين في مدينة البوكمال، وواحداً في مدينة الميادين، وآخر في بلدة بقرص. لكن يبدو أن المشاريع التي تنفّذها جهاد البناء في دير الزور لا ترقى حتى الآن إلى مشاريعها في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص، نظراً ربما إلى الوضع الميداني القلق في تلك المنطقة، التي لم يُحسَم فيها الصراع مع الولايات المتحدة وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية.
كما افتتحت طهران المركز الثقافي الإيراني، في مطلع العام ٢٠١٨، وباشر منذ تأسيسه برعاية أنشطةٍ مشتركةٍ مع محافظة دير الزور، وحزب البعث، والمؤسسات الحكومية، والنقابات.
وفي دير الزور هناك عبدالمجيد السراوي، أبرز رجال النظام الايراني في سوريا، ودينامو التشيع في محافظة «دير الزور» شرقي سوريا، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية في سوريا، وهو الذي تعول عليه طهران، بحسب مراقبين، في تحويل المحافظة إلى مدينة شيعية موالية للمرشد الأعلى علي خامنئي.
ويعد «السراوي»، الذي درس المذهب الشيعي في الحوزة الحيدرية أو حوزة الإمام في السيدة زينب بدمشق، وهي تحظى بدعم من قبل إيران، من أبرز رجال إيران «المعممين» في دير الزور.
كذلك نظّم فعاليات مشتركة مع منظمات المجتمع المدني، مثل جمعية النهضة النسائية، والفرع المحلي لمنظمة بصمة شباب سوريا. وأعلن المركز أيضاً عن منحٍ دراسيةٍ في جامعات إيران، وقدّم مكافآت مالية شهرية للطلاب المتفوّقين في المرحلة الإعدادية.
كما شارك في تنظيم أنشطة وفعاليات أقامتها مراكز ومنظمات مدعومة من إيران، وتعمل في دير الزور من دمشق.
بحسب دراسة أعدتها صحيفة «سفابودنايا براسا» الروسية بعنوان «إيران في دير الزور»، فإنه منذ أواخر عام ٢٠١٧، بدأت تنتشر ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة غرب الفرات، وجزءٍ من شرقه في محافظة دير الزور.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن نجحت هذه الميليشيات في التوغل بالمحافظة، ونشر الفكر الشيعي بين شبابها، خاصة منطقة «البوكمال» الحدودية.
وأوضحت الدراسة أن إيران استطاعت التقرب لسكان تلك المحافظة عن طريق المساعدات الإنسانية والأنشطة الاجتماعية التي قدمتها، وكل ذلك ساعدها في التوغل بالمحافظة.