تقرير بريطاني يوثق إرسال أردوغان مرتزقة سوريين إلى "كاراباخ"
الإثنين 12/أكتوبر/2020 - 12:53 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو توثق بالصوت والصورة مشاركة مرتزقة سوريين في معارك ناجورني كاراباخ مع أذربيجان ضد أرمينيا دفعت بهم تركيا إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتناولت تقارير كثيرة هذه القضية وساقت أدلة بشأنها، واحد منها تحقيق لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية عنوانه "نحن لا نعرف حتى أين تقع أذربيجان.. المرتزقة السوريون الذين دفعهم الفقر إلى الموت"، يوثق شهادات لمرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا للقتال في كاراباخ.
وحسب الصحيفة فإن المئات من المرتزقة السوريين يقاتلون إلى جانب القوات الأذرية دافعهم الأساسي الحصول على المال حتى ولو كان ذلك على حساب أروحهم في معركة بعيدة، منهم من لا يعرف حتى موقع أذربيجان الجغرافي، فتركيا تستغل الظروف المادية والمعيشية الصعبة للغاية التي يعاني منها السوريون، وتجبرهم على الموافقة على المشاركة في القتال هناك مقابل الحصول على المال.
ونقلت الصحيفة شهادات عن مقتل مرتزقة سوريين في المعارك تقول إن 55 جثة لمرتزقة سوريين تم إعادتها إلى شمال سوريا.
وكما هو الحال في ليبيا تلعب شركة سادات التركية الأمنية الخاصة دورًا مهمًا في تجنيد المرتزقة السوريين في أذربيجان، مؤكدة حصولها على رسائل صوتية عبر تطبيق "واتساب" لسوريين في أذربيجان يقومون بزيارة أحد رفقائهم المصابين في القتال، وأجرت اتصالات مع أفراد أسرته.
وأشارت الصحيفة إلى أن نفي الحكومتين التركية والأذرية وجود مرتزقة سوريين في معارك كاراباخ يتناقض مع ما حصلت عليه من وثائق واعترافات مسجلة بالصوت والصورة.
وتحدثت الصحيفة عن معارضة قوية من طرف عائلات السوريين في إدلب لإرسال أبنائهم إلى ناجورني كاراباخ، خاصة بعد عودة عدد كبير من جثث أبنائهم، بينما تصاعد الغضب والاستياء وسط العائلات التي لم تتلق الرواتب أو التعويضات عن من قتل من أبنائهم في أذربيجان، بينما توجه أخرون إلى إطلاق حملة توعية تحذر السوريين من الذهاب للقتال في كاراباخ، من خلال نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتواصل تركيا دعمها السياسي والعسكري للجانب الأذري، إذ أظهرت صورًا نشرتها وزارة الدفاع الأرمينية لطائرات "بيرقدار" المسيرة تركية الصنع، أثناء قصفها قواعد الجيش الأرميني على طول خط الجبهة، وذلك وسط رفض من أنقرة لمحاولات تهدئة الصراع بين البلدين المتناحرتين دبلوماسيًا، متهمة مجموعة مينسك بالانحياز للجانب الأرميني.
كما أظهر مقطع مصور جديد أحد المقاتلين السوريين التابعين لفرقة الحمزة الموالية لأنقرة، في إحدى المناطق التي شهدت اشتباكات بين البلدين منذ أيام عدة.
وظهر في الفيديو الذي تناقله ناشطون سوريون وصحافيون أجانب على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، أحد المقاتلين، يستعرض الجثث، ويكيل للقتلى الذين بدوا على الأرض بلباسهم العسكري، الشتائم والأوصاف المبتذلة.
كما أوضح مصور المقطع أنه من مجموعة أبو زيد، التي تقاتل ضمن لواء الفاروق التابع لفرقة الحمزة.
وكانت مجموعات مراقبة للصراع المسلح في كاراباخ نشرت في وقت سابق فيديو يظهر فيه مسلحون يتحدثون بلهجة سورية أثناء عمليات القتال في المنطقة. وقالت إن الفيديو لمرتزقة سوريين جلبتهم تركيا لمساندة أذربيجان في حربها ضد أرمينيا.
وعلى الرغم من النفي العلني الرسمي الأذري لوجود تركي مسلح على الأرض، إلا أن التقارير تكشف المزيد من خفايا الدور التركي وأساليبه وهو أسلوب المرتزقة المعتمد تركيا في ليبيا وسوريا وغيرهما والتي تنقله بتفاصيله إلى إقليم كاراباخ، وفي هذا السياق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 400 مقاتل من فصائل "السلطان مراد والحمزات" وفصائل أخرى، تتحضر ليتم نقلها من قبل الحكومة التركية إلى أذربيجان خلال الساعات والأيام القليلة القادمة، وبلغ تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى هناك حتى اللحظة، ما لا يقل عن 1450 بعد نقل دفعة مكونة من 250 مقاتل خلال الأسبوع الفائت.
وأشار المرصد السوري قبل أيام قليلة، إلى مواصلة المخابرات التركية عمليات نقل وتدريب أعداد كبيرة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا للقتال في أذربيجان، حيث ارتفع تعداد العناصر الواصلين إلى هناك لنحو 1200 مقاتل غالبيتهم من المكون التركماني السوري.
مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفادت، بأن الحكومة التركية أقحمت “مرتزقة الفصائل السورية الموالية لها” بشكل كبير في معارك تلال كاراباخ المتصارع عليها بين أذربيجان وأرمينيا، بعد أن قالت لهم بأن دورهم سيقتصر على حماية حقول النفط والحدود في أذربيجان.
من ناحية أخرى نشرت دورية لوس انجلوس تايمز في وقت سابق تقريرًا مفصلاً أعدته "لورا كينغ"، شرحت فيه تفاصل مرافقة تركيا لأذربيجان في عدائها لدولة أرمينيا والأرمن، دون أن يكون ثمة أي خلاف سياسي أو جغرافي بين تركيا وأرمينيا، إلا الهواجس والتصعيد القومي، ضد بلد تعتبره تركيا فاصلاً جغرافياً بينها وبين حلفائها من الدول ذات الأغلبية العرقية التركية.
ولم يكتفي النظام التركي بدعم الإرهاب عسكريًا ولوجستيًا بل أيضًا جند وسائل إعلامه منابر للترويج للتنظيمات الإرهابية وبث الكراهية ضد كل الشعوب والدول التي ترفض سياساته.