جرائم مليشيا الحوثي في اليمن.. تاريخ لا ينسى وحقائق يصعب تزييفها
الأربعاء 14/أكتوبر/2020 - 10:48 ص
طباعة
جبريل محمد
انتهاكات المليشيا الانقلابية طالت كل فئات المجتمع.. ولم تسلم منها حتى الجثث
المساجد أغلقت وتمت سرقة أراضيها لبناء مشروعات تدر أرباحا على قيادات الجماعة
الإخوان تسعى لغسل سمعة المليشيا بموسوعة من 20 كتابا تزيف الحقائق وتمجد قيادات الحوثي
لم تترك مليشيا الحوثي الانقلابية، شريحة في المجتمع اليمني، أو مؤسسة، أو حتى ثقافة، دون أن يطالها الأذى والإجرام، وخلال الأعوام الماضية، تجاوز إرهاب الانقلابين كافة الخطوط الحمراء.
فمن تجنيد الأطفال للقتال في المعارك، واختطاف النساء، وتفجير المنازل، والتنكيل بالأسرى والمخالفين، مرورا بهدم المساجد، وانتهاءً بمحاولة غسل عقول اليمنيين، وإصدار كتب وموسوعات تسعى لتزييف الحقائق، فاقت جرائم مليشيا الحوثي في اليمن الوصف، وأصبحت العقول تعجز عن استيعابها.
ومنذ 21 سبتمبر 2014 دفع اليمن ضريبة باهظة للانقلاب الحوثي، تمثلت بمقتل أكثر من 20 ألف مدني وإصابة عشرات آلاف بنيران مباشرة، وألغام محرمة دوليا فضلا عن الأوبئة التي عادت إلى الواجهة وفتكت بآلاف المدنيين جراء تدمير المليشيا للقطاع الصحي.
مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية لم تضع حجر أساس لمشروع تنموي واحد، ولم تفتح مدرسة أو معهد أو جامعة، أو تشق أو تعيد ترميم طريق، وكل ما أنجزته هو افتتاح مئات المقابر في المدن والقرى لدفن ضحايا عدوانها الغاشم على اليمنيين.
يحظر القانون الدولي والإنساني تجنيد أو استخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة أو القوات المسلحة، إلا أن جماعة الحوثي تضرب بهذه القوانين عرض الحائط وتواصل تجنيد الأطفال في المعارك
وكشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات مؤخرا النقاب عن توثيق مقتل 656 طفلاً وطفلة في القصف المدفعي للمليشيا على الأحياء السكنية، و291 طفلاً نتيجة للقنص منهم 283 طفلاً بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيا، و476 طفلاً نتيجة طلق ناري مباشر، و412 طفلاً نتيجة الحصار الذي تفرضه وانعدام الأوكسجين والدواء وإغلاق المستشفيات والمرافق الصحية.
ولفتت إلى أن فريقها وثق 12 حالة إعدام ميدانية نفذتها المليشيا بحق الأطفال فيما وثق الفريق اغتيال 7 أطفال ودهس 22 آخرين، و8 أطفال توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثي، مبينة أن 1721 طفلاً قتلوا أثناء مشاركتهم في النزاع المسلح بعد تجنيدهم من قبل المليشيا والزج بهم في جبهات القتال.
ولفت الفريق إلى أنه رصد 12341 طفلاً لا تتجاوز أعمارهم 14عاماً جندتهم مليشيا الحوثي، مؤكداً أن عملية التجنيد مستمرة فيما يفرض الحوثيون على بعض القبائل التجنيد بالإكراه والإجبار.
واستمرارا لنهج المليشيات الانقلابية في استهداف الفئات الأضعف في المجتمع اليمني، طالت جرائم الحوثي النساء، ووثقت رابطة أمهات المختطفين، المعنية بحقوق الإنسان في اليمن اختطاف أكثر من 200 امرأة.
ووفقا للرابطة، فإن الأرقام المسجلة لعدد النساء اللاتي تعرضن للاختطاف والاحتجاز والإخفاء القسري من قبل مليشيا الحوثي، كان خلال عامين فقط من عمر الانقلاب الحوثي، الذي اقترب من إتمام عامه السادس، وسط انتهاكات غير مسبوقة.
وذكرت الرابطة، في بيان صحفي، أنها وثقت 18 حالة من الانتهاكات الحوثية ضد النساء، تعرضن جميعهن لانتهاكات بشعة ترقى إلى الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي.
وتفاوتت أسباب الاختطافات الحوثية للنساء من حالة إلى أخرى، ففي حين تم اعتقال البعض جراء من أوساط تظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي، تم اختطاف أخريات بسبب مناهضتهن للانقلاب الحوثي والانتماء السياسي.
وأشار البيان، إلى أن بعض الاختطافات الحوثية التي طالت النساء كانت أثناء الانتقال بين المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين إلى تلك الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وتعرضت النساء المختطفات في المعتقلات، لانتهاكات بشعة، تنوعت ما بين العنف اللفظي والتهديد بالاعتداء الجنسي، والعنف الجسدي وحرمانهن من التواصل مع ذويهن لإبلاغهم بتعرضهن للاحتجاز، وفقا لبيان الرابطة.
حتى الجثث لم تسلم من جرائم المليشيات، فقد وثقت حالات حقوقية يمنية، قيام ميليشيا الإرهابية، بإعدام أحد الأسرى من أفراد الجيش اليمني، والتمثيل بجثته بطريقة بشعة.
وقالت مصادر يمنية، إن مسلحي ميليشيا الحوثي أقدموا على تصفية الجندي عزام صيفان، الذي وقع أسيراً في قبضتهم، وأنه "بعد تسليم الجثمان شوهدت عليه آثار تمثيل بشعة منها قطع اللسان والأنف واقتلاع الأذنين، وفقء العينين، وشوهوا وجهه، وبقية جسمه، وكسروا أصابع يديه".
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات كسرت رقبة الأسير، وأحرقت وجهه بـ"الأسيد"، تم ثقبت صدره، وانتزعت قلبه، ثم كسرت إحدى ساقيه".
الحجر أيضا لم يسلم من جرائم تلك المليشيات، وتواصل انتهاكات عديدة ضد المساجد، على النحو الذي يفضح إرهاب هذا الفصيل المدعوم إيرانيًّا الذي دأب على انتهاك حرمات بيوت الله.
أحدث الانتهاكات الحوثية وقعت في محافظة صنعاء، حيث عمل المليشيات على إزالة سور مسجد الفردوس في مدينة سعوان لإقامة مشروع تجاري لصالح قياداتها.
وقالت مصادر، إن قيادات حوثية بوزارة الأوقاف في حكومة المليشيات، أبرمت اتفاقًا مع تجار لإقامة مشروع تجاري في فناء الجامع على الشارع الرئيس لبناء محال تجارية مقابل مبالغ مالية كبيرة تحصلت عليها القيادات الحوثية.
ومسجد الفردوس هو ثاني أكبر جامع في مدينة صنعاء بعد مسجد الصالح، وسبق أن صادرت المليشيات المسجد من الجماعة السلفية التي كانت قائمة عليه، وأغلقت مدرسة تحفيظ القرآن فيه.
هذه الجريمة الغادرة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي دأبت المليشيات الموالية لإيران على مدار سنوات الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
وبجانب الكثير من الاعتداءات الغاشمة أو حرمان المصلين من أداء الصلاة، فقد عملت المليشيات كذلك على تحويل المساجد إلى ثكنات عسكرية في انتهاك للحرمات واسع النطاق.
وبعد كل هذه الجرائم تسعى، المليشيا الانقلابية بمساعدة تنظيم الإخوان الإرهابي في غسيل سمعتها، وتزييف الحقائق عن طريق إصدار موسوعة من الكتب تضم 20 مجلدا، تحت عنوان" موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه"، من تأليف، عبدالولي عبدالوارث فرحان الشميري، القيادي البارز في تنظيم الإخوان باليمن، والمتهم بجرائم حرب إثر خوضه لعدة حروب دموية قبل أن يتقلد مناصب دبلوماسية ويستقر خارج البلاد.
وتتكون الطبعة الأولى من 10 آلاف نسخة ورقية، صادرة عن أحد دور النشر في بيروت خلال العام الجاري، وتناولت سيرة وحياة أكثر من 12 ألف شخصية، لكنها لم تولي رموز اليمن الفاعلين والأصليين في تاريخ البلاد أي اهتمام وجاءت مليئة بالأخطاء، في وقت قدمت عددا كبيرا من قيادات مليشيا الحوثي بأنهم "أبطال "و اعتبرتهم "مصلحين ومظلومين".
وأبرز من عرضت "الموسوعة الإخوانية" التي أطلقت تطبيقا لها كنسخة إلكترونية أيضا، من القيادات الحوثية، مؤسس جماعة الانقلاب بدر الدين الحوثي، ونجله الإرهابي حسين الحوثي، ووالد المتحدث الرسمي لتنظيم الحوثي صلاح فليته، والرجل الأول في تغذية الحوثيين بالسلاح القيادي الحوثي، فارس مناع، وزعمت أنهم أعلام من أعلام الأمة اليمنية.
ومن جانبه اعتبر رئيس مركز "نشوان الحميري للدراسات والإعلام"، عادل الأحمدي، أن الزيف والتدليس والمجاملات في موسوعة الشميري، هي انعكاس واضح للمال المسروق والوجاهة الزائفة، واصفا إياه بـ"نموذج للتاجر الرخيص الذي يجيد النظم ويتطفل على الثقافة والأدب".
واتهم الأحمدي، في مقال نشره على حسابه في فيسبوك، المؤلف بأنه "لص آثار" وقد قبض عليه بتهريب الآثار في مصر، بدأت منذ نهبه للعديد من الممتلكات العامة والخاصة أثناء حرب 1994 من مدينة عدن، وإيداعها في أحواش كبيرة بمدينة باجل شرق الحديدة، ثم تحول إلى تجارة الأدوية والكتب والآثار.
ونددت الحكومة اليمنية بكتب الشميري، واعتبرتها استهدافا لتاريخ اليمن والجمهورية وتضحيات اليمنيين في مواجهة الانقلاب الحوثي، وجزء من الحرب الفكرية.
وأعرب وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، عن أسفه مما جاء في الموسوعة من تمجيد مجافا للحقيقة حول سيرة حسين الحوثي وتقيمه لدوره بل وجرائمه التي أسست للحرب وتكريسه الطائفية والسلالية ومحاولة فرز اليمنيين على أساسهما كنضال بل وإصلاح اجتماعي.