حرب قره باغ.. أرمن تركيا في مواجهة خطاب الكراهية
كشفت تقرير فرنسي عن
تعرض الأرمن في تركيا إلى المضايقات وانهم يعيشون وضعا صعبا ومخاوف من انتقام
القوميين والاسلاميين المتشددين في ظل اندلاع الحرب بين ارمينيا واذربيجات والتي
تحظى الاخيرة بدعم حكومة رجب طيب أردوغان.
لا إحصائيات رسمية عن عدد
الأرمن الذين بقوا في تركيا بعد أحداث عام 1915، أي خلال الحرب العالمية الأولى. فمن
بين أكثر من 77 مليون مواطن تركي، تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد الأرمن يقدر
بنحو 60 ألف شخص، يتمركز معظمهم في مدينة إسطنبول. مع ذلك، يبدو العدد أكبر من ذلك،
وخصوصاً أن أعداداً كبيرة من العائلات الأرمنية ما زالت تخفي هويتها الحقيقية وتمارس
شعائرها بالسر، واختارت لنفسها أسماء كردية أو تركية.
صحيفة لاكروا الفرنسية
رصدت مخاوف أرمن تركيا من تأثير الحرب في
قره باغ على أوضاعهم في البلاد، قائله إن « هناك موضوعان السياسية والدين لا ينبغي
مناقشتهما بالنسبة للأقليات من أجل العيش بسلام في تركيا ».
وأوضحت الصحيفة انه منذ
بدء الأعمال العدائية بين أرمينيا وأذربيجان يوم الأحد ، 27 سبتمبر ، في منطقة ناغورنو
كاراباخ، قام 60 ألف أرمني في تركيا بالتزام البيوت واغلاق محالهم وتجارتهم.
ومن ظواهر العدائية
ورسائل التهديد لأرمن تركيا هو مرور قوافل
من المركبات التي ترفع العلم الأذربيجاني أمام المباني الأرمينية واليونانية في اسطنبول
بعد اندلاع الحرب،.
قال جارو بايلان ، نائب
حزب الشعوب الديمقراطي من أصل أرميني ، في مقابلة مع لا كروا: «بمجرد اندلاع الحرب
، أطلقت مناشدة من أجل السلام ، لكن السلطات لا تريد أن تنتشر الخطب المسالمة، لقد كنت هدفا لخطاب الكراهية في الصحف القريبة من
السلطة. يهددونني ويهينونني ويتهمونني بخيانة الوطن. أنا في مرمى البصر ».
وقامت تركيا مؤخرا بحظر
الدخول إلى المواقع الرسمية الخاصة بالحكومة الأرمنية ووزاراتها على شبكة الإنترنت،
في الوقت الذي لم تشارك فيه في مفاوضات وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في موسكو.
وذكر موقع "Agos" الصادر باللغتين التركية
والأرمنية في تركيا أنه لم يعد بالإمكان الدخول إلى المواقع الإلكترونية للجهات الأرمنية
الرسمية في تركيا.
ورأت صحيفة لاكروا الفرنسية
أنّ أردوغان بات يدعم حروبه الخارجية بجيش
من الجهاديين، مُكوّن من الآلاف من جنود تنظيم الدولة الإسلامية المفقودين، كما فعل
في ليبيا عندما جاء لمُساعدة حكومة الإخوان المسلمين في طرابلس ودعمها.
وفي حين اعتبرت مجلة
"لوبس" أنّ "وقف حرب "ناغورني قره باغ" يلزمه أكثر من الديبلوماسية
بعد مُضي ما يزيد عن مئة عام على إبادة الأرمن، مُحمّلة أردوغان مسؤولية اندلاع المعارك،
رأت صحيفة "لو موند" أنّ الحرب الجديدة انعكاس للفوضى العالمية الجديدة،
وأنّ "دخول تركيا على خط النزاع دليل جديد على انخراط أردوغان في قومية إسلاموية
معسكرة".