الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية

الأحد 18/أكتوبر/2020 - 02:29 ص
طباعة الإخوان اليوم.. متابعات اعداد: حسام الحداد
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 18 أكتوبر 2020.

اليوم السابع: حقيقة فكر الإخوان "الحلقة الخامسة".. أبناء البنا تورطوا فى مذبحة الفنية العسكرية عكس ما يزعمون.. صالح سرية ومعاونيه بايعوا الهضيبى وحصلوا على موافقته على العنف ووعدوه بإنكار صلتهم بالجماعة حال مثولهم للتحقيق
كشفنا في الحلقة الماضية من ملف"حقيقة فكر الإخوان" تأثر تنظيمات القاعدة وداعش وقادتهما مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى بعقيدة العنف التي تأسست عليها الجماعة منذ إعلان تأسيسها في 1928.
وفى الحلقة الخامسة نسلط الضواء على قضية يصر الإخوان على نفى صلتهم بها وهى مذبحة الكلية الفنية العسكرية التي استهدفت التخلص من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات رغم أنه أفرج عن عناصر وقيادات الجماعة ومنحهم حرية الحركة والدعوة في الجامعات، والنقابات والجمعيات وغيرها، صحيح أن السادات استهدف من هذا التصرف إحداث توازن مع الشيوعين وعدم ترك الساحة لأنصار جمال عبد الناصر لكنه منحهم الحرية على أي حال وكان عليهم ألا ينسون الجميل لا أن يردونه غدرا ومكرا وخداعا.
والحرية التي منحها السادات للإخوان لم تعوضهم عن حلم السلطة ولم تثنيهم عن التفكير في أذى السادات الذى دعمهم ومنحهم حريات واسعة بل لم يشفع لهم الانتصار على عدوهم الأول "إسرائيل" كما يزعمون وكل ما فعلوه أن واصلوا سياستهم فى الغدر والخيانة ولكن من وراء حجاب، فالإخوان قرروا التخلص من السادات دون اعتراف بتورطهم وحاولوا الخداع وإيهام السلطات والشعوب بأن يدهم نظيفة من العنف والدم.
ويشاء القدر وتنكشف جريمتهم وأنهم المخططون والمنفذون لأحداث الفنية العسكرية التي وقعت 1974، بهدف قتل أو اعتقال السادات وإجباره على إذاعة بيان استقالته من السلطة.
وفى مقابل إصرار عناصر الجماعة على إنكار صلتهم بأحداث الفنية العسكرية، نصر نحن على فضحهم بالدليل والبرهان بعد عقود من الجريمة التي لا يمكن وصفها إلا بالخسيسة والجبانة.
لكن قبل فضح صلة الإخوان بمحاولة الانقلاب على السادات والإطاحة دعونا نوضح أن أحداث الفنية العسكرية نفذتها تنظيم برئاسة الفلسطيني صالح سرية ومصريين هما كلا من كارم الأناضولى الذى قاد تنفيذ الانقلاب الفاشل وطلال الأنصارى الذى كان يقود مجموعة الإسكندرية.
وضع الثلاثى"سرية والأناضولى والأنصارى" خطة تكمن في تحرك 18 من عناصر التنظيم يوم الخميس، 18 أبريل 1974 يقودهم الأناضولى لاقتحام الكلية الفنية العسكرية ويساعدهم ضباط وطلاب موالين للتنظيم، للاستيلاء على ما بها من مدرعات وأسلحة وسيارات والتوجه إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي على كورنيش النيل حيث كان يجتمع الرئيس السادات بعدد من القيادات لمناقشة ما بعد حرب أكتوبر. وهناك يقتلوه أو يعتقلوه ويجبروه على إعلان تنحيه عن الحكم
لكن ولحسن الحظ فشل المخطط في مهده ففي بداية التنفيذ أبلغ عنصرين من التنظيم وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية بمخطط سرية ورفاقه،  وعندما هاجم 18 إرهابيا بقيادة كارم الأناضولى الكلية الفنية العسكرية فتصدى لهم الحراس اللذين استشهد 7 منهم فيما قتل 6 من التنظيم وأصيب 65 من عناصر حرس وطلاب الكلية وفشل الانقلاب في المهد ولم يكمل الإرهابيون باقى المخطط والذى تمثل في توجههم لاقتحام مقر الاتحاد الاشتراكي، بعد الاستيلاء على أسلحة ومدرعات وسيارات الفنية العسكرية حيث قرروا إيهام حراس مقر الاتحاد الاشتراكي بأنهم جاءوا لتفكيك قنابل داخل قاعة اجتماع السادات وبعد السماح بدخولهم سيجبرون السادات على إذاعة بيان استقالته.
صدر حكما بالإعدام على المتهمين الثلاثة"سرية والأناضولى والأنصارى"تم تنفيذه في سرية والأناضولى وتخفيفه من قبل السادات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة لـ"الأنصارى" والذى قضى بالفعل العقوبة خلف الأسور، فيما صدرت أحكام بالسجن مدد متفاوتة على عشرات من التنظيم الإرهابى.
وصالح سرية فلسطيني لجأ مع أسرته للعراق وتعلم في جامعاتها وتزوج من سيداتها وأنجب 9 أبناء منهم 6 بنات وانضم لجماعة الإخوان ثم عاد إلى فلسطين وأسس مع أخرون جبهة التحرير ومنها إلى مصر 1971 للعمل بالجامعة العربية حيث أسس كتائب الفنية العسكرية للانقلاب على السادات. 
هذه أدلة علاقة الإخوان بأحداث الفنية العسكرية:
قلنا أن صالح سرية مؤسس تنظيم الفنية العسكرية انضم للإخوان في العراق ما يعنى أنه انتهج فكرها بل أن طلال الأنصارى - الذى خفف السادات الحكم عليه من الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة - قال في مذكراته ما يؤكد تورط الإخوان في الأحداث ومنها أنه بأنه وآخرون كونوا تنظيما سريا بالإسكندرية ‏1968 وبعدما أفرج السادات عن الإخوان قدمته زينب الغزالي إلى صالح سرية‏ باعتباره إخوانى فطلب منه"سرية" ضم تنظيمه لجماعة الإخوان كخطوة لتكوين الجناح العسكرى الجديد لجماعة الإخوان‏.
ويضيف الأنصارى بأنه بعدما وافق على ضم تنظيمه لـ"تنظيم سرية" رتبت زينب الغزالى القيادية الإخوانية البارزة لقاء للأنصارى مع حسن الهضيبى مرشد الجماعة أنذاك 1972 وتم اللقاء في منزل المرشد بمنطقة منيل الروضة في القاهرة سنة 1972 حيث بايعه الأنصارى على السمع والطاعة.
وبهذا يكون طلال الأنصارى وصالح سرية عضوين في جماعة الإخوان بشكل لا يقبل الشك وأن تنظيم سرية بعد ضم تنظيم الأنصارى له تحول لتنظيم واحد تابع للإخوان، وهذا التنظيم الإخوانى هو بمثابة الجناح المسلح الجديد للإخوان لكن بشكل غير معلن.. كيف؟
صالح سرية أصدر أول تعليماته لشباب التنظيم المسلح وهو أنه "أي سرية" يمثل حلقة الوصل الوحيدة بينهم وجماعة الإخوان الذى سيختفى أي دور ظاهر لهم وينفى أي صلة لهم بها، وإمعانا في التمويه درب سريه، رفيقه طلال الأنصارى على كيفية إبعاد الجماعة خلال أي تحقيقات أمنية أو قضائية وإظهار تعارفهما - أي سرية والأنصاري – كما لو أنه جاء بعيدا عن زينب الغزالى وليتفقا على أن الأنصارى أعجب بحديث لـ"سرية" في مجلة مصرية خلال مشاركة سرية في المؤتمر الوطني الفلسطيني بالقاهرة 1968‏ والتقاه في فندق بالقاهرة وتعرفا على بعضهما.
الدليل القاطع:
بل هناك دليلا قاطعا على تورط الإخوان في أحداث الفنية العسكرية وهو موافقة الهضيبى على مذكرة قدمها له سرية ‏تضمنت خطة بتغيير منهج الجماعة وجعل الخيار العسكرى أساسيا في الوصول للسلطة.
ويمكن القول بأن مذبحة الكلية الفنية العسكرية كانت المحاولة الأولى من قبل ما يزعمون أنهم إسلاميون للانقلاب على السلطة الشرعية، قبل محاولات تنظيمى الجماعة الإسلامية والجهاد فى الثمانينات والتسعينات وهو ما سنسلط الضوء عليه في الحلقة القادمة من حقيقة فكر الإخوان ونجيب على السؤال:

أكاذيب الإخوان مستمرة.. الجماعة الإرهابية تحاول تشويه حى الأسمرات بصورة مزيفة
انتشرت خلال الساعات الماضية شائعات حول وجود حيوانات في شوارع حى الأسمرات، وتداولت صفحات السوشيال ميديا والقنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، الشائعة في محاولة لتشويه صورة الحى، وذلك استمرارًا لنهج ترويج الأكاذيب من قبل الجماعة الإرهابية للإساءة للمصريين.
وروجت اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية عبر صفحاتها لشائعة استغلال أهالى حى الأسمرات الشوارع لرعى الأغنام والماشية في المساحات الخضراء، وذلك عن طريق تداول صورة تظهر فيها الماشية تأكل الحشائش، إلا أنه بالبحث والتدقيق حول صحة الصورة تبين أنه لا يوجد هذا المشهد في حى الأسمرات، وأن الصورة المتداولة ما هي إلا جزء من سلسلة أكاذيب الجماعة الإرهابية.
ويشار إلى أن الدولة المصرية نجحت في تحويل العديد من المناطق العشوائية إلى مدن وأحياء راقية متكاملة الخدمات، في إطار خطة قومية للقضاء على العشوائيات غير الآمنة، من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وكان "حي الأسمرات" من بين الأحياء العشوائية التي تحولت إلى مناطق متطورة وآمنة.
وسعت الدولة جاهدة إلى توفير الحياة الكريمة لسكان حي الأسمرات، من خلال تطويرها على عدة مراحل تضمنت مشروعات متكاملة الخدمات، حيث تضم المرحلة الثالثة فقط من تطوير الحي تشييد 7300 وحدة سكنية على الأقل، تتضمن تصميم مختلف للعمارات المشيدة هناك، بعدها كانت منطقة عشوائية وغير آدمية.


الدستور: «عين أوروبية على التطرف» يتناول الجماعات المرتبطة بالإخوان في بريطانيا 
أفاد موقع "عين أوروبية على التطرف" بأن ديمون بيري من المركز الدولي لدراسة التطرف «ICSR» التابع لقسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، أصدر ورقة بحثية جديدة تتناول "الحركة الإسلامية في بريطانيا"، وتتناول الشبكات والمنظمات والأفراد التي لها علاقة بجماعة الإخوان الإرهابية في بريطانيا.
وأوضح بيري أن مصطلح "الحركة الإسلاموية"، هو مفهوم يطلقه العديد من أعضاء تنظيم الإخوان الدولي، على خطى الزعيم الروحي للإخوان في قطر، يوسف القرضاوي.
وأوضح الموقع أن بيري يقدم فهرسًا شاملًا للمجموعات التي تتكون منها جماعة الإخوان في بريطانيا، ذلك بدءًا من جمعية الطلاب المسلمين التي تأسست عام 1961 والمجلس الإسلامي الأوروبي عام 1973 إلى منظمة المعونة الإسلامية 1985، والمنتدى الإسلامي لأوروبا 1988، بينما المجلس الإسلامي البريطاني «MCB»، والرابطة الإسلامية في بريطانيا «MAB» والمفوضية الإسلامية لحقوق الإنسان «IHRC» كلها في عام 1997.
كما يعطي بيري لمحة شاملة عن أيديولوجية الفكر التطرفي للإخوان، حيث يقول إن تعاونهم قائم على طريقة مشتركة مستنيرة دينيًا لرؤية العالم وتقييمه على حسب فكرهم.
وعلى الصعيد الخارجي، عززت بعض الدول فكر الإخوان في بريطانيا، خاصة قطر وتركيا وإيران، من خلال تمويل هذه الدول للمؤسسات والمنظمات التي تدار في الخفاء بواسطة قيادات الإخوان.
وذكر بيري أن مؤسسة «نداء»، هي مؤسسة خيرية تعليمية تمولها قطر، ولديها شبكة عميقة من العلاقات داخل التنظيم المتطرف حول العالم وليس فقط في بريطانيا.
وتمتد صلات مؤسسة "نداء" إلى طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان، يضاف لذلك أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قامت برعاية عدد من الجماعات في بريطانيا المرتبطة بحركة حماس، وهي الفرع العسكري لجماعة الإخوان المتمركز في غزة.
واختتم بيري بحثه بأن بريطانيا كانت قد تعرضت لسلسلة من الهجمات الإرهابية في عام 2017 عندما كان تنظيم داعش في ذروته، موضحًا أن الإرهاب سيعود عاجلًا بل وأسوأ، خاصة أنه اذا لم يتم اتخاذ إجراءات للحد من انتشار تنظيم الإخوان وتنفيذ أجنداته.

مبتدا: إخوان بلا أمريكا
إن الشاهد على تاريخ تأسيس الجماعة المحظورة، يجد أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الجماعات لم يكن فى فترة توليهم الحكم فى مصر وحسب، بل هو دعم وعلاقات لها تاريخ منذ خمسينيات القرن الماضى.
تاريخ من العلاقات بدأ مع مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا لا رحمة عليه.. هكذا كانت أمريكا وبريطانيا أيضا يدعمون جميع الجماعات المتطرفة، التى من شأنها زعزعة أمان واستقرار دول الشرق.
منذ 70 عاماً تقريباً، تشكّلت علاقة استثنائية بين أمريكا والإخوان المسلمين، فقد اعتبر رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون منذ خمسينيات القرن الماضى أن الجماعة يمكن أن تكون مفيدة لسياساتهم الخارجية، خاصة فى منطقتى الشرق الأوسط وشرق أوروبا.
فحين بدأ الصراع والتنافس الأمريكى السوفيتى، شرعت واشنطن تستكشف إمكانية استخدام القوى الدينية لمهاجمة الإلحاد الذى تروّج له الشيوعية.
ولمواجهة التيار القومى العربى بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ونعود إلى الصفحات الأولى من العلاقة  "الأمريكية ـ الإخوانية".
وحين بدأ الاهتمام الأمريكى يتجه إلى "سعيد رمضان" الذراع اليمنى لمؤسسى جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وزوج ابنته، ووزير خارجية الجماعة ـ كما كان يراه البعض.
وفى الخمسينيات "1953"، تصاعدت الحركة الأمريكية لاحتواء الأفكار القومية الناشئة فى الإقليم العربى، وسعت لدعم جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى للدفاع عن مصالحهم، ومولت إنشاء "رابطة مسلمى العالم".
وأدار القيادى الإخوانى "سعيد رمضان" هذه الرابطة، إضافة إلى دعاة هنود من مدارس "ديوبند" التى أسسها  "أبو الأعلى المودودى"، وفى هذه المدارس تخرج لاحقا زعماء حركة طالبان الحالية فى أفغانستان.
إن صناعة  "تنظيم دولى"  للإخوان، لم يكن بعيدا عن توجهات الولايات المتحدة ودعمها ومساندتها منذ سنوات طويلة وليس فقط منذ توليهم القيادة فى مصر، وكانت حركة أعضاء التنظيم، وتأسيسهم للمراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية  كواجهة للتنظيم داخل الدول الغربية، تجرى دون قيود، فإن للولايات المتحدة خبرة طويلة فى توظيف جماعات الإسلام السياسى، واستثمار شهوتها للسلطة.
لم تقتصر علاقات الدعم والتمويل الموجهة للإخوان المسلمين على أمريكا وحُلفائها من حكومات المنطقة فحسب، بل انتقلت إلى العدو أيضًا "إسرائيل"، حيث انطلقت جهود إسرائيل لدعم الإخوان فى أواخر السبعينيات واستمرت حتى الثمانينيات.
وهنا علامة تعجب كيف لدولة يهودية أن تتحالف مع التشدد الإسلامى، لكنه يفسر ذلك برغبة تل أبيب فى أن يَكُونَ الإخوان سلاحًا ضد سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة "ياسر عرفات"، بل إنّ إسرائيل وحسب ما أورده دبلوماسيون أمريكيون هى من أنشأت حماس التى كانت مشروعًا من صنع المخابرات الإسرائيلية الداخلية.
يعرض المحلل السياسى والكاتب الأمريكى فى كتابه "لعبة الشيطان: دور الولايات المتحدة فى نشأة التطرف الإسلامى"، حيث يقول "إن الولايات المتحدة قضت سنوات طويلة فى استغلال الإسلاميين ومخادعتهم من أجل استخدامهم كرأس حربة فاعلة فى الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى السابق، كما أنها عملت على دعم تيارات الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط وفى شمال إفريقيا جهراً وسراً وفى مقدمتها جماعة الإخوان لتبقى كلعبة فى يدها وقتما تشاء: "أمريكا تلاعبت بالإسلام كعقيدة كما تلاعبت بالجماعات الإسلامية التى دعمتها ومولتها".. غير أنها اكتشفت فيما بعد أنها صنعت قوة جبارة من الأصوليين والمتشددين والإرهابيين انقلبت عليها وعلى رعاياها ومصالحها ومظاهر ومبادئ المدنية.
وبسرد تاريخ علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالجماعات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، يتضح جليا أن هذه الجماعات لا قيمة لها بدون هذا الدعم، ولولا هذا الدعم ما كان هناك ما يسمى بالإسلام السياسى.
علينا أن نعلم جيدا أن الغرب يريدون أن يفككوا الشرق الأوسط، وبالتالى لن يجدوا أفضل من الجماعة، لكى يستخدموها لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأن أعضائها لا يؤمنون بالأوطان.. ولنا فى سوريا وليبيا واليمن خير مثال.
إخوان بلا أمريكا ودعم الغرب.. لا قوة لهم ولا كلمة.

سكاي نيوز: هيلاري.. إخوان جيت
جاءت تسريبات إيميلات هيلاري كلينتون لتؤكد ما هو معروف من تعاون إدارة الديمقراطين في عهد أوباما و مع جماعة الإسلام السياسي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة.
ورغم أنها جاءت في إطار المناكفة السياسية بين الجمهورين و الديمقراطين وفي توقيت حرج جدا قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية إلا أن ما نشر كان معروفا للجميع وهو العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين و الإدارة الامريكية.
لكن المهم والخطير لم ينشر بعد وهو ما يخص مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستفرز ستيفينز في مدينة بنغازي. مع ظهور الاهم وهو دعم امريكا لسيطرة ( الفرس ) على البحرين من خلال المعارضة الشيعية.
المقاربة الأمريكية لتوطين الإسلام السياسي جاءت على يد صقور الحزب الديمقراطي مثل جيفري فلتمان وهيلاري كلينتون وديفيد وولش في حكومة اوباما لتوطين الافغان العرب  في أوطانهم  بنصيحة من مؤسسة راند الشهيرة  التي تكتب تقاريرها الاستراتيجية  للدوائر  المخابراتية و الكونغرس والخارجية في أمريكا.
والفكرة كانت استبدال المقاربة العسكرية والحرب على الإرهاب بالمقارنة السياسية. البريطاني جوناثون باول قدم لهذا الطرح في كتابه ( الحديث مع الإرهابيين ) الذي استعمله في حل المشكل مع الجيش الجمهوري الأيرلندي.
كان يجب علي الأمريكان إيجاد من سيلعب دور  المقاول والسايس الذي  سيقود البقرة للثور الزراعي، فكانت قطر وحدها متحفزة للعب هذا الدور للخروج من كوابيس عقدة أوديب التي يعيشها حمد  وكانت الالية توظيف  المال (مال الغاز ) وسلاح الجزيرة الإعلامي من خلال  خلق هالة من الأكاذيب و تكرارها. 
النموذج التركي طرحه الإنجليز  فهو المطلوب الآن نموذج إسلام علماني منزوع الدسم.. مشروع إسلاموي  يحلل الخمر والربا... وردد كثيرا زعماؤها أن تركيا اليوم دولة علمانية في محاولة فاشلة لاسترضاء الغرب خاصة الاتحاد الأوروبي للدخول لهذا النادي المسيحي المغلق.
اقترحت بريطانيا جماعة الإخوان لقيادة هذا المشروع لسببين:
أولا لأن لهم مرشد واحد وعنوان واضح يمكن أن يكفي اشكالية التخاطب مع كل الدول عل حده.
ثانيا أن مشروع الإخوان مشروع انجليزي بالأساس. حيث بدأت  جماعة الإخوان في مدينة  الإسماعيلية بمصر سنة 1928 على يد مدرس الخط العربي حسن البنا الذي كان يملك مهارات تنظيمية عالية و ليست دينية.
بريطانيا التي تسوق تصنيف الإخوان بالمسلم الجيد (المطيع) الذي يمكن أن يسيطر علي المسلم الرديء ( الجهادي).
كما أن الاخوان على علاقة تاريخية موثقة مع  أمريكا وهذا ما أشار إليه مؤلف كتاب ((مسجد في ميونخ)) للكاتب الكندي أين جونسون الذي يرصد في مقال نشر في الوول ستريت جورنال تاريخ العلاقة بين الإخوان و الأمريكان و يقول :إنه تحالف سري بدأ في الخمسينات، تم الاتفاق على القتال ضد الشيوعية و تهدئة  الثوتر في  أوروبا.
وخرجت معظم الجامعات التكفيرية من عبائة الإخوان، فالقاعدة مثلا أسسها عبدالله عزام الإخواني قبل أن يستلمها بن لادن والظواهري.وتبنتها المخابرات الأمريكية لإسقاط العدو السوفيتي في أفغانستان قبل أن تتحول لعدو لأمريكا بعد أن تركتها للعراء في نهاية الانتصار على الاتحاد السوفيتي الذي تفكك على يد الرئيس الروسي ( يلتسين )..  فوجهت بنادقها لحليف الأمس، أمريكا.. في تفجيرات نيروبي ودار السلام والخبر ثم توجت بغزوة برجي التجارة العالمي في نيويورك في 9/11.
جاء مشروع (أوباما/ هيلاري كلينتون/ ديفيد ولش / فيلتمان ) تتويجا للعلاقة التاريخية لقيادة فصيل الإخوان جماعة الإسلام السياسي  في منطقة الربيع العربي وإصلاحا للخطأ الفادح لتعويض الأفغان العرب والاخوان تمكينهم في بلدانهم.
أطلق الرئيس الديمقراطي باراك أوباما مصطلح الربيع العربي علي العملية والمشروع.
بدأت قطر في فتح كل ملفات المنطقة من فلسطين، دعم حماس إلى حوار دارفور، إلى الملف السوري واللبناني،  واليمني ودعم  الإخوان في مصر وليبيا و النهضة في تونس في وقت واحد وحتى موريتاتيا، وبإمكانيات مالية ضخمة وكوادر قطرية بدائية لا تفقه الكثير من السياسية و العلاقات الدبلوماسية.
كانت اللعبة خطيرة و مميتة ؛ تمددت قطر  و حملت علي اكتافها اضعاف ما تستطيع أن تنهض به.
ولكن على الأرض قاوم الشارع المصري والليبي والتونسي مشروع  (الأمريكان/ الإنجليز/ تركيا / قطر ) لتوطين الإخوان والإسلام السياسي، كما فشل التكفيرين في السيطرة علي سوريا بفضل الدعم الروسي و الإيراني للرئيس الأسد. 
مؤخرا تبدد الحلم الديمقراطي  والقطري والتركي في السيطرة على هذه الدول. بعد نهوض مصر التي أخذت قرارا سياديا وقطعت مع هذا التنظيم ( الإخواني) واعتبرته إرهابيا وزجت بقيادته في السجون بعد الجرائم المتكررة والعمل السري والتخابر مع دول أجنبية.
فشلت خطة  أوباما/ كلنتون المتورطة مع قطر، فقد فضحت إيميلات كلينتون علاقة قطر بدعم الإرهاب، وأشارت عدة مواقع منها فورن بوليسي لتورط قطري واضح في دعم الإرهاب.
تركيا الداعمة لقطر أصبحت مشغولة بمشاكلها الداخلية بعد الانقلاب الذي أحدث شرخا في المجتمع التركي وإحباطا لدى الجيش والشرطة الذين ذاقما الويل من" زعران" حزب السلطان وفقدان الليرة التركية أكثر من نصف قيمتها والصراع بين تركيا وأمريكا حول شراء الصواريخ الروسية. و فتح اربع جبهات عسكرية في وقت واحد هي سوريا و العراق و ليبيا و مؤخرا أذربيجان في اقتصاد تركي هش لا يستحمل كل هذه الحروب.
قطر شعرت أنها تركت وحيدة و أن أموالا طائلة قد صرفتها في مشروع فاشل، وهي لم تصحى من هول الصدمة حتى هذه اللحظة.
الإعلام الأمريكي و البريطاني يعترف بدور قطر في دعم الإرهاب، فقد نشرت نيويورك تايمز تقريرا تقول فيه إن قطر ذهبت للعب دور أكبر من قدرتها، مستعينة بموارد مالية ودبلوماسية نشطة.
وما نشرته صحيفة التايمز البريطانية من تقرير حول تمويل بنك الريان القطري لجماعات إرهابية في لندن وتساؤل على أن قطر يجب أن تحدد موقفها من حربها على الإرهاب أو دعمه.
أخيرا فشلت المقاربة كلها وفي أمريكا انتصر ترامب الذي قلب الطاولة على كل خطط الإدارة السابقة التي يراها قد استنزفت أموالا طائلة من أموال الناخب الأمريكي ودافعي الضرائب بينما يزداد الإرهاب و يتمدد و لا ينحسر.
في الحليفة بريطانيا نجحت تيريزا ماي وخسر ديفيد كاميرون.. فأصبحت أولوياتها تحت وطأة طلبات الشارع للخروج من الاتحاد الأوروبي ولم تعد ميزانيتها تسمح بالتمدد خارجا.
وبعد وصول جونسون للحكم حليف ترامب الغير متحمس للإسلام السياسي ليزيد من فشل مشروع فلتمان / هيلاري.
تبددت  أحلام الديمقراطيي وأحلام حمد وقطر معا، وجاء يوم الحساب بعدما ضاقت الأخت الكبرى السعودية ذرعا بتصرفات حمد  الطائشة وقبلها مصر  التي كانت الجزيرة تشمت في شهداء جيشها وشرطتها وأمنها في سيناء، و تهلل للعمليات الإرهابية ضدهم.
اجتمع العرب  (السعودية، مصر، الإمارات، البحرين) و قالوا  لقطر هذا يكفي.
أخير أصبحت قطر مطاردة ومعزولة عن محيطها العربي تصلها المعونات من إيران و إسرائيل وتحرسها تركيا، وأصبح كل من يدور في فلكها مطاردا مذموما مدحورا ومطلوبا للعدالة بعد أن أخذتها العزة بآلاثم ولم تتراجع  حتى الان.
غدا إذا ما نجح ترامب للمرة الثانية في انتخابات الرئاسة القادمة سيكون أكثر صراحة وحرية وسوف يقضي على ما تبقى من مشروع الإسلام السياسي في المنطقة بعد ما لفظه الشارع العربي أنفاسه، وأصبحت فضيحة في التاريخ السياسي الأمريكي سببتها هيلاري و مشروعها الفاشل.
ذلك كان حلم الديمقراطيين  وعلى رأسهم هيلاري كلينتون التي نشرت إدارة ترامب أيميلاتها لتشكل فضيحة من العيار الثقيل وتصبح هيلاري عرضة للملاحقة القانونية على جرائم القتل وسرقة أموال الشعوب العربية فيما سمي بمشروع  الربيع العربي الذي نشر الفوضى، والدم، والرعب في أرض العرب.

شارك