عبر أذرعها الإرهابية .. تركيا تنقل المرتزقة إلي أذربيجان
الثلاثاء 20/أكتوبر/2020 - 11:48 ص
طباعة
أميرة الشريف
في الوقت الذي تنفي فيه تركيا بصفة مستمرة تدخلها في الصراع الجاري بين أرمينيا وأذربيجان، وكذلك نفي الرئيس التركي رجب أردوغان بإرسال مرتزقة لدعم القوات الأذربيجانية، جاء تجاهل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وعدم رد الحكومة على استجواب لنائبة عن حزب الشعوب الديمقراطي ليؤكد تورط تركيا بالفعل في إرسال المرتزقة بحسب ما أكد سياسي تركي معارض.
وأفاد السياسي المعارض محمد عبيد الله بأن وزير الدفاع التركي خلوص أكار وجه قبل أيام تحذيرات إلى أرمينيا بسحب قواتها مما وصفها بالأراضي التي تحتلها داخل أذربيجان وأكد وقوف أنقرة بجانب أذربيجان، كما أنه خلال زيارته إلى باكو عقب اندلاع المواجهات مباشرة قال أكار أيضا في حينه عن أن أذربيجان ليست وحدها وسنواصل دعمنا لها"، في دلالات واضحة على التدخل التركي في تلك القضية ليس فقط سياسيا بل عسكريا.
ووفق العربية نت أشار المعارض إلي أن النائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ساربيل كمالباي، قدمت قبل أيام أيضا طلب إحاطة لوزير الخارجية مولود جاويش في البرلمان، حول صحة ادعاءات إرسال تركيا مرتزقة إلى أذربيجان، وطالبت الحكومة بالكشف عن حقيقة نقل تركيا 4 آلاف مقاتل من المرتزقة السوريين من مدينة عفرين في شمال سوريا إلى أذربيجان، مقابل 1800 دولار شهريًا، حيث تستمر مهامهم لثلاثة أشهر كاملة.
واستندت النائبة في طلب الإحاطة إلى تقارير دولية تفيد أن أذربيجان اشترت طائرات مسيرة من شركة بيرقدار، واستخدمتها في استهداف الصواريخ والدبابات التابعة للجيش الأرميني، كما استندت إلى تصريحات المرصد السوري التي أعلن فيها أن تركيا سحبت 300 من المرتزقة من سوريا إلى أذربيجان، أغلبهم من كتائب السلطان مراد الموالية لتركيا ونقلتهم عبر مدينة غازي عنتاب الواقعة في جنوب تركيا
ولفت السياسي التركي إلى أن البرلمانية التركية طالبت جاويش أوغلو بالرد على ما يثار حول استخدام طائرات إف-16 التركية في إسقاط طائرات وقصف أهداف أرمينية، مشيرا إلى أن الحكومة التركية لم ترد حتى الآن على طلب الإحاطة .
إلى ذلك، أكد السياسي المعارض أن تركيا تنقل المرتزقة عبر عدة شركات فرعية تابعة لشركة "صادات" التي تأسست من قبل 23 ضابطا متقاعدا من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، المستشار الأمني للرئيس التركي وبدأت عملها في 28 فبراير من العام 2012 ، موضحًا أن تلك الشركة تقدم خدمات لوجستية وعسكرية وتنقل أسلحة وتدرب مرتزقة للدفع بهم إلى مناطق الصراع عبر استخدام جوازات سفر مزورة، مشيرا إلى أن "سادات" كانت أيضاً وراء نقل المرتزقة إلى ليبيا عبر سوريا، كما هو الحال الآن مع أذربيجان عبر غازي عنتاب.
يأتي ذلك في وقت تتواصل الدعوات الأممية والدولية من أجل التمسك بهدنة ثانية أعلن عنها الأحد، بعد أن تلاشى وقف إطلاق النار السابق الذي كشف عنه الأسبوع الماضي بوساطة روسية، إلا أنه لم يدم ساعات.
هذا وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط المزيد من القتلى في صفوف المرتزقة الذين نقلتهم أنقرة إلى أذربيجان للمشاركة في القتال، شدد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب في كلمته أمام المجلس النيابي الأذربيجاني اليوم على ضرورة مواصلة القتال.
ومحرضاً على استمرار النزاع قال: "نطالبكم بمواصلة كفاحكم والاستمرار في الدفاع عن أراضيكم." كما أضاف تركيا ستقف إلى جانبكم في هذا الكفاح."
يأتي هذا بينما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية صباح اليوم أن قصفا استهدف مواقع دفاعية للجيش الأذربيجاني أمس والليلة الماضية. وأضافت أن الجيش الأذري استهدف مواقع ودبابات في كاراباخ، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود.
في المقابل، أعلن جيش إقليم كاراباخ أن الجيش الأذربيجاني تكبد خسائر فادحة في القوات والمعدات خلال الساعات الماضية.
يشار إلى أن عودة القصف المتبادل أتت على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع مغلق مساء أمس كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى احترام تلك الهدنة الجديدة حول المنطقة الانفصالية التي خلّف القتال فيها بين الطرفين مئات القتلى منذ أواخر سبتمبر.
ومنذ 27 سبتمبر الماضي تتواصل الاشتباكات في إقليم ناغروني كاراباخ الذي أعلن انفصاله سابقا عن أذربيجان، والذي تقطنه أغلبية من أصول أرمنية.
ويسيطر على إقليم ناغورنو كراباخ، الموجود داخل أراضي أذربيجان، ومُعترف به دوليا على أنه جزء منها، الأرمن الذين يديرون شؤونه بأنفسهم بدعم مالي وعسكري كبير من أرمينيا، منذ توقفت حرب الانفصال في عام 1994.
وقد اندلع القتال إثر محاولة القوات الأذربيجانية استعادة السيطرة على مناطق سبق أن احتلتها القوات الأرمينية في حرب كاراباخ في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، التي أسفرت عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق في الفترة بين 1992 و 1994.