رغم التفاؤل الدولي بمفاوضات المسار العسكري الليبي... أزمة ثقة تلوح في الأفق بين الأطراف الليبية
الثلاثاء 20/أكتوبر/2020 - 12:23 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
انطلقت أمس الاثنين 19 أكتوبر الجولة الرابعة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 في مقر الامم المتحدة في جنيف بحضور ومشاركة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، ومن المقرر أن تستمر مباحثات هذه الجولة حتى 24 أكتوبر الجاري، وتأمل بعثة الأمم المتحدة في توصل الوفدين إلى حلحلة كل القضايا العالقة بغية الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وقال بيان للبعثة في ليبيا، أمس: "يشكل عمل هذه اللجنة، أي المسار الأمني، احد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها البعثة الى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510 (2020) والذي دعا الطرفين الى التوصل الى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار”.
أضاف البيان: "ما يميز هذه الجولة هو انطلاقها باجتماع تقابلي مباشر بين وفدي طرفي النزاع في ليبيا. وقد استهل الاجتماع بعزف النشيد الوطني الليبي تلته كلمات افتتاحية لكل من الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ورئيسي الوفدين. تستمر مباحثات هذه الجولة حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وتأمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ان يتوصل الوفدان الى حلحلة كافة المسائل العالقة بغية الوصول الى وقف تام ودائم لاطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا".
وجددت "البعثة" في ليبيا، نداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي اطلقه في 23 مارس الماضي ودعا فيه الى ضرورة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم، وتستلهم منه دعوته إلى جميع الأطراف المتحاربة إلى وضع مشاعر عدم الثقة والعداوة جانباً وترك جميع الأعمال العدائية، بحسب البيان.
واختتم البيان: "تثمن البعثة قيادتي الطرفين على تسهيلهم انعقاد هذه الجولة كما تشكر اعضاء الوفدين على تحملهم مشقة الحضور الى جنيف رغم الظروف غير الاعتيادية بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)".
ومن جانبها دعت ستيفاني ويليامز، إلى فتح المعابر والإفراج عن المحتجزين وإزالة العراقيل أمام المساعدات إلى ليبيا، وطالبت المبعوثة الأممية، خلال كلمتها أمام لجنة (5+5)، طرفي النزاع إلى عدم السماح للأطراف الخارجية بإطالة أمد النزاع.
وأعربت المبعوثة الأممية عن أملها في أن تبحث الجولة الحالية إجراءات بناء الثقة بين طرفي النزاع في ليبيا، وسط آمال بأن تمهد هذه المفاوضات المباشرة الطريق للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتقود إلى تسوية شاملة لإنهاء الصراع والتفكّك داخل البلاد.
بدوره، اعتبر أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، أن هذه الجولة بمثابة "محطة حاسمة"، مشيداً بجهود البعثة الأممية، وجميع المشاركين "الذين جعلوا هذه المحادثات ممكنة. كما نشجع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل؛ مما يمهد الطريق نحو ليبيا سلمية وموحدة، تقرر مصيرها بنفسها".
ويرى المراقبون أن الحل الوحيد لإنجاح تلك المباحثات، التي وصفوها بالمهمة، وجود إرادة دولية، تستطيع أن تفرض تلك النتائج على الميليشيات المسلحة، وأن تكون حاملة لواء العقوبات لتحذير تركيا من محاولة عرقلة ما تتوصل إليه المفاوضات.
في المقابل يرى محمد أبو راس الشريف، رئيس مركز دلباك للبحوث والدراسات المعاصرة، إن هناك أزمة ثقة تلوح في الأفق بين طرفي الصراع الليبي.
وقال الشريف، في تصريح صحفي: "على ما يبدو أن هناك أزمة ثقة تلوح في الأفق بين طرفي الصراع نتيجة انقسامات داخلية بدأت تكبر وتزداد"، على حد تعبيره.
وتابع "في قراءة سريعة للقاء 5+5، وطلب ضمانات إضافية يضع أمامنا تساؤل هل المسار السياسي لا زال يحتاج إلى ضغط عسكري إضافي؟، وتلاسن ناري إعلامي لسكب الزيت على النار بدل الماء، أم هل زيارة رئيس أركان الوفاق محمد الحداد لسراي الدفاع التركية- والذي استدعى على عجل من قبل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بعد زيارة السراج لتركيا- لها علاقة بشرخ داخلي بدأ يتسع بين الفريق السياسي المفاوض للوفاق من جهة، وبين ما وصفهم بـ"العسكرين وبعض أمراء المليشيات" من جهة أخرى" على حد قوله.
وتساءل: "هل هناك دولا تريد فرض وتمرير شروطها واستغلال الفجوات بين المعسكر الواحد؟، وإيجاد فرصة لعودة الاقتتال ولو كان بين رفقاء السلاح بالأمس لكي تبدأ شرارة جديدة من الاحتراب ولعودة الليبيين لنقطة الصفر، مما يهدد وينسف كل اللقاءات والحوارات التي تجري هنا وهناك ويبدد الآمال في إيجاد حل ليبي ليبي بدعم دولي".
وبالتزامن مع انطلاق اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية في جنيف، نفذت القيادة العامة للقوات المُسلحة الليبية مشروعها التعبوي كبرنامجٍ تدريبي للقوات البحرية لعام 2020.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي في بيان لها، إن هذا البرنامج التدريبي لدعم القدرات القتالية وتعزيزها، ويأتي إسهاما لتطويرها، ومن أجل إشراكها في تأمين الحدود البحرية والاستراتيجية الليبية، ونشرت عدداً من الصور أظهرت جانباً من المناورات العسكرية للقوات الخاصة البحرية، ومدى تعزيزها وتطويرها من قبل القيادة العامة للجيش الليبي.
ودعا المتحدث باسم الجيش الوطني، اللواء المسماري الدول الأوروبية إلى المساعدة في إخراج القوات التركية والمرتزقة من غرب ليبيا، مشيراً إلى أن الرئيس التركي يحاول مساومة دول أخرى من خلال الوجود العسكري لأنقرة في ليبيا.