مساعي لرفع السودان من قوائم الإرهاب.. وترحيب قوي من الخرطوم
الثلاثاء 20/أكتوبر/2020 - 01:54 م
طباعة
أميرة الشريف
رحبت الخرطوم، بعزم واشنطن رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب، حيث قالت وزيرة المالية السودانية، هبة محمد علي، خلال مؤتمر صحافي من الخرطوم ، نريد أن يعود السودان إلى موقعه الطبيعي"، لافتة إلى أن "هناك نتائج فورية وأخرى ستأخذ وقتاً لرفع السودان من قائمة الإرهاب"، وسنعمل على تحسين سعر صرف العملة السودانية"، مشيرة إلى أنه "نسعى لشطب الديون الدولية عن السودان".
وأضافت: "نعمل مع صندوق النقد الدولي لحل مشكلة الديون"، مشددة على أنه "سنتفاوض مع عدد من الدول لإعادة جدولة ديون السودان".
وكان أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لشطب السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وذلك في موقف تاريخي داعم للحكومة السودانية الساعية لطي صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد.
وأعلن الرئيس الأميركي التوصل الى اتفاق مع السودان في شأن دفع تعويضات لعائلات الاميركيين الذين سقطوا في اعتداءات شهدتها أفريقيا في العام 1998.
وكتب ترامب على تويتر "بعد طول انتظار، العدالة للشعب الأميركي وخطوة كبيرة للسودان".
وتابع الرئيس الأميركي "خبر ممتاز. وافقت الحكومة الجديدة في السودان التي تحرز تقدماً فعلياً على دفع 335 مليون دولار لضحايا الارهاب الأميركيين وعائلاتهم. بعد تسديد المبلغ، سأشطب السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب"، من دون أن يحدد موعداً لذلك.
وتعليقاً على إعلان ترامب، كتب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك على حسابه الرسمي على تويتر "ونحن على وشك التخلّص من إرث النظام المباد أؤكد أننا شعب محب للسلام وشعبنا لم يدعم الارهاب".
وأكد حمدوك أن هذا التصنيف كلف السودان وأضر به، مضيفاً: "إننا نتطلع كثيراً الى إخطاره الرسمي للكونغرس بذلك"، في اشارة الى ترامب.
وقال حمدوك، في تصريح تلفزيوني، إن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيفتح الباب أمام إعفاء بلاده من ديون خارجية بقيمة 60 مليار دولار.
واعتبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان أن ما اعلنه ترامب ينطوي على تقدير للشعب السوداني، وكتب على تويتر "هذه الخطوة البناءة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الارهاب يتأكد فيها التقدير الكبير للتغيير التاريخي الذي حدث في السودان ولنضال وتضحيات الشعب السوداني".
وأورد "تلفزيون السودان" الرسمي أن رئيس الوزراء أكد تحويل المبلغ المالي الذي وضعه الرئيس الاميركي شرطاً ليصدر الأمر التنفيذي.
ونقل التلفزيون عن حمدوك قوله: "تم تحويل مبلغ التعويضات إلى الولايات المتحدة الأميركية".
وخرج العشرات إلى شوارع الخرطوم وهم يلوّحون بأعلام السودان ويهتفون بشعار الثورة السودانية "حرية سلام عدالة" وذلك احتفالاً بإزالة اسم البلاد من القائمة.
وسارع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إلى الترحيب بإعلان ترامب الذي يمهد لشطب السودان من القائمة الأميركية السوداء للدول الداعمة للارهاب.
وكتب بوريل على تويتر أن "النية التي اعلنتها الولايات المتحدة لسحب السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب لها أهمية بالغة".
وقال الناشط جون برندرغاست الذي أسس مع الممثل والناشط الأميركي جورج كلوني منظمة "ذي سنتري" لمكافحة تبييض الأموال التي تؤجج النزاعات في أفريقيا "بهدف دعم آلية الانتقال إلى نظام ديموقراطي تقوده قوى مدنية، على الكونغرس الآن أن يقر التشريع الذي يعيد الحصانة لسيادة السودان ويضع حداً لوضعية السودان المزمنة كدولة منبوذة".
وتمنح القوانين الأميركية الرئيس صلاحية شطب دولة من القائمة السوداء بموجب قرار يمكن للكونغرس الاعتراض عليه في مهلة 45 يوماً.
وسيصوّت الكونغرس على منح السودان حصانة إزاء أي مزاعم جديدة.
وقالت إيديث بارتلي المتحدثة باسم عائلات الأميركيين الذين قتلوا في تفجيرات نيروبي إن حزمة التعويضات ستشكل إقراراً بـ"تضحيات دبلوماسيينا في الخارج".
وأضافت في بيان نشره البيت الأبيض أن "الضحايا وحلفاءنا الإقليميين الراغبين بأن يصبح السودان داعماً مجدياً اقتصادياً للسلام الإقليمي يعولون على تحرك سريع للكونغرس دعماً لهذه الجهود".
واتهم حمدوك في 11 أكتوبر الولايات المتحدة بتهديد مسار الانتقال إلى الديموقراطية عبر إبقاء بلده مصنفاً على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وتؤكد الخرطوم منذ الشهر الماضي أنها جمعت مبلغ التعويضات.
ووضع السودان منذ عام 1993 على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وهو خاضع بموجب ذلك لعقوبات اقتصادية.
وكان زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن قد استقر في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير في السودان التي اتهمت بدعم جهاديين فجروا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً وجرح نحو 5 آلاف آخرين.