الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية

الثلاثاء 20/أكتوبر/2020 - 05:35 م
طباعة الإخوان اليوم.. متابعات حسام الحداد
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 20 أكتوبر 2020.

اليوم السابع: السجن 3 سنوات لـ5 من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بالشرقية
عاقبت محكمة جنح إرهاب الشرقية، برئاسة المستشار محمود جميل، 5 من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بالسجن 3 سنوات، لحيازتهم منشورات تحريضية ضد الدولة وترويجها وعقد لقاءات تنظيمية تحرض على العنف.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، قد ألقت القبض على 5 أشخاص من مدرس وصاحب ثلاجة وصاحب مكتب مقاولات وسائق وعامل ومدرس، جميعهم مقيمين دائرة مركز بلبيس، لانضمامهم لجماعة الإخوان الإرهابية، وعقد لقاءات تنظيمية وحيازة منشورات تحرض على العنف ضد الدولة، وتحرر لهم محضر 3303 جنح أمن دولة طوارئ بلبيس لسنة 2020.
وقررت نيابة جنوب الشرقية، بإشراف المحامى العام، لنيابات جنوب الشرقية، إحالتهم إلى محكمة جنح الإرهاب التى  أصدرت حكمها المتقدم بالسجن لمدة 3 سنوات.

الدستور: بعد فوز إخواني بجائزة التميز.. «طابور الإخوان» في «اتحاد الكتاب» 
أزمة جديدة، يشهدها اتحاد كتاب مصر في الوقت الحالي، بعدما أعلن مؤخرًا عن أسماء الفائزين بجوائزه، والتي حصل فيها حلمي القاعود، على جائزة التميز الأدبي عن مجمل أعماله، الأمر الذي أثار غضب المثقفين والأدباء، مؤكدين أنه ينتمي لجماعة الإخوان "الإرهابية".
وكشف مصدر من داخل اتحاد كتاب مصر، أن لجان اختيار الفائزين بجوائز اتحاد الكتاب، "لجان صورية فقط"، وأن المتحكم الأول والأخير في الجوائز علاء عبد الهادي القائم بأعمال رئيس الاتحاد، ويمنح الجوائز لأسماء بعينها تكون داعمة له في الانتخابات، وعلى قدرة في الحشد لصالحه، خاصة أن الأعوام الأخيرة شهد الاتحاد انضمام مجموعة كبيرة من الأسماء إليه، دون خضوعهم للجنة قيد حقيقة، مما يؤكد أن هناك من ينتمون إلى الجماعة داخل الإتحاد.
وقال المصدر، إن اتحاد الكتاب يضم عددا كبيرا من الإخوان، وبعضهم شارك في اعتصامات الجماعة الإرهابية في رابعة، ويعرفهم الجميع، ويتركهم "عبد الهادي" في الاتحاد لدعمه ومساندته في الانتخابات، وبعضهم يتولى رئاسة فروع الاتحاد في المحافظات.
وأشار المصدر إلى أن هناك بعض الأسماء التي تنتمي إلى الجماعة في مجلس الإدارة، ويتولوا مناصب قيادية داخل بيت الأدباء، وكان قد تم استبعاد أحدهم من منصب هام في الإذاعة المصرية لانتمائه إلى الجماعة.
وأوضح المصدر، أن هناك أعضاء آخرين ومقربين بشكل كبير من رئيس الاتحاد المنتهي صلاحيته، شاركوا في اعتصامات الجماعة في رابعة والنهضة.
«حلمي القاعود»، له أكثر من 20 مؤلفًا يهاجم في غالبيتها الشعر والحداثة؛ حيث يرى أن الشعر العربي مثير للغرائز؛ ليس هذا فحسب، لكن من ناحية أخرى يدّعي أن ثورة 30 يونيو المجيدة «انقلاب» كما ورد في مقالاته، وأبرزها مقال له جاء تحت عنوان «هل كان مرسي فاشلًا؟»، والذي نُشِره بأحد المواقع الإخبارية في 26 مايو 2015.
«القاعود» يطالب في مقالاته تنظيم «الإخوان» الإرهابي ومَن يعنيهم الأمر أن يدافعوا عن محمد مرسي منذ عام 2015، وأن يردوا على الاتهامات التي توجه إليه بالفشل أو القصور.
في كتابه مثلا «الورد والهلوك.. شعراء السبعينات في مصر»، الذي صدر عام 1994، يرى أن جيل الهلوك هم الشعراء حلمي سالم، وحسن طلب، وأمجد ريان، ورفعت سلام، حيث يرى أنهم امتداد لعصر «الطغيان والهزيمة والعار» الذي هوى بالأمة إلى «أعماق الحضيض» عام 1967، بحسب وصفه؛ مقابل من وصفهم بجيل الورود أمثال أحمد فضل شبلول وعبدالله السد شرف وناجي عبد اللطيف؛ وغيرهم.
رغم كل ذلك، كانت حيثيات حكم لجنة التحكيم بالجائزة، أن حلمي القاعود أحد القامات المهمة في الأدب العربي الحديث وأحد الرّواد الذين أثروا الحياة الأدبية والفكرية، وأن جائزة «التميُّز» هي أعلى جائزة في اتحاد كتاب مصر، ويكون الحاصل عليها أو المتقدم إليها، واحدًا من الرواد، ومن ذوي الأسماء البارزة فى مجاله الإبداعي، ومن المؤثرين على الأجيال اللاحقة له فى حقله الأدبي.

الرؤية: أوروبا تتوجس شراً من الإخوان بعد نقل قيادة الجماعة
أكد تقرير للموقع النمساوي (مينا ووتش) أن اعتقال القيادي الإخواني محمود عزت في 28 أغسطس الماضي في مصر لم يمثل مجرد حادثة ثانوية عادية لجماعة الإخوان، بل ضربة قاسية للجماعة في عقر دارها ومقر قيادتها الرئيسي في مصر.
وأضاف أن هذا الأمر أجبر الجماعة لأول مرة في تاريخها على نقل مقر قيادتها وثقلها من مصر إلى أوروبا، مما يشكل تهديداً خطيراً للقارة الأوروبية.
وأشار التقرير الذي يحمل عنوان «الإخوان ينقلون القيادة من مصر إلى أوروبا» أن اعتقال عزت، الذي وصفته وسائل الإعلام المصرية بأنه «صيد ثمين» ويمثل بداية النهاية للتنظيم، جعل الجماعة تعيد تنظيم نفسها وتعين إبراهيم منير قائداً أعلى بالإنابة، والذي قال إن هدف القيادة الجديدة هو إرسال رسالة بأن الجماعة لا تزال موجودة.
وأكد التقرير أن التغيير في القيادة له تأثير كبير على وضع الجماعة في مصر، ووفقاً للخبراء، سوف يدفعهم إلى تكثيف عملياتهم في أوروبا فيما يمثل حقبة جديدة لهذه الجماعة التي أنشئت في مصر عام 1928.
واستشهد التقرير بتصريحات نائب القائد العام السابق للإخوان محمد حبيب بأن تعيين منير كقائد حالي للإخوان المسلمين يبشر بعهد جديد للتنظيم، لأن فقه الإخوان يشترط أن يكون أي شخص يتولى منصب القائد أو نائب القائد في مصر.
ومن جانبه، قال طارق سعد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن اعتقال عزت يؤثر بالطبع على جماعة الإخوان ويربك أعضاءها، فهو ضربة قاسية للغاية.
وأكد طارق البشبيشي المنشق عن جماعة الإخوان أنه لا شك أن الجماعة تعاني من الضعف والانحلال وهي في حالة تراجع. وأن ما يحدث الآن يشل فعالية هذه المنظمة في مقرها الرئيسي مصر.
بينما يرى فولفرام رايس أستاذ الدراسات الدينية بجامعة فيينا أن جماعة الإخوان تضررت في مصر بشدة، لكنها تمتلك خبرة طويلة جداً في العمل السري.
وأكد الموقع أن تراجع قدرة الإخوان على العمل في مصر، واضطرارها لنقل القيادة التنظيمية إلى أوروبا يشكل تهديداً متزايداً للقارة، وخاصة أن الجماعة ستكثف أنشطتها في أوروبا.
ونقل التقرير عن أحمد بان، وهو منشق آخر عن جماعة الإخوان، قوله إن الإخوان لديهم جناح سري حتى في أوروبا، وهذا الجناح سيشكل قريباً خطراً كبيراً على القارة ما لم تتم مواجهته بحسم.
وأشار إلى أن الجماعة اعتادت على تقديم نفسها للغرب على أنها جماعة مصرية معارضة تدعو لنسخة معتدلة من الإسلام السياسي وتريد دفع مصر نحو الديمقراطية وترفض كل تهم التطرف والإرهاب، لكن أوروبا بدأت مؤخراً تدرك خطورة هذه الجماعة وكونها جزءاً من منظمة عالمية سرية من بين أهدافها زيادة عزلة المسلمين في أوروبا.

صدى البلد: أخر تقاليع الإخوان.. مقاطعة بضائع تركيا خروج عن الإسلام ومناصرتها تعادل عمرة
استنكرت الإعلامية الكويتية عائشة الرشيد، الفتاوى التى خرج بها عدد من المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين الذين يقعون تحت عباءة الإتحاد المزعوم المعروف بـ الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتى جاء مضمونها "مناصرة الرئيس التركي أردوغان بعد الضربة  التى تلقاها فى مقتل بعد المقاطعة السعودية للمنتجات والبضائع التركية". 
وأوضحت "الرشيد"، فى تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الفتاوى المزعومة التى أطلقتها جماعة الإخوان التى روجتها على مواقع التواصل الإجتماعي بأن من يحارب الاقتصاد التركي ويقاطع البضائع التركية فإنه بحكم من ارتد عن الإسلام، ومن ناصرها فإنها تعادل عمرة، لافتة إلى أنهم فقدوا صوابهم وأصبحوا فى شتات بعدما تردت الأوضاع التركية لأسوأ حال فى ظل الإنهيار الاقتصادي لتركيا التى تدعمهم بالمال وترعاهم على أراضيها. 
كما استنكرت الإعلامية الكويتية، الحملة الشعواء التى شنها مت وصفتهم بـ الذباب الإلكترونى ضد السعودية بعد حملة المقاطعة التى أتت ثمارها فى أقل من شهر، مروجين لشائعات تفيد بأن السعودية ستمنع الأتراك من أداء فريضة الحج لمدة 5 سنوات، مؤكدة أن هذا الحديث عار تماما عن الصحة جملة وتفصيلًا فلم يصدر أي بيان رسميا من المملكة يفيد بذلك ما يؤكد فشل محاولاتهم وكذبهم وإفتراءهم. 
وأشادت  الإعلامية الكويتية عائشة الرشيد، بالدور المصري السعودى الإماراتي في مواجهة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين وكشف مؤامرته ومخططاته الخبيثة  ضد الدول العربية التى كانت تقودها جماعة الإخوان المسلمين بالتحالف مع تركيا وقطر. 
ووجهت الرشيد، تحية إجلال وتقدير لقادة الدول الثلاث الرئيس عبد الفتاح السيسي وولى عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وسعيهم من أجل أن تعيش شعوبهم في أمن وسلام .

العرب: بريد هيلاري يحبط محاولات عودة إخوان مصر إلى السياسة
كشفت تسريبات بريد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، عن معطيات جديدة تدين جماعة الإخوان في مصر، بوصفها كيانًا طامعًا في السلطة، ومسؤولا عن أحداث المنطقة الدامية، وسلطت بذلك الضوء على الجوهر الحقيقي لتيارات الإسلام السياسي ومخططاتها للاستيلاء على الحكم مقدمة في سبيل ذلك شتى أنواع التنازلات.
القاهرة – يبدو النظام المصري أكثر الأنظمة سعادة بما حواه بريد وزيرة الخارجية الأميركية سابقا هيلاري كلينتون، حيث قدمت له الرسائل التي حوتها مراسلاتها خدمة سياسية كبيرة لا تقدر بثمن، وبصرف النظر عن الدوافع الداخلية التي أدت إلى الكشف عن هذا الكم من الأسرار، فهو في نظر القاهرة عزز الخطاب السياسي الرسمي حيال جماعة الإخوان.
وتحول المضمون الذي تداولته وسائل إعلام قريبة من النظام الحاكم في مصر وظلت تردده لسنوات، من التهكم إلى الحقيقة، ما أجهض محاولات الإخوان وحلفائهم للعودة السياسية رغم محاولتهم تكذيب ما حواه من معلومات مفصلة.
واعتبر المصريون ما احتوته الرسائل التي رُفعت عنها السرية مؤخرًا، كنوع من التوثيق لما خبروه جيدًا عن جماعة الإخوان طوال السنوات الماضية، بوصفها كيانًا طامعًا في السلطة ولو على جثثهم، ولو كان ذلك عبر العمالة والتعاون ودعم دول وجهات خارجية.
وضاعفت الرسائل المسربة من النقمة على جماعة الإخوان ودعمت الاصطفاف خلف الحكومة المصرية، التي نجحت في ربط الماضي بالحاضر على مسارين: الأول، إثبات مواصلة جماعة الإخوان التآمر على الدولة سيرًا على نهجها القديم في خدمة مخططات ومصالح قوى خارجية، والثاني، مواصلة القيادة الوطنية إحباط تلك المخططات من خلال تقوية الجبهة الداخلية والمضي في تنفيذ خطط التنمية والإصلاح الاقتصادي.
ولم تكشف الرسائل المتبادلة بين وزارة الخارجية الأميركية وعملائها التي أصبحت اليوم متاحة للرأي العام، جوهر خطاب تيار الإسلام السياسي فحسب، بل قدمت الكثير من الدلالات الموثقة التي كانت في الماضي تحتكرها الأجهزة الأمنية وحدها، والآن تحولت إلى حقيقة شائعة، من الممكن أن تؤثر بقوة على مصير الإخوان في المنطقة.
تحولات سياسية مفاجئة
شعار فقد جدواه
شعار فقد جدواه
جعل الإدراك بطبيعة الجماعة الأيديولوجية وعلاقاتها بالأنظمة الحاكمة وافتقارها للكوادر القادرة على قيادة الدولة، الرأي العام على قناعة بأن التحول الهائل من جماعة تتسول الشرعية والعمل على هامش النظام السياسي في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى رقم فاعل ونافذ في مشهد الأحداث بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، لا بد أن يكون خلفه مساندة هائلة، منحت التنظيم الجرأة في مناوأة الأجهزة والمؤسسات الرسمية.
لم تنل الجماعة الحضور والنفوذ ولم تسعَ لفرض نفسها على الجميع بهذه الثقة الزائدة بعد أن كان أفولها وشيكًا، إلا بعد تبني قوى خارجية لمشروعها في السلطة، حيث كادت تضمحل لعدم امتلاكها البرنامج السياسي والاقتصادي المفصل القابل للإقناع والصمود.
ومنحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الجماعة ما تتجرأ به على الأنظمة، وما تتوهم بسببه، أنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها الذي انتظرته على مدى عقود طويلة في مصر، الأمر الذي أشعل ثورة المصريين ضدها، بعد عام واحد في الحكم، عندما فطنوا لمغزى الغرور الزائد، والقفزات المادية، والنشاط الميداني والسياسي والإعلامي الذي لا يتناسب مع قدرات هذا التيار وإمكانياته.
ولم تتطلع قيادات الجماعة لترجمة نظرياتها وأحلامها في السلطة إلى واقع إلا بعد لقاءات مع جهات أجنبية جمعتهم بسفراء أميركا ودول أوروبية، وبعد مؤتمرات وتفاهمات مهدت لاحقًا لصعود نادر وقصير للتنظيم المحظور وغير المجبول على المغامرة والمجازفة، إلى سدة السلطة.
ولم تكتف وزارة الخارجية في عهد أوباما برصد وتحليل المعلومات المتوافرة، بل عمدت إلى توجيه الأحداث، وعقد اجتماعات مع قيادات الإخوان، وغيرهم من القوى المدنية الليبرالية لتنسيق المواقف، كي تتمكن واشنطن من القبض على دفة التطورات، وحوى البريد مواقف عززت هذه المسألة، وهو ما كانت الأجهزة الأمنية في مصر تتابعه عن كثب، في حين كانت الجماعة تتصور أن دورها انتهى ومهامها تلاشت.
وبدا اغتيال المقدم محمد مبروك منذ سبعة أعوام، علامة على أن الإخوان حاولوا وأد جرائم علاقاتهم الخارجية، حيث عثر الرجل على معلومات تؤكد تواطؤ واشنطن مع الجماعة، ما حدا بها بجناحها المسلح إلى التخلص منه قبل أن يدلي بشهادته أمام المحكمة على قياداتها.
وتحولت واشنطن في ظل حكم الديمقراطيين إلى ما يشبه دار الضيافة لقادة الإخوان الذين أعطوا وعودًا لها بالتوصل إلى تسويات مؤدية لتصفية الكثير من القضايا العالقة مقابل تمكينهم من الحكم.
فطن أوباما وفريقه المعاون إلى لعبة إضفاء الهيبة والقداسة على عملاء بالداخل لخداع جمهور العرب والمسلمين وإيهامهم أن تفتيت دولهم ونشر الفوضى بمجتمعاتهم مقرون بالتعاطف مع مشاعرهم الدينية وبالتحالف مع ممثليهم الورعين، لكن لم يخل الأمر من وجود نخب عربية فطنت للمخطط مبكرًا وكشفته للرأي العام، ما سرع من مواجهته ومناهضته.
اكتشاف الخيانة مبكرا
الجماعة لم تنل الحضور والنفوذ ولم تسعَ لفرض نفسها على الجميع بهذه الثقة الزائدة بعد أن كان أفولها وشيكًا، إلا بعد تبني قوى خارجية لمشروعها في السلطة
الجماعة لم تنل الحضور والنفوذ ولم تسعَ لفرض نفسها على الجميع بهذه الثقة الزائدة بعد أن كان أفولها وشيكًا
قبل أن تُرفع السرية عن مراسلات هيلاري كلينتون والتعرف على تفاصيل التعاون والتنسيق الدقيق والدعم غير المسبوق لتمكين الجماعة من الحكم، بدأت الحملة العربية المضادة مبكرًا رافعة الغطاء عن تاريخ عمالة جماعة الإخوان للقوى الأجنبية منذ تأسيسها لتربط بين ماضيها وحاضرها، وهو ما قاد لوقف تمدد الإخوان في مصر.
وعكس التعامل النخبوي والشعبي والمؤسسي العربي مع المشروع الغربي عبر توظيف تيار الإسلام السياسي وصولًا لما آل إليه اليوم، خبرة عميقة بتنظيم لم يبحث يومًا عن الحضور والنشاط من خلال المشاركة الوطنية كشريك طبيعي مسهم في الإصلاح، إنما فقط عبر علاقاته وأدواره الوظيفية منذ أن التقى سعيد رمضان زوج البنت الصغرى لحسن البنا بالرئيس الأميركي أيزنهاور في واشنطن عام 1953، وهي البداية الحقيقية لتأسيس ما سمي بالتنظيم الدولي.
انطوت قسوة تعامل المصريين مع جماعة الإخوان من خلال الثورة عليها في الثلاثين من يونيو 2013 ونبذها وتجفيف منابعها، على قدر كبير من الوعي بطبيعة أدوارها ضمن مخططات طويلة المدى لتفتيت المنطقة والمشرق العربي، علاوة على أنها قسوة تناسب ما ارتكبته الجماعة من خيانات.
واعتمدت شرارة التمكين الفعلي للجماعة في عهد أوباما وهيلاري، على مستشارتها هوما عابدين عضو التنظيم الدولي للإخوان، وابنة أحد أهم كوادر الإسلام السياسي في أميركا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
وبدأت بتبني أيزنهاور صاحب فكرة الانفتاح على الإخوان وكل من جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأميركي وشقيقه آلان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك لخطط تقسيم البلاد العربية والإسلامية على أسس طائفية وعرقية.
ماذا قدمت إدارة أوباما للإخوان
*عقد اجتماعات سرية وعلنية مع قيادات الإخوان
*استخدمت وأشاعت مصطلح الإسلاميين المعتدلين
*دفعت الإخوان إلى التطلع للحكم وشجّعتهم على مد نفوذهم
وعززت الرسائل العديدة التي عثر عليها في بريد كلينتون القناعة بأن إدارة أوباما دفعت الإخوان إلى التطلع للحكم وشجعتها على زيادة نفوذها، مستخدمة مصطلح الإسلاميين المعتدلين، برغم مما ورد ذكره في وثائق الاستخبارات المركزية الأميركية بشأن تكتيك الجماعة مثل “بناء قواعد الدعم” عبر توزيع أعضائها على أربع وعشرين جماعة متطرفة، وهي الجماعات الجهادية الموجودة على الساحة.
واستندت خطط إدارة أوباما لتمكين لجماعة الإخوان على الشعارات البراقة دون طرح برامج حقيقية لانتشال المجتمع وحل مشاكله المستعصية، وظل إسهامها بالجهد الأكبر في هز استقرار الكثير من الأقطار العربية من الحرب في سوريا واليمن وليبيا، إلى أحداث مصر في 2011، وما بعدها، ما يمثل دلالة أكيدة على أن الجماعة لا تملك رؤى وتصورات للحكم، إنما فقط ركوب موجة القلاقل التي شاركوا فيها للانقضاض على السلطة.
وفشلت الجماعة في تقمص الدور المرسوم لها من الخارج لكونه لا يعبر عن حقيقتها وقناعاتها الأيديولوجية، فلم تكن تملك مسوغات قبولها كشريك وطني فيما أثبتت اتصالاتها وطبيعة تحالفاتها الخارجية عكس ذلك، وعجزت عن بناء جسور تفاهم مع التيارات المدنية والليبرالية فلجأت لاكتساب الهيبة والنفوذ من الشراكة مع حلفائها في تيار السلفية الجهادية.
وخيب الإخوان أمل إدارة أوباما، ولم تتحول الجماعة إلى قوة رئيسية في الحياة السياسية المصرية، رغم تمسحها بالدين وما تمتلكه من امتياز ثقافي يمنحها سطوة على جماهير غفيرة.
وعجزت الجماعة عن اكتساب النفوذ عبر اللعب بورقة العقيدة، وظهرت أصوليتها بعيدة عن الشغف الحقيقي بالدين والتمسك بجوهره وقيمه، ومتسقة كقوة رجعية طائفية مع مشروع خارجي تتلاقى مصالحهما ويعقدان الصفقات خارج سياق المصالح الوطنية، على حساب الحقوق والثوابت العربية.
وانتبه المصريون إلى أنهم بصدد محاولة متجددة مدعومة من الخارج لإقامة الحكم الديني الإخواني الذي يثير الانشقاق والصراعات بين الشعوب العربية، حيث يقوم على وحدة الدين لضرب المشروع العربي الذي يوحد كل الناطقين بالعربية بصرف النظر عن الدين واللون والعرق.
ولم تضف رسائل بريد هيلاري كلينتون جديدًا على المستوى السياسي، بعد أن قطع قادة جماعة الإخوان خط الرجعة إلى أقطارهم ومجتمعاتهم التي خاضوا مواجهات شرسة ضد مختلف مكوناتها وتياراتها السياسية والفكرية، وشنوا الحملات الشرسة على قياداتها، وانخرطوا في مؤامرات وأنشطة استخبارية وخطط تقسيم للدول وتفكيك للجيوش واضحة للعيان ليست بحاجة لبرهان وتوثيق جعلتهم ملاحقين بتهم الإرهاب.
وما طرأ على المنطقة والعالم من مستجدات، أهمها تعثر تيار الإسلام السياسي في أكثر من بلد محوري وتراجع المشروع الإقليمي الداعم، يمثل علامة على ارتكاب أخطاء فادحة فتحت الشهية لاستحضارها وكشف المزيد من أسرارها لتوظيفها في منافسات انتخابات الرئاسة الأميركية بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وتكمن أهمية تسريبات بريد هيلاري في قطع الطريق على جو بايدن في حالة فوزه على تكرار المحاولة، فالمستور أصبح معلنا، ومن الصعوبة أن ينزل السياسي النهر مرتين، بالتالي تتأثر حسابات الإخوان سلبا، وتتراجع طموحاتها في أن وصول إدارة ديمقراطية للحكم يصوب المسارات الحالية.

شارك