سفير إيران ببغداد وقياديَّين بـ"حزب الله".. تحت مقصلة العقوبات الأمريكية

الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 01:57 م
طباعة سفير إيران ببغداد فاطمة عبدالغني
 
كيانات إيرانية ومسؤولون تحت مقصلة أحدث حلقة من سلسلة العقوبات الأمريكية على إيران، وأخرها العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على السفير الإيراني في العراق  إيرج مسجدي، والذي وصفته بأنه جنرال سابق في الحرس الثوري ولعب دورًا بارزًا في تدريب وتسليح فصائل عراقية على مدى سنوات مسئولة عن هجمات استهدفت القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.
وأوضحت الخزانة أن مسجدي استغل موقعه الدبلوماسي في العراق للتغطية على تحويلات مالية اجريت لصالح فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتعليقًا على معاقبة مسجدي أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن استهداف سفير إيران خطوة مهمة لحماية العراقيين من نفوذ الحرس الثوري.
وبحسب تقارير صحفية كان لإيرج مسجدي يد في التدخل في شؤون العراق، وكل المجموعات العراقية المرتبطة بنظام خامنئي وخاصة المجموعات العسكرية مثل لواء بدر والوحدات الإرهابية وحزب الدعوة والتيارات الكردية كانت تحت إمرته وقيادته وتتلقى رواتبها منه.
وفي السنوات الأخيرة، لعب دورًا مباشرًا في تأسيس الحشد الشعبي من المليشيات المرتزقة التابعة للنظام، كما لعب دورًا مباشرًا في قيادة هذه الجماعات والسيطرة عليها.
ووفقًا لتقارير مستقاه من داخل النظام الإيراني فإن القوى القمعية للانتفاضة العراقية والتي فتحت النار على المتظاهرين، والتي تشمل قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية، عملت جميعاً تحت قيادة إيرج مسجدي.
وبحسب مصادر في المعارضة الإيرانية ولد إيرج مسجدي في عام ١٩٥٧ في مدينة عبادان في محافظة خوزستان. وله ٣٧ سنة خدمة في قوات الحرس وبعد تشكيل مقر رمضان الذي أسس في عام ١٩٨٣ للتدخل في شؤون العراق، أصبح رئيس أركان لهذا المقر، وجميع المرتزقة العراقيين، بما في ذلك فيلق بدر، تشكلت تحت قيادة مقر رمضان.
وبعد الحرب بين إيران والعراق وتشكيل قوة القدس في عام 1990، وبالنظر إلى أهمية العراق للنظام في المقام الأول، أصبح إيرج مسجدي قائد الفيلق الأول في قوات القدس للتدخل في العراق والقيام بأعمال إرهابية مختلفة في العراق.
وبين عامي 1992 و 2003 ، قام قوات النظام التابعة لقيادة مقر رمضان بـ 146 عمل إرهابي ضد المجاهدين على الأراضي العراقية، الأمر الذي أسفر عن شهادة العشرات من مجاهدي خلق.
ومنذ عام 2003، وبعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق، قام إيرج مسجدي، على رأس قاعدة رمضان، بتقسيم الأراضي العراقية وإرسال قادته إلى أنحاء مختلفة من العراق.
وبعد استيلاء داعش على تكريت والموصل، استقر ايرج مسجدي في العراق وتولى قيادة قوات الحرس مباشرة في العراق، وقام بتنظيم مجموعات مرتزقة عراقية على شكل الحشد الشعبي.
وبعد عام 2017 تم تعيينه سفيراً للنظام بشكل رسمي. وبهذا الشكل تم جلب هذا الشخص الذي يحمل تاريخاً طويلاً يمتد إلى 30 عاماً من التدخل في شؤون العراق وله يد طويلة في العمليات الإرهابية وتشكيل المجموعات العراقية المرتزقة، تم نقله من خلف المشهد إلى الأمام، ليقوم بإدارة كل الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وحتى الثقافية في العراق تحت قيادة ولاية الفقيه.
و هكذا تولّى حاكم خامنئي في العراق القيادة الميدانية لقمع انتفاضة الشعب العراقي.
ومن أجل التغطية على التاريخ الإجرامي والإرهابي وتقديمه كسفير للنظام وإعطائه الحصانة، تم التعريف بإيرج مسجدي على الموقع الرسمي للسفارة ووزارة الخارجية بشكل متفاوت ومختلف جداً عن ما يتم نشره عن تاريخه في المواقع ووسائل الإعلام التابعة للنظام.
من ناحية أخرى أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية في القائمة السوداء ثلاثة كيانات جديدة تابعة للنظام الإيراني لمحاولتها التدخل في الانتخابات الرئاسية.
وأعلنت وزارة الخزانة أنه بالإضافة إلى فيلق القدس وقوات الحرس، اللذين تم إدراجهما منذ 2007، أضيفت ثلاثة كيانات جديدة إلى قائمة العقوبات ، منها بيان رسانة غوستار ، والاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي ، والاتحاد الإسلامي للإذاعة والتلفزيون.
وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الشركات الإعلامية يديرها فيلق القدس وقوات الحرس.
وإضافة إلى هذه المؤسسات طالت العقوبات الأمريكية قياديين في ميليشيات حزب الله اللبناني هما نبيل قاووق، وحسن البغدادي اللذين وصفهما مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة بأنهما من أبرز العاملين في إدارة عمليات حزب الله وأنشطة العسكرية، إضافة إلى مسئولياتهما عن تنفيذ أجندة إرهابية مزعزعة للاستقرار في المنطقة تستهدف مصالح الولايات المتحدة وشركائها في جميع أنحاء العالم.
كما فرضت واشنطن عقوبات على كيانات إيرانية أخرى لمحاولات تدخلها في الانتخابات الرئاسية ومن بين هذه الكيانات مؤسسات متنكرة في هيئة وسائل إعلام تقع تحت سيطرة الحرس الثوري عملت حسب وزارة الخزانة الأمريكية على زرع الفتنة بين الناخبين الأمريكيين من خلال نشر معلومات مضللة عبر الانترنت، وتنفيذ عمليات تأثير وصفت بـ"الخبيثة" لتضليل الناخبين.
وتؤكد الإدارة الأمريكية انها ستواصل استهداف النظام الحاكم في إيران بكافة الأدوات لتضيق الخناق عليه حتى يتقف عن دعم الأنشطة الإرهابية ووقف برامجه النووية.      

شارك