اتفاق ليبي لوقف إطلاق النار .. وأردوغان يشكك في التوقيع
الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 01:54 م
طباعة
أميرة الشريف
وقعت اللجان العسكرية الليبية المشتركة، الجمعة، على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بعد محادثات في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وناقشت الوفود العسكرية، التي انبثقت عن قمة دولية عُقدت في يناير 2020 في برلين، على مدار أسبوع وقف إطلاق النار وتركزت المحادثات على المنطقة الوسطى بما فيها سرت والجفرة.
ويشكل عمل هذه اللجنة أي المسار الأمني، أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها البعثة بالتوازي مع المسارين الاقتصادي والسياسي.
وأعلنت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز ، أن المباحثات العسكرية في جنيف توصلت إلى اتفاق يقضي بتكوين غرفة عمليات بها قوة عسكرية مشتركة من قوات حفتر وقوات الوفاق غير الشرعية.
وقالت ويليامز إن الجانبين الموقعين على اتفاق وقف إطلاق النار أكدا التزامهما بفتح كل الطرقات ومكافحة خطاب الكراهية وتبادل الأسرى، موضحة أن الاتفاق ينص على دمج التنظيمات الإرهابية في المؤسسات الليبية.
وأكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن اللجان العسكرية الليبية قامت بواجبها، داعية الأطراف السياسية للقيام بدورها الآن، مشيرة إلي أنه سيتم عقد اجتماعات لمناقشة توحيد المؤسسات العسكرية في ليبيا.
من جانبه، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا يأخذ صبغة رسمية الآن بعد التوقيع عليه في جنيف، مشيرا إلى ضرورة إجلاء المرتزقة والأجانب من ليبيا.
وأوضح المحجوب، أن وقف إطلاق النار في ليبيا "مستمر طيلة المدة الماضية هناك تهدئة ولا توجد مواجهات عسكرية"، مضيفًا : "لكن وقف إطلاق النار أخذ الآن منحى آخر بعد التوقيع عليه بشكل رسمي".
وأوضح أنه "سيترتب عن هذا التوقيع عددا من الإجراءات وفق مخرجات برلين، سواء في المسار العسكري أو الاقتصادي أو السياسي".
وتابع: "هناك إجراءات مباشرة مثل فتح الطرق والمعابر وتسهيل الحركة.. وإجراءات غير مباشرة مثل تفكيك الميليشيات وإجلاء المرتزقة والأجانب".
وختم بالقول إن هذه الإجراءات "تحتاج إلى من يقوم بها تحت رعاية الإرادة الدولية التي اجتمعت في برلين".
وفي رد فعل سريع، نقلت قناة "تي آر تي عربي" التركية، عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله: "لسنا متأكدين من صدق نوايا سحب المرتزقة من ليبيا"، معتبرًا أن "اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا يعد أقل مستوى من الاتفاقات السابقة".
وانزلقت ليبيا في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأدت إلى مقتله في 2011.
وتشهد البلاد نزاعاً بين حكومة الوفاق ومقرها طرابلس من جهة، وسلطة في شرق البلاد يجسّدها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، ويدعمه قسم من البرلمان المنتخب ورئيسه عقيلة صالح.
وكثّف طرفا النزاع مفاوضاتهما في الأسابيع الأخيرة في مسعى لتهيئة الظروف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأسفر النزاع عن مقتل المئات وأجبر عشرات الآلاف على النزوح.
ومن شأن الإعلان، أن يوفر بصيص أمل لسكان ليبيا الذين أرهقتهم سنوات من المعارك والانقسامات.
وقد انطلق المسار الأمني التفاوضي، الاثنين الماضي، في جنيف، وهو أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها بعثة الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510.