محاولة اغتيال تستهدف قائد لواء "العباس" بدير الزور.. وجود ايران مهدد في سوريا
ارتفعت وتير الغضب والرفض الشعبي بين السوريين لتواجد الايراني وميليشياتها الطائفية في مناطق عدة أبرزها دير الزور والتي تشهد مخطط ايراني للتغيير التديمغرافي في المحافظة السورية القريبة من الحدود العراقية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن “عدنان عباس السعود” الملقب بـ"أبو العباس"(35
عاماً) ، قائد مايسمى لواء “العباس” التابع لـ”لحرس الثوري” الإيراني بمدينة الميادين
تعرض لمحاولة اغتيال في البادية السورية.
وينحدر عدنان السعود من مدينة الميادين،
وكان يعمل كبائع خضار، ولدى دخول الميليشيات الإيرانية إلى المنطقة، أصبح من أصحاب
رؤوس الأموال، وبات يشتري الأراضي لصالح إيران، ولديه مشاريع ومزارع ضخمة في المنطقة.
ونصب مسلحين مجهولين كمين لاستهداف "العباس"
في منطقة كباجب في البادية الجنوبية لمحافظة دير الزور، على طريق تدمر – ديرالزور،
وذلك أثناء عودته من مدينة حماة إلى محافظة دير الزور، عمد المهاجمون إلى استهداف رتل
“عدنان العباس” بالأسلحة الرشاشة مما تسبب بإصابة عدد من عناصره، قبل أن يتمكن من الوصول
إلى دير الزور بعد نجاته، ومن ضمن المصابين أحد وجهاء عشيرة البوحميد بالميادين وقيادي
في لواء العباس.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الرتل
متواجد في حماة لتقديم العزاء بوفاة أحد ضباط قوات الجيش السوري.
لواء أبو العباس ميليشيا شكلها الحرسي الثوري
الإيراني كلها من أبناء مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
ولدى إيران مخطط لتغيير هوية قبائل دير
الزور العربية، لتأمين طرق "طهران- بغداد- البحر المتوسط"؛ حيث تقع دير الزور
على الحدود العراقية، وتُشرف على معبر «\"البوكمال/القائم"، والذي تسيطر
عليه ميليشيات الحشد الشعبي من الجانب العراقي، وميليشيات شيعية وقوات الحرس الثوري
من الجانب السوري، فيما تُشكل محافظة دير الزور أهمية استراتيجية في المخطط الإيراني
في المنطقة، وبقاء توسعه ونفوذها في العراق وسوريا ولبنان.
وعمدت إيران منذ طرد تنظيم "داعش"
الإرهابي، من "دير الزور" في 2017، إلى استمالة السوريين من خلال مشاريع
خدمية وتعليمية، وأخرى صحية من افتتاح عيادات ومشافي ميدانية صغيرة لجنودها وعناصر
ميليشياتها، مع السماح للمدنيين بارتيادها مجانًا.
وينشط
رجل الدين الشيعي عبدالمجيد السراوي، أبرز رجال إيران، ودينامو التشيع في محافظة
"دير الزور" شرقي سوريا، في استقطاب المئات، وتشييعهم عبر الإقناع واللعب
على المغريات المادية الممنوحة من إيران بالدرجة الأولى، وكذلك التسهيلات التي يحصل
عليها المتشيعون والمقربون من إيران في المنطقة.
وفقا لناشطين سوريين معارضين للنظام، تسيطر
إيران ووكلاؤها حاليا على سبع بلدات على الأقل على الجانب الشرقي من نهر الفرات الممتد
جنوب مدينة دير الزور، من الميادين إلى البوكمال. ويشمل ذلك سلطة عسكرية كاملة وإدارة
تنفيذية يمارسها ما يقرب من 4500 عنصر مسلّح، بعضهم من “الحرس الثوري” الإيراني والبعض
الآخر من ميليشيات شيعية مثل “لواء الباقر”، و “كتيبة الفاطميون”، و “الحشد الشعبي”،
ومختلف الجماعات التي تطلق على نفسها “حزب الله السوري”.
وكان تواجد هذه العناصر قد أضعف بشكل كبير
الدور المحلي لميليشيات “قوات الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد، ويُعزى ذلك جزئيا
إلى انعدام ثقة “الحرس الثوري” الإيراني بقدرات هذه القوات، ولكن أيضا بسبب خطة طهران
الطويلة الأمد لتعزيز نفوذها الخاص.
كما تقوم إيران ببناء قاعدتين عسكريتين
جديدتين في المنطقة: إحداهما في الضواحي الغربية لمدينة الميادين، والأخرى أكبر حجما
في البوكمال أُطلق عليها اسم “الإمام علي”. ويتمّ بناء القاعدتين بالتعاون مع “جهاد
البناء” و”منظمة الإمام الحسين”، وهما مؤسستان ترعاهما إيران ولهما فروع في مدن دير
الزور، الميادين، والبوكمال. وستعزز هاتين المنشأتين هدف طهران المتمثل في السيطرة
على طريق استراتيجي رئيسي: من البوكمال شمالا إلى محطة ضخ النفط في الميادين “تي-2″؛
ومن ثم غربا إلى التياس التي تضّم محطة الضخ/القاعدة الجوية السورية “تي-4″؛ وأخيرا
إلى سهل البقاع في لبنان، المعقل الرئيسي لـ “حزب الله”.
و أطلق اللواء ٤٧-حرس، منذ انتشاره في منطقة
البوكمال في أواخر العام ٢٠١٧، حملة لتجنيد عناصر محليين باتوا اليوم يؤلّفون قوامه
الأساسي، وهو يبدو متسارع النمو بفضل الرواتب المنتظمة والميزات المادية الأخرى التي
يمنحها لمنتسبيه. في البداية جنّد اللواء شبّاناً عائدين إلى البوكمال بعد أن نزحوا
عنها في ذروة المعارك ضدّ داعش في خريف العام ٢٠١٧. ثم استقطب العناصر المحليين، الذين
كانوا انضمّوا في البداية إلى ميليشياتٍ أخرى، على غرار حركة النجباء وعصائب أهل الحق،
اللتين لا تنويان على ما يبدو تشكيل فروعٍ محليةٍ لهما في دير الزور. واستقطب اللواء
أيضاً عناصر ميليشياتٍ آخذةٍ في التآكل، مثل الفرع المحلي لقوات الدفاع الوطني في مدينة
البوكمال، الذي كانت عناصره قد تدرّبت على يد الحرس الثوري أثناء تشكيله.
الوجود الايراني إلى أين؟
وخلصت دراسة للباحث بعنوان زياد عواد"إيران في دير الزور:
الاستراتيجية والتمدّد وفرص التغلغل" إلى أن إيران تعتمد في سياساتها المحلية
في محافظة دير الزور، على جملةٍ من أدوات وأساليب عسكرية متكاملة، تطبّقها عبر الميليشيات
التابعة لحرسها الثوري. توفّر هذه الميليشيات الحماية اللازمة لأنشطة إيران المدنية
الخيرية، التي تهدف إلى منح دورها وأدواتها العسكريَّين ما يفتقران إليه من شرعيّة.
وأوضحت الدراسة أن إيران تستغلّ في تلك
السياسات ضعف النظام في استمالة مسؤولين محليين كبار، فتعمل على تسخيرهم في خدمتها،
وعلى استمالة فاعلين محليين ونخبٍ إلى شبكاتها المتنوّعة، التي تستوعب أيضاً أشخاصاً
طامحين أقلّ أهمية، سعياً منها إلى تحقيق وصولٍ أوسع وأعمق إلى المجتمعات المحلية.
كذلك تستغلّ إنهاك هذه المجتمعات واستنزاف طاقتها، في توسيع مجالات حضورها العام في
مختلف الجوانب، ولا سيما الديني منها، حيث أطلقت دعوات تشيٍّع بدأت تحصد بعض التقدّم.
وقالت :"لكن كل هذا النفاذ السهل في
عمق السلطة ونسيج المجتمعات، لن يغيّر وجه هذه الأخيرة، إذ تبرز عوائق جذرية أمام الدور
الإيراني، تحدّ من نفوذه: التباين المذهبي الذي يتغذّى على حالة احتقان طائفي سنّية
- شيعية مزمنة؛ والتدخّل الإسرائيلي المدعوم من القوات الأمريكية من مواقع انتشارها
شرق الفرات؛ وعرقلة القوات الروسية لهذا الدور ولو قليلاً؛ وأخيراً العقوبات الأمريكية
التي بدأت تترك بعض التأثيرات المباشرة على القدرات الإيرانية في دير الزور".
وأوضحت أن التغلغل من الأعلى في حلقات الحكم
العليا في دمشق، والاختراق الذي تحقّق في نسيج المجتمعات السورية، والانتشار العسكري
الواسع على الأرض، يهيّئ لإيران فرصة البقاء الطويل في سوريا، ودير الزور ضمناً، خصوصاً
لما تشكّله هذه الأخيرة من أهميةٍ استراتيجيةٍ لإيران، بقاء لن تجتثّه إلا تغييرات
جذرية، سواء أكانت سياسيةً مع تغيير النظام في دمشق، أم عسكريةً تقتلع التوطّن الإيراني
على الأرض.