اتفاق وقف إطلاق النار.. يفضح أطماع أردوغان التوسعية في ليبيا
الأحد 25/أكتوبر/2020 - 12:30 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تغرد تركيا خارج سرب الإجماع في ردة فعلها على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، ويتجلى ذلك في زرع الشكوك في إمكانية تطبيق الاتفاق الذي وقع برعاية الأمم المتحدة.
ففي تصريح سريع عقب توقيع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة بجنيف الجمعة 23 أكتوبر اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أن الاتفاق يعد أقل مستوى من الاتفاقيات السابقة"، وأشار إلى أن الأيام ستظهر مدى صموده، مشككًا في صحة قرار سحب المرتزقة في غضون ثلاثة أشهر".
رد الفعل التركي ليس مستغربًا في سياق أن ما اتفق عليه في جنيف يضرب المصالح التركية والأهداف التي تعمل أنقرة على تحقيقها منذ عام تقريبًا، فالاتفاق سيتطبق في جميع أنحاء ليبيا وعلى كل الجبهات.
ويشير مراقبون إلى أنّهم لم يفاجؤوا بموقف أردوغان، الذي يكشف عن أطماعه التوسعية في ليبيا، لافتين إلى أنّ تشكيك أردوغان في تطبيق الاتفاق، يمثّل رفضاً ضمنياً له، وأنّه فوجئ بما توصل إليه الطرفان، ولم يجد طريقة للرد، إلا بتشكيك يخفي الرفض.
ففي الفترة الأخيرة كثفت أنقرة من حشد المقاتلين ونقل المرتزقة إلى جبهات القتال، وهنا تتمثل مشكلة تركيا الرئيسية في الاتفاق على تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج المدربين إلى حين استلام حكومة وحدة جديدة.
ففي هذا الملف استثمرت أنقرة وبنت أمالاً في السيطرة على ليبيا وثرواتها، أما الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات من قوات مشتركة من طرفي النزاع فتعرقل التفرد التركي في السيطرة على الميليشيات، والحفاظ على مفاتيح تحريكها، ومع تطبيق الاتفاق والتقدم نحو التسوية السياسية سيتم دمج الجماعات المسلحة في المؤسسات العسكرية الليبية ليصبح معها مصير الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا على المحك.
ويرى مهتمون بالشأن الليبي، أن أردوغان الذي يطمح إلى بسط المزيد من النفوذ في غربي البلاد، يعتبر أن التوصل إلى حل في ليبيا، سيعصف بأطماعه في النفط، خصوصاً في ظل الاتفاق على مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة البلاد خلال ثلاثة أشهر، ووقف التدريبات العسكرية الأجنبية على الأراضي الليبية، في إشارة إلى تدريبات قواته ومرتزقته الدائرة حالياً في مدينة الخمس وقاعدة الوطية.
وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، كامل المرعاش، أن أردوغان لا يريد حصول اتفاق ليبي ينهي الأزمة، لأن ذلك يتعارض مع مطامعه في استغلال الأزمة الليبية، وتوظيفها في صراعات أنقرة على غاز البحر المتوسط، مؤكداً أنّ خروج المرتزقة من ليبيا، يعني خسارة تركيا ورقة عسكرية مهمة في نفوذ الصراع في العاصمة طرابلس.
ومن جانبه، أكد عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة، أن اتفاق جنيف تم بدعم أمريكي، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستضع حداً للتدخلات والأطماع التركية في ليبيا. ورجح أن تواصل أنقرة تعنتها، والدفع بمزيد من الميليشيات التابعة لها سعياً لإجهاض الاتفاق وخلط الأوراق في البلاد.