بيان هيئة كبار العلماء السعودية والحسم في الرسوم المسيئة للأنبياء
الإثنين 26/أكتوبر/2020 - 04:39 ص
طباعة
حسام الحداد
تناولت عدد من المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية، بيان هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية وهي أعلى هيئة دينية في المملكة حيث اعتبرت أن الإساءة للأنبياء والرسل لا تمتّ لحرية التعبير بصلة وأنها تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية".
وقد ردت هيئة كبار العلماء في السعودية الأحد 25 اكتوبر 2020، على الجدل القائم حول الرسوم المسيئة للنبي محمد، داعية إلى "إدانة الإساءة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام" ومؤكدة أن "الإساءة إلى مقامات الأنبياء لن تضر أنبياء الله ورسله شيئا وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية".
ويأتي الردّ السعودي بينما تحاول تركيا تأجيج مشاعر العداء ضد المملكة مستغلة حالة الغضب الشعبي في عدة دول من تصريحات الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون الأخيرة خلال تأبين مدرس قتل ذبحا في ضواحي باريس بعد أن عرض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد خلال درس لتلامذته.
وقالت الهيئة وهي أعلى هيئة دينية في المملكة في بيان اليوم الأحد "إن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة وإنما هي محض تعصب مقيت وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة".
وأوضحت أن "الإسلام الذي بُعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله"، كما "نهى عن التعرض للرموز الدينية".
وتابعت "إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك"، مؤكدة أن "مقام النبي عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية".
وقالت إن "واجب المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح نشر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي لما فيه خير الإنسانية جمعاء."
ويأتي بيان هيئة كبار العلماء في السعودية بينما جدد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مساء الأحد أنه لن يتراجع عن تصريحاته التي أثارت موجة غضب في العالم الإسلامي والتي قال فيها إن "فرنسا ستحمل راية العلمانية عاليا ولن تتخلى عن الكاريكاتير (الرسوم المسيئة)، ولو تقهقر البعض".
ودعا نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وجماعات إسلامية متشددة بينها جماعة الإخوان المسلمين وتركيا، إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية.
كما انضم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتهام ماكرون بالإساءة للإسلام.
وقال خان إن الرئيس الفرنسي "هاجم الإسلام" عندما شجع على عرض الرسوم التي تسخر من النبي محمد.
وجاءت تصريحات خان بعد أيام من إشادة ماكرون بمدرس التاريخ الذي قطع شاب إسلامي رأسه ردا على قيامه بعرض الرسوم التي تسخر من النبي محمد في الفصل خلال درس عن حرية التعبير.
وقال خان على تويتر "المؤسف أن الرئيس ماكرون اختار أن يتعمد استفزاز المسلمين، ومنهم مواطنوه (المسلمون)، من خلال تشجيع عرض الرسوم المسيئة التي تستهدف الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام".
وأضاف أنه كان بإمكان ماكرون التصرف بحكمة لحرمان المتطرفين من أي ذرائع لكنه عوضا عن ذلك "اختار تشجيع رهاب الإسلام من خلال مهاجمة الإسلام وليس الإرهابيين الذين يرتكبون العنف أيا كانوا: مسلمين أو من دعاة تفوق البيض أو دعاة الفكر النازي". وقال "بمهاجمته الإسلام، ومن الواضح عن غير فهم له، هاجم الرئيس ماكرون وآذى مشاعر ملايين المسلمين في أوروبا وفي أنحاء العالم".
وأثارت الرسوم التي نشرت لأول مرة في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في عام 2005 الغضب كما أشعلت احتجاجات عنيفة في باكستان التي شهدت أيضا خلال الشهر الماضي احتجاجات عندما أعادت مجلة شارلي إبدو الساخرة نشر الرسوم.
وشهدت فرنسا في السنوات الماضية سلسلة هجمات نفذها إسلاميون متشددون من بينها هجوم دموي في عام 2015 على مجلة شارلي إبدو وإطلاق نار وتفجيرات في نوفمبر في مسرح باتاكلاند وستاد و فرانس وأماكن في باريس أودت بحياة 130.