برعاية روسية.. أرمينيا وأذربيجان توقعان اتفاقًا لإنهاء الحرب
الثلاثاء 10/نوفمبر/2020 - 03:14 ص
طباعة
أميرة الشريف
بعد شهرين من اندلاع القتال إثر محاولة القوات الأذربيجانية استعادة السيطرة على مناطق سبق أن احتلتها القوات الأرمينية في حرب كاراباخ في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي، التي أسفرت عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق في الفترة بين 1992 و 1994، أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان أنه وقع اتفاقا مع قادة روسيا وأذربيجان لإنهاء الحرب مضيفا أنه سيلقي خطابا للأمة في الأيام المقبلة.
وكتب باشينيان على صفحته في فيسبوك "أعزائي المواطنين، الإخوة والأخوات، اتخذت بالنسبة لي شخصيا ولنا جميعا قرارا بالغ الصعوبة. لقد وقعت مع قادة روسيا وأذربيجان على بيان لإنهاء الحرب في ناغورني قره باغ يبدأ اعتبارا من الساعة الواحدة صباحا"، مضيفاً: "لقد اتخذت هذا القرار نتيجة لتحليل معمق للوضع العسكري وبناء على تقييم الأشخاص الذين يعرفون الوضع بشكل أفضل".
كذلك أكد على أنه وقع على الاتفاق، "استنادا إلى الاعتقاد بأن هذا هو أفضل حل ممكن للوضع الحالي"، بحسب تعبيره.
وفي هذا السياق ، نشر 17 حزبا أرمينيا معارضا، بيانا مشتركا، طالبوا فيه باشينيان بالاستقالة، على وقع تقهقر القوات الأرمينية أمام الجيش الأذربيجاني في إقليم قره باغ، مضيفا أنه من أجل منع الخسائر التي لا يمكن تعويضها، تطالب القوى السياسية، باشينيان وحكومته المسؤولين عن حالة الكارثة الراهنة، بمغادرة مناصبهم دون إثارة بلبلة.
كما طالبت أحزاب المعارضة بإنشاء هيئة تنفيذية طارئة قادرة على حل المشاكل العسكرية والسياسية، مشددا أن الخسائر البشرية والأراضي، وقصر العلاقات من الحلفاء وفي مقدمتهم روسيا، يظهر بوضوح أن الحكومة الحالية قد أفلست.
وتقول أذربيجان إنه وردا على اعتداء عسكري أرميني دموي في 27 سبتمبر الماضي، أطلقت عملية عسكرية لتحرير أراضيها في إقليم قره باغ المحتل.
وذكرت أنه منذ بدء تحرير أراضيها المحتلة من أرمينيا، تمكنت من استعادة السيطرة على 5 مدن، آخرها شوشة، و4 بلدات وأكثر من 300 قرية، فضلا عن تلال استراتيجية.
يشار إلى أن العمليات العسكرية في المنطقة استمرت على الرغم من كافة محاولات التهدئة والوساطات الدولية لوقف إطلاق النار، وسط عمليات نزوح كثيفة للمدنيين من الإقليم الذي تقطنه أغلبية من أصول أرمنية، إلى أن أتى اتفاق اليوم كي ينهي أعنف المعارك التي شهدها الإقليم عبر التاريخ.
فيما أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء الاثنين، توقف القوات الأذربيجانية والأرمينية عند مواقعها الحالية بعد توقيع اتفاق لإنهاء الحرب بين أرمينيا وأذربيجان.
وأضاف خلال بيان بشأن اتفاق إنهاء الحرب، أنه يعول على أن تنشئ الاتفاقات التي تم التوصل إليها ظروفا لتسوية طويلة الأمد للأزمة في قره باغ بما يخدم مصالح الشعبين.
فيما كشفت وزارة الدفاع الروسية، عن أنها بدأت بإرسال 1960 جنديا إلى منطقة ناغورنو كاراباخ، مضيفة أن قوات حفظ السلام يتم نقلها جوا من روسيا عقب اتفاق لإحلال السلام بين الطرفين المتنازعين، كاشفة أن قوات حفظ سلام روسية ستنتشر في الإقليم على طول الممر الذي يربط المنطقة بأرمينيا وعلى طول خط التماس.
ولم تمض سوى ساعات على إعلان السلام، حتى هاجم متظاهرون غاضبون مقر الحكومة في عاصمة أرمينيا، فقد اقتحمت حشود من المتظاهرين الغاضبين فجر اليوم مقرّ الحكومة في يريفان احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في الإقليم المتنازع عليه، وعاثوا خراباً في مكاتبه وحطّموا زجاج عدد من نوافذه.
بالمقابل، اعتبر رئيس أذربيجان إلهام علييف، أنّ الاتفاق الذي أبرمته بلاده مع أرمينيا بوساطة روسيا لوقف إطلاق النار في إقليم كاراباخ، هو "وثيقة استسلام" أُرغمت يريفان على توقيعها بعد 6 أسابيع من المعارك.
وقال علييف في خطاب عبر التلفزيون "لقد أجبرْنا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على توقيع الوثيقة، إنها وثيقة استسلام".
ومن شأن هذا الإعلان إنهاء أشد مواجهات عبر التاريخ، كانت اندلعت أواخر سبتمبر بين أذربيجان وأرمينيا للسيطرة على كاراباخ، المنطقة التي انفصلت عن باكو خلال حرب في التسعينات حيث لقي نحو 30 ألف شخص مصرعهم.
يشار إلى أن العمليات العسكرية في المنطقة كانت استمرت على الرغم من كافة محاولات التهدئة والوساطات الدولية لوقف إطلاق النار، وسط عمليات نزوح كثيفة للمدنيين من الإقليم الذي تقطنه أغلبية من أصول أرمنية.
وتعتبر روسيا الحليفة العسكرية لأرمينيا لكنها تقيم علاقات جيدة مع أذربيجان.
كما سبق وأن لمحت موسكو إلى أنها ستتدخل في النزاع في كاراباخ إذا تجاوزت المعارك حدود المنطقة مع تكرار دعوتها إلى وقف لإطلاق النار.