تركيا تجهز بديلا لتسليح ميليشيات الوفاق داخل الأراضي الليبية

الجمعة 27/نوفمبر/2020 - 01:20 م
طباعة  تركيا تجهز بديلا أميرة الشريف
 
في ظل التحالف الإرهابي بين الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ، أفادت تقارير إعلامية بأن الطرفين يحاولان إيجاد بديل لتسليح الميليشيات لكن من داخل الأراضي الليبية وذلك بعد التضييق على السلاح التركي المتجه من أنقرة إلى غرب ليبيا.
يأتي ذلك في أعقاب اعتراض فرقاطة ألمانية تابعة لمهمة البحرية الأوروبية المعنية بوقف توريد السلاح إلى ليبيا "إيريني"، سفينة تركية كانت متجهة إلى ليبيا وتفتيشها، وذلك في بداية الأسبوع الجاري، فيما أعلنت ألمانيا بأن أنقرة منعتها من إكمال عملية البحث عن السفينة التي اتجهت لمدينة مصراته ويشتبه بأنها نقلت سلاحا إلى ليبيا للميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق.
وقد أعلن وزير الدفاع في حكومة السراج، صلاح النمروش، عن نيته تطوير المجمعات الصناعية العسكرية الليبية بيد الخبراء العسكريين الأتراك، وأنه ينظر للشريك التركي باهتمام وسيتم دراسة العروض المقدمة من جانبهم أثناء زيارته التي قام بها لجهاز التصنيع الحربي بصحبة رئيس أركان حكومة الصخيرات محمد الحداد لمصنعي السبيعة والـ47 جنوب العاصمة طرابلس.
يأتي التصريح بالرغم من كشف العديد من التقارير الأوروبية والصحف الخليجية وحتى التركية مؤخرا وهم ما يسمى بالصناعات الدفاعية التركية المتطورة.
ويري مراقبون بطرابلس بأن ذلك تأكيد على تبعية حكومة الوفاق لتركيا أولا، وعلى عزم تركيا استمرار تدخلها في الداخل الليبي وتثبيت نفوذها ثانيا، وعلى سعي الرئيس التركي أردوغان لنسف كل المساعي الدولية لإنهاء الحرب في ليبيا ثالثا.
ويروا أن تركيا منذ عدة أشهر وهي تبحث لها عن سوق جديد لتصدير أسلحتها، في ظل ما تعانيه من خناق اقتصادي بالداخل، وورطة عسكرية بعد توقف أغلب الدول الغربية عن توريد محركات وأجزاء من السلاح التركي، وهنا لم تجد تركيا أفضل من حكومة الوفاق لها في كل المواقف، بحسب وصفه.
وتشير التقارير إلي أن صلاح النمروش يقدم هدية جديدة لتركيا، من أجل هدفين الأول لضمان استمرار الدعم العسكري التركي لمليشيات حكومة الوفاق سواء بالسلاح أو المرتزقة، في ظل ما يقوم به الجيش الوطني الليبي من استعدادات ومناورات وتدريبات متتالية والهدف الثاني لضمان دعم تركيا له شخصيا في المستقبل في ظل استعداد ليبيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة وتغيير جذري للمشهد السياسي، فالنمروش شأنه شأن كل فرد بحكومة الصخيرات".
هذا وقد أفادت مصادر بأن 3 طائرات شحن عسكرية تركية تتجه إلى غرب ليبيا، كما أضافت أن طائرة من أصل 3 هبطت بالفعل في قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد،  وقال متحدث عسكري ألماني إن جنودا من الفرقاطة هامبورغ صعدوا على متن السفينة التركية روزالينا-إيه خلال الليل، لكنهم اضطروا لعدم القيام بعمليات التفتيش وانسحبوا بعد أن قدمت تركيا احتجاجا للمهمة الأوروبية.
يذكر أن عدة تقارير كانت أفادت سابقا بأن أنقرة تنقل أسلحة إلى قوات الوفاق في طرابلس، لدعمها مقابل قوات الجيش الليبي على الرغم من الدعوات الدولية والأممية لكافة الأطراف المعنية بالملف الليبي بعدم التدخل أمنيا بما يصب الزيت على النار.
إلى ذلك، نقلت أنقرة آلاف المقاتلين من الفصائل الموالية لها في سوريا إلى طرابلس لدعم ميليشيات العاصمة الليبية، وقد أكدت عدة تقارير للمرصد السوري لحقوق الانسان نقل المرتزقة من شمال سوريا إلى الأراضي الليبية، كما كشفت شهادات مرتزقة ألقي القبض عليهم، دفع الأتراك أموالاً لهم مقابل قتالهم في ليبيا.
وبدأت ليبيا الغارقة منذ سنوات في الفوضى، جولة جديدة من الحوار بين الأطراف المتصارعة برعاية الأمم المتحدة، أملاً بالتوصل إلى اتفاق على آليات للترشح للمناصب في المجلس الرئاسي والحكومة المولجة إجراء انتخابات نيابية في ديسمبر المقبل.
وتفاقم النزاع في ليبيا بتدخلات مسلحة خارجية، حيث تتلقى حكومة الوفاق الوطني دعما من تركيا، وتحل إيريني محل مهمة صوفيا التي أطلقت عام 2015، لكنها على عكسها مكلفة فقط بمراقبة حظر الأسلحة.

شارك