"التعاون الإسلامي" تدين الخطاب المعادي للإسلام وترفض ربط الإسلام بالإرهاب

السبت 28/نوفمبر/2020 - 11:50 ص
طباعة التعاون الإسلامي فاطمة عبدالغني
 
بصوت واحد قال المشاركون في منظمة التعاون الإسلامي "لا للإرهاب"، مطلب عبر عنه المتحدثون خلال الدورة الـ47 لمجلس وزراء الخارجية، والتي عقدت تحت عنوان "متحدون ضد الإرهاب من أجل السلم والتنمية" أمس الجمعة 27 نوفمبر في عاصمة النيجر "نيامي".
وعلى هذا الأساس أجمع المشاركون في الاجتماع على أهمية تضافر الجهود من أجل محاسبة من يدعم جماعات الإرهابية مؤكدين أن الدين الإسلامي لا يمت بصلة للإرهاب والتطرف.         
وبهدف تحقيق هذا المسعى ووضع حد للتطرف والإرهاب، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته، على نبذ المملكة للأعمال والممارسات التي تولد الكراهية والعنف والتطرف، مشدداً على استنكار بلاده المساس بالرموز الدينية.
وقال الأمير فيصل بن فرحان: "نرفض أي محاولة لربط الإسلام بالإرهاب وبأي هجمات متطرفة"، موضحاً أن العالم الإسلامي عانى من الإرهاب وهو كفيل بالتصدي لهذه المشكلة، كما أضاف "المملكة تعرضت لمئات من الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة"، مشيراً إلى أن ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تقف وراء مشاكل اليمن.
من جهتها شددت الإمارات على لسان وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي على ضرورة اتخاذ موقف دولي موحد من أجل معالجة الأزمات والتصدي للتهديدات الإرهابية.
وقالت الهاشمي في افتتاح الدورة إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدة على أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأعربت الهاشمي عن خالص شكرها وتقديرها لجمهورية النيجر على استضافة أعمال هذه الدورة، والتي تعكس جهودها الدؤوبة في خدمة القضايا الإسلامية وتفعيل وتعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي في التصدي للتحديات المختلفة، التي تواجه الأمة الإسلامية بما يدعم التنمية والازدهار فيها.
كما تقدمت الهاشمي بالشكر والتقدير والإشادة بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تعزيز أواصر الوحدة والتضامن لتحقيق أهداف المنظمة.
وأكدت الهاشمي ضرورة العمل على تفعيل قرار الأمم المتحدة رقم 224 المتعلق بمناهضة ازدراء الأديان والعمل على بدء حوار مع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي بهدف المحافظة على قيم ومبادئ التسامح والتعايش ودمج الأقليات في المجتمعات.
بدوره أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن الإرهاب أخطر التهديدات المحدقة بالمنطقة والعالم.
وقال العثيمين إن اختيار شعار "متحدون ضد الإرهاب من أجل السلم والتنمية" لهذه الدورة يؤكد أن الإرهاب ظلّ من أبرز وأخطر التهديدات المحدقة بالمنقطة والعالم باعتبار تأثيره على مستويات النمو وعلاقات التعاون البيني وتسببه في تراجع مؤشرات التنمية البشرية، مثمنا الدور الموكول لمركز صوت الحكمة، الذي يقوم بالتنسيق مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ويهدف إلى تغليب صوت العقل ونشر صورة الاعتدال والتسامح.
كما أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إن "الإرهاب سرطان العصر، ومبرراته مرفوضة"، وقال العثيمين في كلمته "ندين الخطاب المعادي للإسلام بغض النظر عن مصدره، ونرفض ربط الإسلام بالإرهاب"، مشدداً على أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" تتعارض مع القرارات الدولية لحقوق الإنسان، كما طالب بقرار أممي ملزم لمنع التعرض للرموز الدينية.
وتوجه الأمين العام بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس النيجري على رعايته الكريمة للاجتماع كما تقدم بالشكر لحكومة وشعب جمهورية النيجر على التنظيم والضيافة، معربا عن تقديره للدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة على ما تبديه من حرص واضح ودعم عمل المنظمة، وثمن كذلك الجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز العمل الإسلامي المشترك خلال رئاستها للدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء الخارجية.
 وأشاد العثيمين كذلك بكل الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بصفتها دولة المقر ورئيس الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية، وأعرب عن أصدق تقديره وامتنانه لما تقدمه من رعاية واهتمام بأنشطة المنظمة كافة، وذلك بدعم مستمر برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء.
وبدوره، أكد رئيس النيجر محمد يوسفو، الذي تستضيف بلاده الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الإرهاب "أكبر عدو للبشرية وتحديدا للمسلمين"، مشددا على أن الدين الإسلامي دين تسامح.
وقال: "الإرهاب أكبر أعداء البشرية، ولا يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي، والبرهان على ذلك أنه يضرب الدول الأعضاء في هذه المنظمة، من بينها اليمن وسوريا ودول الساحل الإفريقي، وغيرها".

وتركز الاجتماعات التي بدأت الجمعة 27 نوفمبر وتستمر إلى السبت 28 نوفمبر على مناقشة جملة من الموضوعات والقضايا التي تهم العالم الإسلامي، من بينها القضية الفلسطينية، ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب، والإسلاموفوبيا وتشويه صورة الأديان، ووضع الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.

شارك