"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 29/نوفمبر/2020 - 10:48 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 29 نوفمبر 2020.

الاتحاد: اليمن.. صراعات بين قيادات حوثية على غنائم مسروقة

تصاعدت حدة الصراعات بين مشرفي ميليشيات الحوثي الإرهابية جنوب مديرية «حيس» بمحافظة الحديدة وتطورت إلى اندلاع مواجهات مسلحة، عقب تصفية أحد القيادات في صفوف الميليشيات.
ونقل الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، عن مصادر مطلعة، قولها إن مجموعة حوثية في بلدة «المحجر» بقيادة مشرفها المدعو فارس عريك، قامت بنصب كمين في منطقة «الحدقة» للمدعو فضل أحمد راجح جعاشي، الذي يشغل مشرف منطقة «حاضية»، وأسفر الكمين عن مصرع أحد مرافقيه وإحراق سيارته. وأضافت المصادر أن الكمين جاء عقب قيام المدعو فضل جعاشي بتصفية أحد العناصر الحوثية من أبناء بلدة «المحجر»، وذلك في نقطة أمنية بمنطقة ظمي.
كما أوضحت أن مناطق جنوب حيس تشهد عمليات تحشيد في صفوف أطراف الميليشيات المسلحة وسط انفلات أمني وتوتر بين مسلحي الميليشيات، وحالة من الخوف والقلق يعيشها المدنيون في المنطقة لاسيما الأطفال والنساء.
وفي السياق، أقدمت ميليشيات الحوثي على تصفية أحد قياداتها الميدانيين في «حيس»، على خلفية أموال منهوبة من سيارات المارة.
وحسب المصادر، فإن مشرفاً يدعى فهد المنصوب، قُتل إثر خلافات بين عناصر الميليشيات في منطقة «المحجر»، وقد لقي مصرعه على يد أحد أقاربه النافذين في الميليشيا جراء خلافات نشبت حول عمليات ابتزاز مالي جراء السطو عليها من مواطني المنطقة.
وفي سياق آخر، أفادت مصادر يمنية بسقوط صاروخ باليستي وسط إحدى القرى شمال صنعاء، بعد لحظات من فشل إطلاقه من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية. وقال شهود عيان، إن الميليشيات أطلقت صاروخاً باليستياً من منطقة «الجربتين» شمال صنعاء، إلا أن الصاروخ سقط بعد لحظات من إطلاقه وسط قرية «شعب ذيفان». وبحسب المصادر، فإن الميليشيات حاولت منع الأهالي من الوصول إلى مكان السقوط، وسط حالة هلع وخوف لدى سكان المنطقة.
إلى ذلك، شنت ميليشيات الحوثي الإرهابية أمس، قصفاً مكثفاً، استهدفت خلاله الأحياء السكنية، في مركز مديرية التحيتا، جنوب محافظة الحديدة. وأكدت مصادر محلية أن الميليشيات المتواجدة في أطراف المديرية، شنت قصفاً على المنازل السكنية، استخدمت خلاله الأسلحة المتوسطة. وأوضحت المصادر أن القصف العدواني الحوثي تركز صوب الأحياء السكنية المكتظة بالسكان شرق وجنوب مدينة التحيتا، باستخدام معدلات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وسقط مئات الضحايا في أوساط المدنيين بين قتيل وجريح بالحديدة منذ بدء سريان الهدنة الأممية، جراء عمليات القصف والاستهداف الممنهج، والألغام والمتفجرات الحوثية، التي نشرتها الميليشيات في المناطق المأهولة.
في غضون ذلك، أدى لغم أرضي زرعته الميليشيات الحوثية إلى مقتل طفل، وإصابة طفلين آخرين في مديرية «حيفان» جنوبي تعز. وبحسب مصادر محلية فإن اللغم انفجر بالقرب من منزل أحد المواطنين في «عزلة الأعبوس» بمديرية «حيفان»، متسبباً بمقتل الطفل «بكر وائل خليل العبسي» 10 أعوام، وإصابة طفلين آخرين من الأسرة نفسها.
وتكثف الميليشيات الإرهابية في زراعة شبكات الألغام، والمتفجرات في المراعي والطرقات، والتي سقط على إثرها آلاف الضحايا من المدنيين في عدة محافظات يمنية.

البيان: التصعيد الحوثي ينسف آمال السلام

فيما كانت آمال عريضة تتشكل على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الداعمة للتسوية في اليمن لإقرار خطة وقف إطلاق النار، ذهبت ميليشيا الحوثي نحو استهداف محطة توزيع مشتقات نفطية في جدة السعودية ومهاجمة ميناء في جنوب المملكة بزورق مفخخ، وكثفت من خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وصعدت من هجماتها في غرب وجنوب مأرب.

ميليشيا الحوثي التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم خرجت بموقف عدمي أعلنت من خلاله أنها لن تقبل الذهاب إلى محادثات سلام إلا بعد إلغاء القيود المفروضة على تهريب الأسلحة إليها، وهو ما يشكل خيبة أمل كبيرة لنتائج اللقاءات التي عقدها مبعوث الأمم المتحدة مع طرفي الصراع في اليمن والاتصالات التي أجرتها الأطراف الدولية الداعمة لعملية التسوية بغرض الدفع باتجاه الموافقة على خطة وقف إطلاق النار المقترحة من الأمم المتحدة والمسماة الإعلان المشترك والتدابير الإنسانية المرافقة لذلك والذهاب نحو محادثات سياسية شاملة.

هذا التعنت جاء وسط تحذيرات أممية من أن البلاد على وشك الوقوع في المجاعة، وتشديد الميليشيا القيود على عمل المنظمات الإغاثية المحلية والدولية وحرمان مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم وفرض عمولة تجاوزت أربعين في المائة على رواتب الموظفين والمتقاعدين المحولة من مناطق سيطرة الشرعية.

وبدلاً من الانخراط في اجراءات جديدة للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية، نشطت ميليشيا الحوثي في تحشيد الفقراء والباحثين عن مصدر للرزق ودفعت بهم إلى الجبهات باعتبارها المكان الوحيد الذي يمكن للناس الحصول فيه على رواتب زهيدة لا تتجاوز المئة دولار في الشهر إلى جانب السلال الغذائية التي يتم أخذها عنوة من المنظمات الإغاثية وتوزيعها على المنخرطين بالقتال في صفوفها.

الشرق الأوسط: معارك في مأرب والجوف تستنزف الحوثيين والجيش اليمني

استنزفت المعارك المستمرة التي يخوضها الجيش اليمني ورجال القبائل بإسناد من تحالف دعم الشرعية، في جبهات مأرب والجوف ونهم، المئات من قادة الميليشيات الحوثية، خلال الأسابيع الثمانية الماضية، وسط وعود من قادة الجيش باقتراب استعادة مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف).

جاء ذلك في وقت تواصل فيه الجماعة الانقلابية خروقها للهدنة الأممية في الساحل الغربي لليمن؛ حيث محافظة الحديدة، بالتزامن مع استمرار ألغامها في حصد أرواح المدنيين من الأطفال والنساء في أكثر من منطقة يمنية.

وفي هذا السياق، ذكر الإعلام العسكري الرسمي، أن قوات الجيش اليمني تواصل في جبهة مديرية نهم شرق صنعاء عملياتها التي كبدت الجماعة الحوثية عشرات القتلى والجرحى، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية.

وأفاد الموقع الرسمي للجيش بأن المعارك والاشتباكات اشتدت في اتجاه مفرق الجوف ووادي الجفرة، وصولاً إلى وادي حلحلان، إلى الشمال الغربي من محافظة مأرب؛ حيث تكبدت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران خسائر كبيرة في أرواح عناصرها وآلياتها التي دمرتها غارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.

وفي أطراف مديرية مجزر شمال غربي مأرب، شن الجيش هجوماً ناجحاً باغت فيه عناصر الميليشيا في مواقعها، مكبداً إياها قتلى وجرحى، إضافة إلى إحراق آليات ومعدات عسكرية، بحسب المصادر نفسها.

بالتزامن مع هذه التطورات، استمرت مدفعية الجيش اليمني في استهداف تعزيزات وتحصينات الميليشيا في جبهات المخدرة، وجبل هيلان، موقعة الخسائر الفادحة في صفوف الميليشيا المتمردة، والتي شوهدت وهي تخلي قتلاها وجرحاها إثر الاستهداف، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت).

وعلى وقع هذه العمليات وخصوصاً في محافظة الجوف، أكد ركن أول عمليات المنطقة العسكرية السادسة، العميد الركن صالح علي البيل، أن ميليشيا الحوثي مُنيت بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد في معركة الجوف الأخيرة التي وصفها بأنها «الأكبر خسارة والأشد إيلاماً للميليشيا الحوثية، على صعيد قياداتها ومعداتها، منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات».

وقال العميد البيل في تصريحات رسمية نقلتها عنه صحيفة الجيش اليمني، إن «هناك آلاف القتلى والأسرى من الحوثيين، بينهم قيادات كبيرة، بعضها مقربة من زعيم الميليشيا، ومن بين القتلى الذين غررت بهم ميليشيا الحوثي من الجنسية الإثيوبية».

وأوضح ركن أول عمليات المنطقة العسكرية السادسة، أن مساحة المناطق التي تم تحريرها أخيراً من خلال محاور المنطقة الثلاثة، الشمالي والأوسط والجنوبي، تقدر بأكثر من 81 كيلومتراً.

وأشار البيل إلى أن «قوات الجيش الوطني وإلى جانبها رجال القبائل، باتت على مشارف منطقة الروض» وقال: «خلال الأيام القادمة سيتم تحرير كافة مناطق الجوف، وصولاً لمدينة الحزم عاصمة المحافظة».

وحول الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للمناطق التي حررها الجيش الوطني ومعه القبائل وبإسناد طيران التحالف، أكد القائد العسكري اليمني أن المعارك والضربات الجوية «قطعت رأس الأفعى التي كانت تحاول الالتفاف على مأرب من منطقة الرويك، والوصول إلى صافر وقطع الخط الدولي، فضلاً عن أهمية تحرير معسكر الخنجر الاستراتيجي، كونه يشرف على مناطق مهمة، أهمها سوق الثلوث ومنطقة صبرين والمهاشمة».

وأضاف: «هناك أهمية استراتيجية لاستعادة جبهة النضود ودحيضة، وجبال الشهلاء والصيعري وغيرها، تكمن في أنها المفتاح لدخول مدينة الحزم».

وعلى صعيد الخروق الحوثية المستمرة، أفاد الإعلام العسكري بأن القوات المشتركة في الساحل الغربي رصدت (السبت) أربع طائرات استطلاع لميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً، فوق الحديدة، ضمن خروق الجماعة المتواصلة للهدنة الأممية.

ووفقاً لمصدر عملياتي في القوات المشتركة، نقل عنه المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة»، فإن طائرات الاستطلاع الحوثية رُصدت في ثلاث مناطق متفرقة من الحديدة، وهي مديرية التحيتا، ومدينة حيس ومنطقة الجبلية.

ويأتي التصعيد الحوثي بالطيران المسير بالتزامن مع عمليات استهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، تنفذها الميليشيات على الأحياء والقرى السكنية في الحديدة.

وأفادت المصادر العسكرية نفسها بأن الميليشيات الحوثية عاودت أمس (السبت) استهداف الأحياء السكنية في مركز مدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة بالأسلحة المتوسطة، ما أثار حالة رعب وفزع في صفوف المدنيين؛ لا سيما النساء والأطفال الذين يعيشون في حالة خوف دائم جراء قصف ميليشيات الحوثي المتواصل لمنازلهم.

وفي سياق استمرار سقوط المدنيين ضحايا للألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية، أفادت مصادر محلية وطبية بأن لغماً من مخلفات الجماعة انفجر في مديرية حيفان جنوب مدينة تعز، ما أدى إلى مقتل طفل يدعى بكر وائل خليل العبسي وإصابة طفلين آخرين، وذلك أثناء لعبهم جوار المنزل.

وتقول إحصاءات محلية يمنية إن ألغام الجماعة الانقلابية تسببت منذ الانقلاب على الشرعية أواخر 2014 في مقتل أكثر من 800 مدني، نصفهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن إصابة نحو 1500 آخرين.

وكان المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) والممول من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة، أعلن أخيراً أنه تمكن من نزع 200 ألف لغم وقذيفة غير منفجرة من مخلفات الميليشيات الحوثية في مختلف المناطق اليمنية التي تعمل فيها فرق المشروع.

تصنيف الحوثيين وتصعيدهم... عندما تتداخل الصورة «الأكبر» للصراع مع التفاصيل

تراقب عواصم العالم عن كثب مرحلة المخاض التي دخلها النظام الدولي، في أعقاب الانتخابات الأميركية.

اليمن كغيره من البلدان يدرس المشهد العام ليرسم ما يجدر اتخاذه من أجندة خلال التعامل مع الإدارة الأميركية المقبلة.

الصراع الذي بدأ في البلاد منذ سبتمبر (أيلول) 2014، نهش آمال الشعب اليمني الذي لم يرَ «أسوأ» من كابوس الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران منذ نشأة الجمهورية عام 1964، والاستقلال جنوباً من الاستعمار البريطاني عام 1967.

خلال هذا العام، شهد اليمن منعطفات مهمة تصاعدت خلال الشهرين الماضيين، وحتى عند الباحثين، يبدو أن الصورة «الأكبر» للصراع بدأت تتداخل مع التفاصيل، سيما في مسألة تصنيف واشنطن الحوثيين جماعة إرهابية.

من الرياض، سألت «الشرق الأوسط» الدكتور هشام الغنام، وهو متخصص سعودي في السياسة والعلاقات الدولية، ويعمل كبيراً للباحثين بمركز الخليج للأبحاث عن مسألة التصعيد الأخيرة، فقال: «من أهم الأسباب برأيي هو أن ضربة أميركية تجاه المنشآت النووية الإيرانية ما زالت على الطاولة، رغم الأخبار التي تتردد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تلقى تحذيراً من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع أوسع نطاقاً يؤجج معظم أنحاء الشرق الأوسط، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد تنفيذ ضربة خاطفة للمنشآت النووية الإيرانية من أجل قتل الاتفاق النووي تماماً، وحتى يصعب إحياؤه أو إرجاعه مرة أخرى. وفي حالة أي رد إيراني، يمكن لإدارة ترمب أيضاً أن تتدخل عسكرياً حماية لإسرائيل. لذلك بالنسبة للإيرانيين فالتصعيد في هذه المرحلة، وحتى قدوم إدارة بايدن يبدو خياراً منطقياً، لكن هذا لا يعني أنه سيكون خياراً ناجحاً أو سيمنع إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو أخرى».

في واشنطن، نشرت وسائل إعلام أميركية عن نقاشات إذا أراد المتأمل أن يسميها بلطف، حول تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية. وإذا كان المتأمل أكثر واقعية، فقد يقرأها على أنها «جدل بين الموظفين في الخارجية وأولئك الذين يأتون ويذهبون مع تغير الإدارة»، وفق دبلوماسي سابق فضل عدم الإشارة إلى اسمه. النقاش بحد ذاته أو الجدل في الخارجية الأميركية وأي جهاز حكومي ذي صلة في الولايات المتحدة حول تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يشي بأن الاستراتيجية السابقة التي كانت تركز على خلق عناصر جذب لبعض الحوثيين للتخلي عن إيران أصبحت فكرة تقع بين مرحلتي «السذاجة» و«المستحيل»، وفقاً للدبلوماسي نفسه.

- لماذا الآن؟

في صنعاء، يقيم عبد الرضا شهلائي مساعد قاسم سليماني الذي كان قاب قوسين أو أدنى من اللحاق به في الليلة نفسها التي قتل فيها بضربة أميركية ببغداد مطلع العام الحالي، وهو عضو في الحرس الثوري، المنظمة الإيرانية المصنفة إرهابية في واشنطن، وجاء ظهور «السفير» الإيراني المزعوم حسن إيرلو وهو عضو في الحرس الإيراني أيضاً مفسراً لليمنيين أسباب تصعيد عسكري غير مبرر من الحوثيين، من ناحية الإصرار على استهداف مناطق مدنية سعودية وأخرى يمنية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة من دون طيار، فضلاً عن شن هجمات بزوارق مفخخة على ناقلات في البحر الأحمر وزرع مزيد من الألغام البحرية، إلى جانب المحاولات العبثية لتحقيق نتائج على الأرض في جبهات مأرب والجوف.

من عمّان، يقرأ محمود شحرة وهو الملحق الإعلامي لليمن بسفارة اليمن في الأردن تصعيد الحوثيين الأخير على أنه «اعتقاد إيراني بأن التحالف سيفقد دعم الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن»، واعتبر شحرة هذه القراءة غير دقيقة على الإطلاق، معللاً بأن «إدارة بايدن لا تختلف عن مثيلاتها، فهي ما زالت تعتبر النظام الإيراني نظاماً يهدد الأمن والسلم الدوليين».

ويقول الملحق الإعلامي اليمني في الأردن: «من الصعب أن يبدأ بايدن بخطوات جريئة للتقارب مع إيران، فالنخب الأميركية ما زالت تعتقد أن إيران دولة متطرفة، وفي القانون الأميركي والتشريعات الرسمية الحرس الثوري مصنف منظمة إرهابية».

وأضاف شحرة أن «العلاقات والتنسيق التاريخي الكبير بين السعودية والولايات المتحدة واسع على كل المستويات فيما يتعلق بالوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في المنطقة».

- «كرة سياسية»؟

في عدن، احتشد 15 ألف شخص، ليس للتظاهر أو الاحتجاج، بل لحضور مباراة كرة قدم فاز فيها فريق «الوحدة» على نظيره «التلال» بهدف واحد، بمناسبة ذكرى الاستقلال «30 نوفمبر».

يقول الدكتور حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني: «الفائز الحقيقي هو تلك الجماهير الكبيرة التي احتشدت بملعب (الشهيد الحبيشي)... المباراة أعادتنا إلى الزمن الماضي الجميل».

ولكن ما دخل الكرة بالمشهد السياسي؟ سألت «الشرق الأوسط»، فأجاب الوكيل: «إنه استئناف لتطبيع الحياة بعدن، وللتأكيد على رسالة السلام والاستقرار في العاصمة المؤقتة، والمضي في تنفيذ أجندة الحكومة المتمثلة في الاستقرار والخدمات وعودة الحياة الطبيعية في عدن».

وبسؤاله عن التصعيد الحوثي الإيراني في هذا التوقيت، يقول الكمالي الذي شارك كعضو بالفريق الإعلامي للحكومة اليمنية في مشاورات السويد: «في تصوري؛ يعد التصعيد تأكيداً للسيطرة الإيرانية الكاملة على القرار السياسي والعسكري داخل صنعاء، وما يفعله الإيرانيون في المرحلة الانتقالية مع صعود جو بايدن، ويبدو أن النظام الإيراني يريد استخدام الحوثيين أداة أو ورقة لإرسال رسالة لواشنطن مفادها (نحن هنا) فتعالوا لنتفاوض، وهذا يخرج الحوثيين من القرار السيادي الذي يدّعونه».

ويعرج الوكيل على فرضية انفصال الحوثيين عن إيران، ويقول: «هذا يضع التحليل السابق الذي كان يذهب إليه البريطانيون والأميركان بأن الحوثيين من الممكن أن ينفصلوا عن إيران في موضع شك، فهم يوماً بعد يوم يثبتون مساعيهم في تحويل اليمن إلى قاعدة إيرانية خالصة في خاصرة العالم العربي».

- الخطاب يترجم التباينات

يظهر لمراقبي المشهد اليمني تبايناً في الخطاب الذي تحرص الأطراف الفاعلة والمنخرطة على تقديمها، فالخطاب الذي يترجم أفعالاً تذهب إلى التسوية يختلف عن ذلك الذي ينشر التزييف والحض على الموت.

ومن دون العودة إلى المراجع والمصادر، يكفي انطباعياً قراءة خطاب الحكومة اليمنية الذي يصب دوماً نحو التسوية ودعم المبعوث الأممي إلى اليمن ومساره للتسوية، ودعوات للحد من «كارثة صافر» المحيقة بالبيئة والاقتصاد، فضلاً عن انخراط إيجابي في اتفاق الرياض ومكافحة «كورونا».

أمام ذلك، يركز الخطاب الحوثي على خلق انتصارات وهمية في الجبهات خصوصاً مأرب والجوف، وإعلانات إطلاق هجمات ضد مناطق سعودية ومنشآت حيوية (أحبط التحالف أكثر من 99 في المائة منها)، مقابل تشييع مئات القتلى، ما يكشف تشوش الصورة التي لدى أتباع الجماعة، فضلاً عن مراوغات سياسية حيال ملفات الأسرى والمعتقلين، وعرقلة الوصول إلى «صافر»، فضلاً عن إيجاد الصعوبات تلو الأخرى أمام الإعلان المشترك.

ولعل هذه القراءة لم تركز على جرائم سرقة المال العام والطعام والبنك المركزي اليمني من قبل الحوثيين، فضلاً عن حالات انتهاك حقوق الإنسان بشكل عام وزرع الألغام وتجنيد الأطفال، وهي سلوكيات لم تكن جديدة منذ مطلع العام، فهي وفق التقارير اليمنية منهج حوثي منذ بدء الانقلاب.

أما خطاب التحالف، فيجد المتابع أنها جهود تدفع إلى السلام والتوافق والتسوية. فمنذ مطلع العام، أعلن هدنة أحادية استمرت 6 أسابيع ووجدت ترحيباً واسعاً من المجتمع الدولي، وكانت استجابة لإعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوقف صراعات العالم، ووجد ذلك ترحيباً دولياً وتهرباً حوثياً. كما برز دعم التحالف اتفاق الرياض ومساعدة الأطراف اليمنية على التوافق بآلية تسريع لتنفيذ الالتزامات.

وتجدر الإشارة إلى أن غالبية العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف كانت دفاعية ضد الهجمات الحوثية على الجبهات، أو لتحييد القدرات النوعية التي حصل عليها الحوثيون بمساعدة إيران، فضلاً عن إحباط 166 لغماً بحرياً زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي في جنوب البحر ومضيق باب المندب ونحو 54 عملية صد لهجمات بزوارق حوثية مفخخة.

إضافة إلى ذلك، ركزت السعودية على جملة مشاريع تنمية وإعمار وصلت إلى 193 مشروعاً في 14 محافظة، بحسب «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن»، الذي نفذ 25 مشروعاً للطاقة، و33 مشروعاً للمياه، بينما كان نصيب النقل 35 مشروعاً، والصحة 23 مشروعاً. كما نفذ البرنامج السعودي 14 مشروعاً لتشييد وتأهيل 14 مبنى حكومياً، إضافة إلى 40 مشروعاً للتعليم، و16 مشروعاً للزراعة والثروة السمكية، و8 برامج تنموية أخرى.

العربية نت: عقب ارتفاع خسائرها.. "الحوثي" تستنفر وتخنق الإنترنت

في ظل تزايد حجم الخسائر البشرية التي تتكبدها في جبهات مأرب والجوف، وتصاعد حملات المطالبة بإدراج الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب، أقدمت ميليشيات الحوثي على حجب عدد من المواقع الإلكترونية في مناطق سيطرتها منذ أمس الجمعة.
وأفادت مصادر في صنعاء، السبت، أنه تعذر عليهم فتح أو تصفح عدد من المواقع الصحافية المناهضة لميليشيات الحوثي وبعض المواقع وذلك عبر شركتي الاتصالات "يمن نت"، و"يمن موبايل" الخاضعتين لسيطرة الميليشيات.

ووصف مراقبون اللجوء لحجب المواقع الإلكترونية بأنها عملية دأبت الميليشيات على اتباعها بشكل ممنهج في محاولة لإخفاء حقائق خسائرها في الجبهات وتصاعد النقمة الشعبية ضدها.

استياء كبير
يذكر أن مناطق الحوثي تشهد استياءً كبيراً بسبب تردي الأوضاع المعيشية وامتناع الميليشيات عن دفع نصف الرواتب التي كانت وعدت بها الموظفين المحرومين من معاشاتهم منذ سنوات.

في السياق أيضاً، تظاهر آلاف اليمنيين في تعز، الجمعة، للمطالبة بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية.

ونظم التظاهرات ناشطون ضمن حملة شعبية انطلقت قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #صوت_واحد_الحوثي_جماعة_ارهابية.

كما طالب المحتجون من المجتمع الدولي تصنيف الحوثي جماعة إرهابية بسبب جرائمها التي لا تقل وحشية عن بقية الجماعات الإرهابية.

تهدد الملاحة
في غضون ذلك، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، الجمعة، أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تهدد أمن الملاحة البحرية.

وأعلن أنه تمكن من اكتشاف وتدمير لغمين بحريين زرعتهما الميليشيا في جنوب البحر الأحمر.

يشار إلى أن تهديدات الميليشيا لأمن الملاحة مكررة، فقبل أيام أيضاً أعلن التحالف تدمير زورق مفخخ وإحباط عمل إرهابي جنوب البحر الأحمر، مضيفاً أن أضرارا طفيفة طالت سفينة تجارية جراء شظايا المحاولة الإرهابية.

شارك