أردوغان يبرر أطماعه في سوريا وليبيا بالدفاع عن المظلومين
الإثنين 30/نوفمبر/2020 - 12:06 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
يجيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحاضرة عن حقوق المستضعفين، ويقول إن التدخل التركي في مناطق النزاعات جاء للدفاع عن المظلومين.
وادّعى أردوغان، أن هناك مسؤولية ملقاه على عاتقه مع ملايين المسلمين حول العالم بصفته أحد أفراد الأمة الإسلامية.
وزعم أردوغان في كلمة له، السبت 28 نوفمبر خلال مشاركته عبر اتصال مرئي في المؤتمر السنوي الـ23 للجمعية الإسلامية الأمريكية، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول التركية: إننا مكلفون بالدفاع عن المظلومين السوريين والأطفال اليمنيين الذين يعانون من الجوع والأمراض، وحقوق الأيتام الفلسطينيين، أن تركيا تتعامل مع الأزمات المختلفة في العالم الإسلامي من هذا المفهوم من فلسطين إلى ليبيا ومن قره باغ إلى سوريا”.
واستكمل أردوغان مزاعمه، بأن بلاده تحتضن منذ قرون طويلة أناسا من ثقافات وأديان مختلفة وتسعى للوقوف في وجه النزعات العرقية والمذهبية، وتهدف لسياسة متوازنة وعادلة حول الحريات الدينية وتقدم نموذجا للبشرية جمعاء.
هذا ما يقوله أروغان لكن ماذا تقول الوقائع؟
أدى التدخل العسكري التركي شمال شرقي سوريا إلى مقتل العشرات وتشريد مئات الآلاف، وشن الجيش التركي والفصائل الموالية له عمليات تهجير منظمة من قرى المنطقة وخطف وقمع واعتقالات تعسفية.
وعمدت أنقرة إلى تتريك تلك المناطق باللغة والعملة، وإلى جانب كل هذا تورط ضباط أتراك بتهريب الآثار من سوريا، حيث صرح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "أن جميع الآثار السورية تنقل وتباع داخل الأراضي التركية.. وهناك مشاركة لضباط أتراك في عملية سرقة آثار سورية.. واعتقال أحد الضباط من قبل حاجز للقوات التركية قبل أيام في نقطة المسطومة بإدلب ما هو إلا لذر الرماد في العيون.
وأضاف عبدالرحمن "آثار سورية تسرق منذ زمن بعيد.. وشاهدنا سرقة الفصائل الموالية لتركيا للآثار والتنقيب عنها في عفرين وتل أبيض.. وإدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام أيضاً.. الحكومة التركية تسرق تاريخ سورية وبيعه داخل تركيا لتجار الآثار".
وتابع مدير المرصد "هناك أكثر من 25 موقعاً أثرياً جرى نهبه في عفرين برعاية القوات التركية والمخابرات التركية. وعلى المعارضة السورية أن تعمل لمصلحة سورية لا أن تخضع للحكومة التركية على حساب مصلحة الشعب السوري".
ووفقًا لتقارير صحفية شكلت قرى شمال شرقي سوريا خزان المرتزقة الذين تجندهم أنقرة لتنقلهم إلى ساحات قتال عابرة للحدود.
فمن هناك انطلق أكثر من 10 آلاف مرتزق للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق بينهم أكثر من 150 طفل من الأطفال الذين تحدث أردوغان عن دعمهم.
وإلى ناجورني كاراباخ حيث بدأت تركيا استنساخ سيناريو التغيير الديمغرافي الذي نفذته في سوريا فنقل أردوغان عشرات الأسر العربية والتركمانية من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى الإقليم. وكشفت تقارير إعلامية أن أنقرة وعدتهم بالحصول على الجنسية الأذرية.
وإلى اليمن وصلت الأيادي التركية التخريبية لدعم تنظيم الإخوان عبر حزب الإصلاح، والانطلاق أيضًا كان من الشمال السوري، حيث فتحت الاستخبارات التركية مكتبًا في عفرين لتسجيل المسلحين الراغبين بالذهاب إلى اليمن.
وبعد كل هذا يمكن أن يحاضر أردوغان كيفما يشاء عن دفاعه عن المظلومين لكنه في الواقع من أبرز ظالميهم.