استراتيجية المعسكر الفائق.. كيف استفادت بوكو حرام وداعش من خطة الجيش النيجيري
كشف
تقرير أمني أفريقي عن المكاسب التي حققها تنظمي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد «بوكو
حرام» الارهابية، وولاية غرب إفريقيا الإسلامية (ISWAP) الموالية لتنظيم داعش
الارهابي ، من استراتيجية الجيش النيجيري الجديدة في مواجهة الجماعات الارهابية .
وأوضح
معهد الدراسات الأمنية الافريقي «ISS»، أن «استراتيجية المعسكر الفائق»- تعني الكمائن
الامنية الكبيرة (العدد والتسيح) بدلا من
نقاط التمركز الصغيرة- رغم انها نجحت في تعزيز الموقف القتالي للجيش النيجيري في مواجهة هجمات «بوكوحرام»، إلا انه ايضا هذه
الاستراتيجية حقق مكاسب للجماعات الارهابية.
في العام
الماضي ، بدأ الجيش النيجيري في سحب الجنود من القرى وتشكيلات الوحدات الصغيرة والقواعد
إلى معسكرات أكبر وأقوى وأفضل تجهيزًا. سعت «استراتيجية المعسكر الفائق» هذه إلى تعزيز
الموقف القتالي للجيش وتعزيز مقاومته لهجمات بوكو حرام على قواعده.
وأوضح
تقرير معهد الدراسات الأمنية الافريقي «ISS»أن «استراتيجية
المعسكر الفائق أدى بالفعل إلى تحسين قدرة الجيش النيجيري على مواجهة بوكو حرام ، لكنه
أدى أيضًا إلى تآكل حماية المدنيين وحصولهم على حياة أمنة وتوفير وسائل المعيشة.
من
جانهم عمل جماعة «بوكو حرام» الارهابية- جماعة أهل السنة والجهاد، وولاية غرب إفريقيا
الإسلامية (ISWAP)
الموالية لتنظيم داعش الارهابي، على الاستفادة من الثقوب التي تركتها استارتيجية
الجيش النيجيري ن حيث اتاحت لهم التحرك
بحرية اكبر من السابقن كذلك عمقو علاقتهم بالعديد من القوى المجتمعية في المناطق
التي تقع تحت نفوذهم وأيضا توفير التوريدات الخاصة بهم من مواد غذائية وسلاح وايضا أموال، وفق لتقرير معهد
«ISS».
وأوضح
التقرير ان ارهابي بوكو حرام وداعش، زاد من سلطتهم على المناطق التي انسحبت منها القوات
النيجيرية، بالإضافة إلى سيطرتها على العشرات من قرى جزيرة بحيرة تشاد ، أقامت بوكو
حرام نقاط تفتيش تعسفية واعتادت على مهاجمة القرى والمسافرين لإدارة عمليات الأراضي.
ولفت
التقرير إلى تعاظم نفوذ «بوكرحام» أدت إلى
تفاقم عمليات النزوح القسري وحرمان المدنيين من مصادر رزقهم.
و قال
المسافرون الذين تحدثوا إلى معهد الدراسات الأمنية (ISS) إن بوكو حرام أقامت نقاط
تفتيش دائمة على عدة طرق في ولاية بورنو ، مثل مايدوجوري مونجونو ، مونجونو-جاجيرام
، مايدوجوري-دامبوا ، ماجوميري-جوبيو ، شابال-ماجوميري ، جوبيو- كاريتو وكاريتو داماساك
ودامبوا بيو وغيرهم.
وبحسب
شهود عيان ، فإن بوكو حرام تصادر جميع وثائق الهوية الرسمية بعد أن أوقفت الناس عند
نقاط التفتيش الخاصة بهم، كذلك تستهدف خطف المدنيين غير المسلمين، ولكن لا تميز
ذلك في هجماتها لقوات الأمن والمسؤولين الحكوميين والعاملين في المجال الإنسانين
حيث تستهدفهم بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، من اجل الحصول على فدية لتمويل الجماعة
الارهابية.
كما
رصد التقرير تصاعد عمليات العنف والهجمات التي تشنها الجماعة الارهابية ضد
المدنيين، حيث ذبح مقاتلو جماعة بوكو حرام 43 مزارعا على الأقل كانوا يعملون في حقول
الأرز في مدينة مايدوغوري في شمال شرق نيجيريا وأصابوا 6 آخرين بجروح، ونهبو المزارع والمواشي.
وبالمثل
ف ي 3 نوفمبر ، تعرض المسافرون المتجهون إلى مايدوجوري لهجوم من قبل ارهابيو بوكو
حرام في دوغون وايا ، بين ماينوك وجاكانا في منطقة الحكومة المحلية في كوندوغا. بعد
تعرضهم للسرقة ، تم اختطاف خمسة رجال وامرأة. بعد يومين ، اكتشف القرويون جثث الرجال
الخمسة في دالوا في كوندوغا.
ولفت
التقرير الى تغير استراتيجية بوكوحرام في مواجهة الجيش النيجيري، حيث غيرت الجماعة
الارهابية تكتيها العسكري في مواجهة «استراتيجية المعسكر الفائق» عبر استخدام الهجمات الدقيقة والكمائن على الدوريات
العسكرية والمرافقين لأنه من الصعب مهاجمة المعسكرات الكبيرة أو اجتياحها بنجاح.
كما دبروا عمليات الاستهداف للقادة عبر هجمات استهدفت حاكم ولاية بورنو ، باباغانا أومارا زولوم.
ولكن
الايجابية الاكبر من وجهة نظر التقرير لاستراتيجية الجيش النيجيري في مواجهة «بوكوحرام»، هي فقدان الجماعة
الارهابية الحصول على اسلحة قوات الجيش والأمن، نظرا لاقامة الجيش معسكرات كبيرة
في نقاط مختلفة يجعل من الصعب على الجماعة الارهابية السيطرة على هذه المعسكرات
ونهب اسلحتها كما كان يحدث في الماضي من الحصول على اسلحة الامن والجيش في الدوريات
الصغيرة او نقاط التمركزات صغيرة القوة والعدة.
وطالب
معهد الدراسات الأمنية (ISS)
الجيش النيجيري ببذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين وتجنب تصور
أن هناك مقايضة تكتيكية بين سلامتهم وسلامة المجتمعات.