شركات ومشاريع .. الاقتصاد الذاتي ورقة الميليشيات السورية لمواجهة تراجع تمويل تركيا وقطر

الأربعاء 02/ديسمبر/2020 - 12:16 م
طباعة شركات ومشاريع .. علي رجب
 

بدات ميليشيات تركيا في سوريا، انشاء مشاريع اقتصادية، لاستفادة من سيطرتها على مناطق شاسة وغنيبة بالثروات في شمال سوريا، وتعد تجارة الزيتون والوقود، والسلع المستوردة من تركيا أبرز نشاطات هذه الجماعات، مع اتجاه الفصائل السورية المسلحة والجماعات المتسددة الموالية لأنقرة في البحث عن مصادر تمويل في ظل استمرار سيطرتهم على إدلب ومناطق شمال سوريا واقامة حكومة لهذه الميليشيات.
وخلال الاشهر الماضية،  واجهت ميليشيات تركيا  تراجع الدعم المالي بشكل كبير، في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية في تركيا، وازمة مقاطعة قط والتي اثرت على التمويل القطري على الميليشيات.
وهو الذي جعل الميليشيات تبحق عن بدال لغياب الدعم، وما الحلول الممكنة لتجاوز هذا التضييق، سواء في الاعتماد على مصادر تمويل أخرى أو طرح إجراءات من شأنها سد الفراغ المالي والعسكري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هيئة «تحرير الشام» التي يتزعمه قائد جبهة النصرة الارهابي أبو محمد الجولاني، الموالي لتركيا، افتتحت شركة محروقات جديدة ضمن مناطق نفوذها في محافظة إدلب، وأجزاء من ريف حلب.
والشركة الجديدة التي افتتحتها «تحرير الشام» تحت مسمى شركة «كاف» في اطار منظومة اقتصادية للسيطرة على الاسواق  في المناطق الخاضعة لها.
كما اسست «تحرير الشام»  شركة «وتد» وهي تتحكم في سوق المحروقات بشكل كامل ضمن مناطق نفوذ الفصائل السورية المسلحة والجماعات الارهابية الموالية لتركيا  بشمالي غربي سوريا.

المصريد السوري  ذكر أن «تحرير الشام» افتتحت شركة «كاف»  في محاولة منها لاستيعاب غضب واستهجان الأهالي من شركة «وتد» التي يعتبرونها المتحكم الوحيد في تجارة المحروقات، ومنعها لأي طرف آخر من افتتاح شركة منافسة لهم.

وافتتحت شركة «كاف» ، في مدينة سرمدا الواقعة شمالي محافظة إدلب، وقامت الشركة بتوزيع مئات الليترات من مازوت التدفئة للنازحيين في محاولة منها لكسب ود الأهالي، وفي أول لائحة للأسعار تصدر من «كاف» كانت أسعار المحروقات على لائحتها أقل بـ2 قرش عن أسعار شركة وتد، وعلى الرغم من وجود الشركتين في محافظة إدلب، إلا أن أسعار المحروقات في مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل «غصن الزيتون» و«درع الفرات» أقل بأكثر من 10 قروش تركية لليتر الواحد، و8 ليرات تركية لجرة الغاز.
الشركات الاقتصادية لميليشيات تركيا في سوريان يأتي مع وضع الفصائل السورية المسلحة والجماعات الارهابية، مطلع كل عام خطط عمل جديدة على المستوى الإغاثي أو العسكري أو اللوجستي.
كذلك أسس «فيلق الرحمن» مشاريع داخل الغوطة وخارجها، ابرزها «مؤسسة رحمة» بدأت بحفر نفقين تجاريين بين الغوطة ومنطقتي القابون وبرزة اللتين عقدتا مصالحات مع الحكومة السورية.
وعمل «فيلق الرحمن» على تشغيل أنفاقه بتجارة المواد التموينية والأجهزة الكهربائية والهواتف والحواسيب وألواح الطاقة الشمسية، فضلًا عن تحويل العملة وتصريفها، ما در عليه مبالغ طائلة تصل إلى ملايين الدولارات.
كما دخلت ميليشيات تركيا، في مشاريع اقتصادية للحصول على التمويل الذاتي  كمزارع الأبقار والمداجن ومحال تجارية، إضافة إلى القطاع الزراعي عبر زرع مئات الدونمات الأرضية، وتأسيس وحدة زراعية يديرها مهندسون لتمويل التشكيل بالمواد الغذائية اللازمة لإطعام المولين لهذه الفصائل المسلحة.
وتتراوح  رواتب المنطوين في صفوف الفصائل السورية  حاليا مع تصاعد الازمة الاقتصادية في تركيا وتراجع التمويل، من 70 إلى 300 دولارًا ، وفقا لتقارير سورية معارضة.
وتشكل المعابر ايضا ابرز المصادر لتمويل الفصائل السورية،  وهو ما وضح من خلال حرب الميلشيات الموالية لتركا على السيطرة على المعابر .
ويرى مراقبون ان اقتصاد الميليشيات المسلحة والجماعات الارهابية، ارتفع وتيرة خلال الاشهر الماضية، في ظل خطة هذه الميليشيات للبحث عن تمويل ذاتي مع تراجع دعم قطر وتركيا لهذه الجماعات لنظرا للاوضاع الاقتصادية في ظل ازمة كورونا.

وأضاف المراقبون ان البدائل الاقتصادية تشكل نهب لاموال السوريين بشكل  أخر، وكذلك البحث عن اطار مؤسسي في محاولة لتأسيس دويلة في شمال سوريا مواليى لتركيا، مع بقاء مرحلة اللاحرب واللاسلم" ونجاح الجيش السوري في تحرير العديد من المدن اهمها حلب من ايدي الجماعات المتطرفة ودخول البعض في مصالحات وهدنة طويلة مع دمشق.











 


شارك