الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الأربعاء 02/ديسمبر/2020 - 05:27 م
طباعة
اعداد: حسام الحداد
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 2 ديسمبر 2020.
اليوم السابع: لولا جماعة الإخوان ما ظهرت تنظيمات القاعدة وداعش.. وثيقة للبرلمان الألمانى تفضح محاولات "الإرهابية" لتأسيس دولة دينية.. وخبراء: الإخوان أساس كل الأفكار الإرهابية ووعاء لكل التنظيمات المتطرفة
الفكر الإخوانى الذى ينبثق منه الأفكار المتطرفة، والماكينة المنتجة للجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، ليس هذا فحسب بل الفكر الإخوانى يرسخ لفكرة السيطرة على الدولة، أيا كانت هذه الدولة ويتوغل بداخلها ويستحوذ على مفاصلها لتصبح الدولة عبارة عن فرع من فروع التنظيم الدولى للإخوان، وهذا ما كشفت عنه وثيقة للبرلمان الألمانى عن أن تنظيم الإخوان الإرهابى، وبعض التنظيمات التركية تسعى لتقويض النظام الديمقراطى وتأسيس دولة دينية بالبلاد، بألمانيا.
وأوضحت الوثيقة المؤرخة بـ3 نوفمبر ونشرتها صحيفة "العين الإماراتية" أن الجماعات المتطرفة مثل الإخوان وميللى جورش – حركة تركية- تسعى لتأسيس دولة دينية وتقويض النظام الديمقراطي".
وتابعت، "تضم حركة ميللى جورش التركية والجمعيات المرتبطة بها حاليًا حوالى 10000 عضو فى ألمانيا، فيما تملك جماعة الإخوان حوالى 1000 من العناصر الأساسية فى ألمانيا".
وأضافت الوثيقة "تنظر السلطات الأمنية فى ألمانيا إلى الحركات الإخوانية على أنها تهديد أكبر على المدى المتوسط من تنظيمات داعش والقاعدة".
وتمارس جماعة الإخوان نفوذا على المجلس المركزى للمسلمين، وهو المنظمة المظلية الأساسية للمسلمين فى ألمانيا، وفق الوثيقة، ويتجلى تأثير الإخوان فى ألمانيا أيضًا فى العديد من المدارس ومراكز الثقافة، والمساجد، وفق الوثيقة.
وتأتى هذه الوثيقة فى وقت تشن فيه دول أوروبية حملات قوية لمكافحة الإخوان الإرهابية، فيما قال خبراء أوروبيون أن أيديولوجية جماعة الإخوان هى أساس كل الأفكار الإرهابية ووعاء كل التنظيمات المتطرفة التى ظهرت خلال العقود الماضية.
قال فولفرام رايس، أستاذ الدراسات الدينية فى جامعة فيينا والخبير فى شؤون الإخوان، أن "أيديولوجية الإخوان هى أساس الأفكار الإرهابية".
وأضاف أن "القيادى الإخوانى سيد قطب وضع فى ستينيات القرن الماضى الأسس الأيديولوجية للعديد من الجماعات الإرهابية التى ظهرت بداية من السبعينيات". وفقا لتصريحات نقلتها "العين الإماراتية" فيما عدنان أصلان، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فيينا النمساوية: "لا أرى أى فرق بين داعش والإخوان، وبدون الإخوان، ما كان هناك داعش أو القاعدة؛ فالتنظيم هو المصدر الأيديولوجى للحركات الإرهابية".
وأشار إلى أن "هناك وعيا متزايدا بخطورة الإخوان على الديمقراطية وتماسك وأمن المجتمعات فى أوروبا" مضيفا: "بعض الحكومات، مثل الحكومة النمساوية، لن تتسامح مع هذه المنظمة مجددا".
وتتشكل فى الوقت الراهن موجة عاتية تجرف تنظيم الإخوان الإرهابى، وتنهى عصر الملاذات الآمنة فى القارة العجوز.
وتمتلك الإخوان شبكة متشعبة تضم مئات المؤسسات والمساجد وآلاف القيادات فى القارة الأوروبية، وتصنف فى معظم دول القارة وخاصة ألمانيا على أنها "معادية للديمقراطية والدستور"، وسط مطالبات شعبية وحزبية بحظرها.
الدستور: «يغذون نواقص شخصية المواطن العادي».. التحليل النفسي لاستراتيجية الإخوان فى تجنيد عناصرهم (تقرير)
رغم إعلان محكمة جنايات القاهرة "إرهاب"، إعادة إدراج جماعة الإخوان بقائمة الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات من تاريخ صدور القرار، وموافقة المحكمة على طلب نيابة أمن الدولة العليا رقم و1، و2 لسنة 2020 بإدراج المتهمين بالقضية 1781 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا بقوائم الإرهابيين اليوم، ما زالت جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لترسيخ الفكر البدائي بأليات أكثر مرونة، طورتها الجماعة لكي تتوافق مع هذا العصر ليس في مصر فقط بل في العديد من الدول العربية ومع ذلك تحوي في طياتها نفس لب فكرها المتشدد.
ولأن الجماعة بحاجة لضخ دماء جديدة دائما ضمن عناصرها لمحاولة تجاوز جهود الحصر والتحييد التي تواجهها سواء بالفكر أو من قبل السلطات، فغالبا ما يتميز من هم في مرمى هدف الجماعة بسماتهم السيكولوجية المعينة، فيقول إبراهيم عبد الرشيد، أخصائي التحليل النفسي، أن الشخصيات التي تستدرجها جماعة الإخوان تنقسم لثلاثة أنواع، النوع الأول هو شخصية تجمع ما بين الشك واعتقادهم أنهم مصطفون من عند الله عز وجل ومسخرين لشيء محدد، فيدعي أصحابها بأنهم مبعوثين أو مفوضين من عند الله، وقد تتعاظم ذواتهم بشكل مفرط في كثير من الأحيان، وهي شخصية سهلة التجنيد علاوة علي إنها عنيدة ولا تصدق أي كلمة تقال ضد فكرها، لذلك من الصعب تغيير اتجاه هذا النوع من الشخصيات.
وأضاف أخصائي التحليل النفسي، أن النوع الثاني من الشخصيات تكون شخصية فصامية، وصاحبها في البداية غالبا ما يكون مهذبا ومحترما ومسالما ولا يخيل للعامة أنه قد يصبح إخوانيا متطرفا في يوم من الأيام ولكنه ما يلبث أن يلتحي، بل قد يصبح داعشيا أيضا ولعل ذلك مرده هو البنية النفسية لهذا النوع من الشخصيات، التي تحمل بداخلها بذور التحول إذا ما وجدت بيئة خصبة، وصاحب هذه الشخصية تكون لديه محاولات داخلية لإثبات الذات ولكنها تكون محاولات فاشلة لأنه جبان وتكتمل في الاتجاه السلبي بانضمامه للتنظيمات المتطرفة.
واستكمل "عبد الرشيد" أن النوع الثالث والأخير من الأشخاص الذين يسهل إنضمامه واستدراجه من قبل الجماعة بسبب سيكولوجيته، يعاني من اضطرابات الشخصية الحدية، ويكون لديه اندفاع عنيف ويتسم بشخصية المراهق مدى الحياة ما لم يتم علاجه، وعدد كبير من الشخصيات الحدية يكون عنيفا بطبعه ولديه ميول سادية فيجد في التنظيم العنيف وسيلة لممارستها، واختتم أن هؤلاء الثلاث الأنواع من الشخصيات وغيرهم من الشخصيات غير السوية الأخرى، تتسم بشكل عام بالفكر الخرافي الذي يعلق كل شئ علي شماعة الغيبيات أحيانا وهذا فكر فاشل، لا يتواجد في الدول المتقدمة.
وفي هذا السياق تقول راندا حلمي، الأخصائي النفسي والإجتماعي، إن جماعة الإخوان يغذون نواقص شخصية المواطن العادي، فمنهم من ينقصه المال ومنهم ينقصه الإحساس بالذات والبعض الآخر ينقصه الوازع الديني الذي يتم تغذيته بشكل خاطئ من قبل الجماعة، وأضافت أن هناك بعض الشخصيات التي تميل لجلد الذات وفي نفس الوقت التنتقام من المجتمع وهؤلاء من الممكن أن يصبحوا انتحاريين في المستقبل ما لم يتم إعادة تأهيلهم نفسيًا.
من جانبه قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الإجتماع السياسي أن سلطة الإخوان على الأشخاص آتية من كونهم متحدثين باسم الدين، ويزداد هذا التأثير قلما قل وعي المواطن، كما أن قدرتهم على حشد التعاطف عالية وهو الأمر الذي يعد غاية الخطورة.
وأوضح أن الإخوان الأوائل كانوا بالأساس معلمين، والعديد من الاخوان المعاصرين كذلك معلمين مما يجعلهم يجيدون استهداف الشباب، ويعيدون تشكيل عقولهم بما يتوافق مع مصالحهم وسياستهم.
الشرق الأوسط: متلازمة الأعراض السياسية عند «الإخوان»
هناك أربع سمات شخصية يمكن ملاحظتها بشكل واضح عند التعامل مع الأفراد الذين يتبنون الاتجاهات الفكرية العامة لجماعة الإخوان المسلمين: التمجيد والإطراء المبالغ فيه لإردوغان، شيطنة دولة الإمارات ورموزها السياسية والتصور الساذج بتبعية حلفائها، والهجوم اللاعقلاني ضد القيادة السياسية المصرية والجيش المصري، ومشاهدة قناة «الجزيرة» وتوابعها الإعلامية. هذه العناصر الأربعة غالباً ما تكون متلازمة ومتداخلة في كل مكونات الخطاب السياسي الذي ينتجه المنتسبون إلى جماعة الإخوان. بمعنى أنه من النادر جداً أن تجد إخوانياً يعظّم من شخصية إردوغان ويتلمس المسوغات غير المنطقية لكل عثراته وفي الوقت نفسه يتبنى مواقف حيادية حيال القيادة المصرية أو الإماراتية؛ أو العكس. وهذا الأمر يقودنا إلى اعتبار أن كل تلك العناصر الأربعة متداخلة وغير منفصلة، وبالتالي فإنَّ سقوط عنصر واحد منها سيدحض على الأرجح انتماء الفرد إلى جماعة الإخوان؛ إذ يندر في هذا السياق أن يجتمع في قلب من ينتمي إلى جماعة الإخوان تأييد سياسات الرئيسين إردوغان والسيسي معاً، أو مشاهدة قناة «الجزيرة» و«العربية» في آنٍ واحد؛ لأن هذه العناصر غير قابلة للفصل أو الإسقاط في تشكيل بنية الشخصية أو في رسم ملامح الاتجاهات العامة لها. ولهذا السبب فهي تسمى متلازمة، أي مجموعة من الاتجاهات الفكرية المرتبطة مع بعضها والمتداخلة فيما بينها، ومن النادر إسقاط عنصر منها وتبني الآخر عند النظر أو تحليل الشخصية المراد دراستها.
وفي الحقيقة، فإن المشكلة أكثر تعقيداً مما يتصوره الفرد منذ الوهلة الأولى عند رصد مكونات هذه المتلازمة السياسية. فصعوبة التحليل لا تكمن مع المنتسب الأصيل للإخوان (genuine Ikhwan) الذي يعلن بكل صراحة انتماءه للجماعة، والذي تظهر هذه العلامات الأربع في خطابه وأديباته السياسية وتنعكس على سلوكياته بشكل واضح وجلي، ويتبنى هذا الاتجاه الفكري بشكلٍ واعٍ ومقصود. ولكن مكمن الخطورة هو مع الأفراد المتأثرين بأطروحاتهم، والذين تظهر فيهم مكونات هذه المتلازمة السياسية من دون وعي أو قصد، والذين ينكرون انتماءهم للجماعة أو تأثرهم بمنهجها الفكري على المستوى النظري، إلا أن مخرجات سلوكياتهم الاجتماعية ومنتوج خطابهم من حيث الدلالة والمعنى تشير إلى تأثرهم بمرجعية التحليل السياسي للإخوان، وهيمنة هذه المتلازمة السياسية بكل مكوناتها على طرائق تفكيرهم وسلوكياتهم. ولذلك؛ يجدر أن نطلق على هذه الفئة التي تنكر انتماءها للجماعة نظرياً، ولكنها عملياً، وبشكل لا واعٍ وغير مقصود؛ تهيمن عليهم الأعراض السياسية للمتلازمة مصطلح الإخواني المزيف (pseudo Ikhwan). وقد يندرج ضمن هذه الجماعة الأخيرة تيار واسع من اليساريين والليبراليين والكثير من عامة الناس بسبب تغلغل الفكر الإخواني في كل هياكل وبنى رأس المال الاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي. وتتعمق المشكلة بشكلٍ أكبر عندما يوظف الإخواني الأصيل الإخواني المزيف من دون دراية ووعي حقيقي من الأخير بأنه مجرد ترْس في مكنة المشاريع والأهداف الاستراتيجية الكبرى التي يديرها الأول. وقد تكرر مشهد هذا التوظيف البراغماتي في أكثر البلدان العربية عند تحولات «الربيع العربي» في مصر واليمن وتونس وسوريا وليبيا، عندما نجح الإخوان الأصلاء في توظيف الحركات الحقوقية الليبرالية واليسارية والمدافعين عن الحقوق والحريات التي لعبت دور الإخواني المزيف، وقدّمت بشكل لا واعٍ خدمات استراتيجية كبرى لجماعة الإخوان المسلمين، رغم تناقض منطلقاتهم الفكرية وتضارب مرجعيتهم القيمية الكلية في الاستدلال على الواقع السياسي.
وتكتيك تقسيم العمل بين الإخوان الأصلاء والإخوان الزائفين غالباً ما يتم اتباعه في المؤسسات العامة وقطاعات تشكيل الوعي المعرفي والاجتماعي والسياسي. ففي الكثير من الحالات، يتخفى الإخوان الأصلاء وراء الإخوان الزائفين؛ لأن تحقيق أجندتهم الخاصة ونجاح مخططاتهم السرية واكتساب الشرعية الدولية في بعض الحالات مشروط بغياب تصدرهم المشهد السياسي، وإفساح ميدان السلطة للإخوان الزائفين للإدارة الشكلية لصناعة القرارات، في حين أن الإخوان الأصلاء هم من يديرون خيوط اللعبة بأكملها من وراء الستار ووراء الكواليس. وهذا الأسلوب من العمل التكتيكي عادة ما يتكثف في المنظومات العقلانية الأربع المتحكمة في الوعي الجمعي، والتي تشكل أهم عناصر التنشئة الاجتماعية التي تصوغ وتبلور الوعي العام في المجتمع: الإعلام، التعليم، الأسرة، المؤسسات الدينية. وفي الواقع، فإنَّ من يمتلك مصادر تشكيل هذه الرباعية المسيطرة على العقل الجمعي، فقد تحكم في كل مفاصل القوة وهياكل السلطة. بل يمكن القول بأن من يتحكم بوسائل إنتاج تلك القوى الوسيطة العقلانية الأربع هو من سيمتلك روح وعقل المجتمع ويتحكم في بنية الشخصية الاجتماعية الكلية، ويبرمج نشاط وردود الفعل لأفراده. وقد أثبتت التجارب التاريخية بأنَّه في بعض المراحل التي تتآكل فيها القوة الحقيقية للإخوان الأصلاء بالسيطرة على هذه المؤثرات الأربعة، فإنها تحيل سلطة السيطرة بشكل أو بآخر إلى الإخوان الزائفين لتحقيق أجندتهم الخفية بهم من وراء الكواليس.
وفي هذا السياق، من الممكن التمييز بين الإخوان الأصلاء والإخوان الزائفين من حيث الدوافع الآيديولوجية وبنية الشخصية، ففي حين أن الإخواني الأصيل غالباً ما يميل إلى التصريح بميوله ودوافعه الآيديولوجية علانية وبشكلٍ واعٍ والتقلب البراغماتي وفق تغير الظروف السياسية، فإن الإخواني المزيف غالباً ما يكون منفصلاً عن تلك الدوافع الآيديولوجية بشكل لا واعٍ، ومتناقضاً على مستوى الفكر والسلوك، بحيث يؤكد المستوى المفاهيمي والنظري والفكري انفصاله عن جماعة الإخوان، وإنكار انتمائه للمرجعية الفكرية الكلية لتلك الجماعة، في حين أن موجهاته الإدراكية، ودلالات خطابه السياسي، وسلوكياته الذاتية وردود أفعاله تؤكد تأثره بمنظومة التفكير السياسي لتلك الجماعة. ومن المفارقات المثيرة التي تستوجب دراسة إمبريقية واسعة، أن الإخوان الزائفين في بعض الحالات والمواقف السياسية يظهرون ردود أفعال متشنجة أكثر تزمتاً وتعصباً من الإخوان الأصلاء حيال الاتجاهات التي تمس مكونات المتلازمة السياسية المذكورة. بل والأكثر خطورة أن معظم الإخوان الزائفين غالباً ما يكونون أكثر ميلاً للانحياز إلى الدعاية والبروباغندا الإخوانية الفاشية من دون وعي وإدراكٍ حقيقي بأن الأصلاء غالباً ما يوظفونهم «كمطايا أداتية» أو «كحصان طروادة» أو كأدواتٍ سياسية من أدوات الصراع السياسي، وعند لحظة قطف الثمار عادة ما تنفض عملية التواطؤ الضمني مع الإخوان الزائفين ويعاد إنتاج تحالفات جديدة يكتشف في معظمهما الإخوان الزائفون بأنهم خارج منظومة لعبة الخيارات العقلانية التي يتم من خلالها تعظيم المكاسب الذاتية للجماعة، وتقليل الخسائر الممكنة إلى الحد الذي يُقدمُ فيها الإخوان الزائفون قرباناً إلى مذبحة المنافع المحتملة للإخوان الأصلاء، وهو الأمر الذي أفضى إلى صراعات دموية، كحال تحالفات الجماعة مع الناصريين والسادات في مصر، ومع المؤتمريين في اليمن والسودان، والبعثيين في سوريا، وغيرهم من الدول الأخرى.
وليس من المتعذر علمياً قياس تلك المتلازمة السياسية التي تشكل بنية الشخصية الاجتماعية، وذلك عبر توظيف الأدوات البحثية الحديثة في مناهج العلوم الاجتماعية كاستطلاعات الرأي أو الاستبيانات أو المقابلات الشخصية، حتى يتسنى خلق الإمكانية العلمية في عملية التمييز بين الإخوان الزائفين والأصلاء. ففي مقتبل خمسينات القرن المنصرم، حاول مجموعة من كبار علماء النفس الاجتماعي، لا سيما رواد الجيل الأول من مدرسة فرانكفورت، وضع مقياس للتعرف على بنية الشخصيات التسلطية التي كانت «من المحتمل» أن تستبطن ميولاً فاشية معادية للديمقراطية بهدف التمييز بينها وبين «المعادين الأصلاء للديمقراطية»، مع انتشار الحركات الفاشية، وشيوع الأفكار المعادية للسامية، وبروز اليمين المتطرف المعادي للديمقراطية ومؤسسات الدولة في ذلك الوقت. وكان تركيز الدراسة على علاقات الارتباط التي تبرر «إمكانية أو رجحان» تبني الاتجاهات الفاشية في بنية الشخصية التسلطية التي تدفعها لمعاداة الديمقراطية رغم إنكارها لتوجهاتها العدائية، بدلاً من التركيز على «المعادي الأصيل للديمقراطية». وفي حين أطلقوا على النمط الأول من الشخصية «الديمقراطي المزيف»، أطلقوا على النمط الآخر «المعادي الأصيل للديمقراطي».
وقد أُنتجت هذه الدراسة التي تجاوزت الألف صفحة تحت عنوان «الشخصية التسلطية»، وكانت عينة الدراسة فيها واسعة ومناهج المسح البحثي متنوعة؛ إذ اشتملت على ما يربو على ألف نموذج من الاستطلاعات المنظمة للرأي، وعدد كبير من المقابلات الشخصية، فضلاً عن التشخيصات والاختبارات الإكلينيكية. بالإضافة إلى اختبار تسع فرضيات أساسية تشكل متلازمة للاتجاهات الفاشية التي من المرجح أن تبرز داخل بنية الشخصية التسلطية، مماثلة لاحتمالات متلازمة الإخوان السياسية المذكورة. ولعل من أبرز تلك الفرضيات الكامنة المراد اختبارها والتي شكلت في تشابكها وتداخلها متلازمة متماسكة تتمظهر بكل تجلياتها الفاشية في بنية الشخصية التسلطية محل الدراسة، هي: كراهية التغيير الاجتماعي، وغياب الرؤية النقدية للقيم والموجهات الإدراكية للجماعة التي ينتمي إليها الفرد، والانشغال الأخلاقي بالنشاط الجنسي للآخر، وتقسيم العالم لتصنيفات صلبة ونمطية وغير مرنة، ورؤية العالم كمصدر تهديد دائم، وعدم القدرة على تحمل الغموض في تفسير الأحداث وإحالتها إلى مصادر بدائية ومبسطة في منهجية التفكير كنظريات المؤامرة أو الارتكاز على الخرافة، وغيرها من الفرضيات الأخرى.
وقد كان من أهم مخرجات الدراسة، أن إمكانية الاستعداد للاستجابة لإنتاج سلوك فاشي معادٍ للديمقراطية على الأرجح بروزها عند «الديمقراطيون الزائفون» الذين ينكرون نظرياً بأنهم معادون للديمقراطية رغم أن سلوكياتهم الفاشية تبدو عملياً معادية للديمقراطية، وبسبب هذا الميول الفاشي المتناقض واللاوعي فهم أشد خطراً على الديمقراطية من المعادي الأصيل للديمقراطية كما استنتجت الدراسة، وهو الحال الذي يستقيم بشكل أو بآخر مع تصنيفنا للإخواني الأصيل والإخواني المزيف المتنكر لإخوانيته.
وبطبيعة الحال، فإن مخرجات هذه الدراسة قد تعرضت إلى نقد علمي أسوة بأي دراسة علمية، سواء في مجال العلوم الإنسانية أو في ميادين العلوم الطبيعية. بيْد أن هذا النقد المنهجي لم يلغِ حقيقة أن هذه الدراسة شكلت تحولاً علمياً في النماذج الإرشادية في التفكير العلمي في دوائر العلوم الاجتماعية سواء على مستوى البنية النظرية أو على صعيد الإطار والأدوات المنهجية المستخدمة في الدراسة. ورغم أن نتائج هذه الدراسة قد أحدثت ضجة فكرية واسعة في منتصف القرن المنصرم، فإن كثيراً من الباحثين أعادوا إنتاج مخرجاتها البحثية في العقد الأخير من هذا القرن بهدف دراسة بروز اليمين المتطرف في العالم الغربي، وفهم الظاهرة «الترمبية»، التي أطلق عليها بعض أساتذة العلوم الإنسانية مسمى «الترمبولوجي» لإبراز مدى تغلغل عناصر الشخصية التسلطية في الأفراد المنتسبين إلى اليمين المتطرف الذين تقاطعت معتقداتهم الآيديولوجية مع التوجهات الآيديولوجية العدائية للرئيس ترمب.
ما يجدر قوله في الختام، أن طبيعة بنية الشخصية الاجتماعية الفاشية من المحتمل جداً أن تظهر عند اليميني أو اليساري أو الليبرالي المتطرف، كما هو الحال عند الإخواني الأصيل أو المزيف؛ نظراً لتشكل أنماط تلك الشخصية تحديداً من روافد معرفية وإعلامية وسياسية موجهة آيديولوجياً تأبى التصالح مع الواقع الموضوعي لصيرورة الأحداث السياسية السائلة. وهذا النموذج من الشخصية الفاشية المتصلبة في منهجية التفكير الموضوعي، والمتقوقعة حول روافدها المعرفية الضيقة والتي تنتج في الغالب سلوكاً إقصائياً وعدائياً حيال العالم المغاير لها هي ما نطلق عليها في أدبيات العلوم الاجتماعية بنمط الشخصية التسلطية التي تستبطن إمكانات عالية في تبني توجهات فاشية حيال الآخر، والتي يمكن التعرف عليها علمياً من خلال مجموعة من الأنماط القيمية والمعرفية والسلوكية التي تنتج متلازمة كلية، مماثلة لاحتمالية المتلازمة السياسية للإخوان المشار إليها في أعلى المقال. إلا أنه يجدر التنويه بأن هذه المتلازمة السياسية للإخوان ليست حصرية؛ إذ إن بعض الفرضيات المشار إليها آنفاً في دراسة الاتجاهات الفاشية في بنية الشخصية التسلطية تتقاطع إلى حدٍ كبيرٍ مع تفكير وسلوكيات كثير من المنتسبين لجماعة الإخوان، سواء كانوا أصلاء أو مزيفين، وبالتالي من الممكن إعادة إنتاجها واختبارها من جديد، خارج سياق الثقافة الغربية، على الاتجاهات الفاشية في أنماط الشخصية التسلطية عند الإخوان الأصلاء والمزيفين للاستدلال على صحة تلك الافتراضات أو تكذيبها على الأقل في سياق ثقافة محلية مغايرة بهدف التعرف على البنى الاجتماعية المشكلة للدوافع النفسية الكامنة في الأفراد والموجهة سلوكياتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية. ومع كل ذلك، يبقى العامل الحاسم في فرز أنماط تلك الشخصية الإخوانية وتحولاتها العقائدية والسلوكية، والحكم عليها هي بالدراسات التجريبية على غرار الدراسة المذكورة وليس بالاجتهادات الشخصية والبروباغندا المضادة، والأهم من ذلك القدرة الإبداعية للجهة البحثية، سواء كانت ممثلة في فرد أو مؤسسة، في خلق المحفزات والظروف المواتية التي من خلالها يمكن كشف ورصد «الإخواني المزيف اللاواعي المتنكر لإخوانيته» وتمييزه عن «الإخواني الأصيل الواعي والمؤكد لانتمائه للجماعة».
اليوم السابع: وثيقة للبرلمان الألمانى تفضح محاولات جماعة الإخوان لتأسيس دولة دينية بالبلاد
كشفت وثيقة للبرلمان الألماني، أن تنظيم الإخوان الإرهابي، وبعض التنظيمات التركية تسعى لتقويض النظام الديمقراطي وتأسيس دولة دينية بالبلاد.
وأوضحت الوثيقة المؤرخة بـ 3 نوفمبر، ونشرتها صحيفة "العين الإماراتية"، أن الجماعات المتطرفة مثل الإخوان وميللي جورش – حركة تركية- تسعى لتأسيس دولة دينية وتقويض النظام الديمقراطي".
وتابعت "تضم حركة ميللي جورش التركية والجمعيات المرتبطة بها حاليًا حوالي 10000 عضو في ألمانيا، فيما تملك جماعة الإخوان حوالي 1000 من العناصر الأساسية في ألمانيا".
وأضافت الوثيقة "تنظر السلطات الأمنية في ألمانيا إلى الحركات الإخوانية على أنها تهديد أكبر على المدى المتوسط من تنظيمات داعش والقاعدة".
وتمارس جماعة الإخوان نفوذا على المجلس المركزي للمسلمين، وهو المنظمة المظلية الأساسية للمسلمين في ألمانيا، وفق الوثيقة، ويتجلى تأثير الإخوان في ألمانيا أيضًا في العديد من المدارس ومراكز الثقافة، والمساجد، وفق الوثيقة.
وتأتي هذه الوثيقة في وقت تشن فيه دول أوروبية حملات قوية لمكافحة الإخوان الإرهابية.
وقبل يومين، استبقت جمعية "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا"، وهي منظمة مرتبطة بالإخوان، قرار حكومي بحلها في فرنسا، معلنة خروجها من البلاد، فيما يبدو محاولة من التنظيم الإرهابي لتفادي عاصفة الإجراءات الحكومية في عدة دول أوروبية.
أخبار اليوم: وزير الشئون الإسلامية بالسعودية: نتوافق مع الأزهر في التحذير من «الإخوان»
قال وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشيخ د.عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، إن وزارة الشئون الإسلامية بالمملكة، والأزهر الشريف لهما مكانة إسلامية كبيرة، وتعاونهما وتكاملهما في المؤسسات والأفرع سيكون عامل قوة.
وقال إن هذا التوافق والتعاون سيُسهم في نشر المعرفة وإثبات -للعالم أجمع- أن رسالة الإسلام هي التسامح والتعايش والبُعد عن الغلو والتطرُّف.
وأضاف: نحن والأزهر نُمثِّل قمة هرم الدعوة الإسلامية، ونتبادل الزيارات والأفكار ونتباحث في كل المسائل، ونتشارك في المؤتمرات والمناسبات التي تقام بشكل مستمر، وكان لي شرف المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية، وشاركت فيه أكثر من ٤٦ دولة، وكانت له نتائج مثمرة، وهو إحدى خطوات التنسيق والتكامل بين المؤسسة الدينية في المملكة، ممثلة في وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد وهيئة كبار العلماء، وبين الأزهر الشريف، وبما لدينا ولدى الأزهر الشريف من قدرات بشرية مؤهلة علمياً، ولها تاريخ في الدعوة ونشر رسالة الإسلام البعيدة عن الغلو والتطرف فإن أي تعاون أكبر وتكامل أكثر سيكون أثره على المستوى العالمي أكبر وسيختفى معه كل صوت للتطرف وكل صوت يدعو للكراهية، ونأمل أن ينعكس ذلك إيجاباً بإذن الله في كل ما يخدم الإسلام والمسلمين.
وأكد الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، خلال حواره مع جريدة «صوت الأزهر»، أنه لابد من أن ينشط أصحاب المنهج الإسلامي الوسطى المُعتدل في إيضاح الحقيقة والرد على كل الشُّبَه التي يُطلقها أصحاب الفكر المتطرف عبر كل المنصات الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية المجتمعية التي يجب أن تؤخذ من مصادر معلومة وموثوقة لا عن طريق مواقع وحسابات مشبوهة، مشددا على أنه عندما يلزم الصمتَ الصوتُ المعتدلُ سيعلو صوت التطرف، لذلك كان لزاماً علينا ألا نترك للمتطرفين مساحة يتحركون فيها ويعبثون بعقول شبابنا لتدمير أوطاننا وسفك الدماء ونشر الفتنة والخراب، لافتا إلى أن السياسة تخدم الدين وليس العكس كما نراه من جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تسيئ استخدام الدين وتوظفه لخدمة أغراضها السياسية.
وأشار وزير الشئون الإسلامية السعودي إلى أن هناك توافُقا بين الأزهر والهيئات الدينية بالمملكة فى التحذير من ضلالات «الإخوان» والجماعات المتطرفة، وتمثل هذا الاتفاق في بيان هيئة علماء الأزهر في ١٩٥٤ والذي تضمن فتوى عن ضلال الإخوان، وكذلك بيان مرصد الأزهر العام الماضي، وبيان هيئة كبار العلماء في المملكة أتى مُعززاً لجهود المملكة في مواجهة جماعة إخوان الضلال، ولا أحد يُعذَر بالجهل بعد هذا البيان، وهذا التوافق سيؤتى أُكُلَه خيراً وغيثاً على المسلمين وسيُبعد عنهم شر أحزاب الضلال وفتنة المُضلين، مؤكدا أن المملكة تتعامل بهدوء ووفق منهج واضح مع كل الأحداث، وقد سبق البيان خطوات كثيرة في مواجهة الإخوان، فقد تم تجريمهم في ٢٠١٤ وتم محاصرة بؤر تمويلهم، وبيان هيئة كبار العلماء أتى مكملاً لهذه الخطوات، ومُحذراً لمن يدَّعى الجهل، وأثره واضح في الأصداء الإيجابية التي رأينا أثرها محلياً ودولياً، مشددا على ضرورة التصدي لدعوات التيارات المتطرفة لمهاجمة المؤسسات الدينية والعلماء الثقات حتى تخلو لها الساحة لنشر أفكارها المتطرفة، من خلال المواجهة والاستمرار والتواجد، مؤكدا أنه لا يمكن أن ينتصر هذا الباطل، ففي النهاية نحن أصحاب حق وهم أصحاب باطل، نحن النور وهم خفافيش الظلام.
وأكد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ على أن هناك حاجة مُلحة لإيقاف خطاب الكراهية الذي يتبناه البعض تحت راية «حرية الرأي»، والذي تحوَّل لوسيلة يتم تجنيد المتطرفين من خلالها، مشددا على أن المؤسسات الدينية يجب أن تكون قريبة من الشباب، وألا تترك الساحة فارغة ليحل فيها دُعاة الشر والضلال، مشددا على ضرورة اتحاد المؤسسات الدينية المعروف عنها الاعتدال والبُعد عن الغلو، حتى تُصبح رسالتنا واحدة، ونواجه كل ما يمس هوية الإسلام من المتطرفين ومن داعمي خطاب الكراهية، مؤكدا على أن علماء الأزهر ووعاظه، ودُعاة ووعاظ وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة يحملون منهج الوسطية والاعتدال في كل المراكز الإسلامية التي يعملون بها، لافتا إلى أن الإسلام لا يحتاج إلى إصلاح، وإنما نحتاج لتجديد فهم الخطاب الديني، وهو ما بدأنا في المملكة العمل به وكذلك الإخوة في الأزهر الشريف، كما نحتاج للتكامل والتعاون وتبادُل المعرفة، ودعم البحوث والدراسات لكل ما هو جديد في الفقه والتشريع بما يتوافق مع المرحلة.