بفعل تصاعد ممارساتها الإرهابية.. اقتراب تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية تمهيدًا لمحاكمتها

السبت 05/ديسمبر/2020 - 12:52 م
طباعة بفعل تصاعد ممارساتها فاطمة عبدالغني
 
تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن جماعة إرهابي خلال أيام، وتأتي الخطة ضمن إطار الجهود الأمريكية لاتخاذ موقف صارم تجاه الجماعات المرتبطة بإيران في المنطقة.
وبحسب تقارير صحفية فإن تصنيف واشنطن للحوثيين جماعة إرهابية يعني تجفيف مصادر تمويلهم عبر حظر التعامل معهم ماليًا وملاحقتهم قضائيًا، وسيندرج التصنيف حال إقراره ضمن خطوات أخرى تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى تقويض نفوذ إيران في المنطقة.
وبينما حذرت الأمم المتحدة من تصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن في حال تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، توفر قرارات فرض العقوبات الأمريكية عادة استثنائيات إدارية وإعفاءات تسمح بعمل طواقم الإغاثة.
وتحذر الولايات المتحدة وحلفاؤها من استمرار تطوير إيران قدرات وكلاءها الحوثيين في اليمن عبر تزويدهم بعتاد عسكري يستخدم في استهداف مواقع في المملكة العربية السعودية.
ولم يؤثر اقتراب موعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض على اتخاذ القرارات، فبحسب صحيفة واشنطن بواست الأمريكية سيعلن وزير الخارجية مايك بومبيو وخلال أسبوع ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، أعلن قبل نحو أسبوع، أن خيارات الولايات المتحدة مفتوحة للتعامل مع ميليشيات الحوثي في اليمن. 
وأضاف في حديث للصحافيين خلال زيارته إلى الفلبين أن واشنطن تدرس بشكل دائم تصنيف الحوثي جماعة إرهابية.
وانتقد المسؤول الأمريكي ميليشيات الحوثي لفشلها في الانخراط في المفاوضات وإبداء النية السليمة من أجل إنهاء الصراع في اليمن، مضيفاً أن واشنطن كانت طيلة الفترة الماضية تراقب الوضع عن كثب، كما أعلن عن أنه سيكون قرار تصنيف الحوثيين هذا على جدول أعمال الرئيس ترامب خلال المدة المتبقية له في الإدارة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية سيتم الكشف عن عقوبات جديدة على إيران وعقوبات على ميليشيا الحوثي. وفي حال أقر القرار فسيكون كل الأفراد والجماعات التي تتعامل مع الحوثيين المدعومين من إيران تحت طائلة العقوبات المالية، إضافة إلى احتمال ملاحقتهم جنائيًا.
ولم تأتي فكرة إدارة ترامب بحق ميليشيا الحوثي مفاجئة، حيث ذكرت تقارير عدة فيما سبق وجود النية لذلك، خاصة بعد كثرة الانتهاكات التي يقوم بها الحوثيون، سواء باستهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة الدولية، أو استهداف حقول النفط السعودية والمرافق الحيوية، ناهيك عن استهداف المدنيين وعمليات الاختطاف والكثير من الأفعال التي ترقى لجرائم حرب وفقًا لتقرير للأمم المتحدة.
إعلان واشنطن المرتقب تصنيف ميليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" اعتبره سفير السعودية بالأمم المتحدة عبدالله المعلمي أن خطوة إيجابية.
وقال المعلمي في مقابلة مع قناة "العربية" مساء الخميس 4 ديسمبر إن هجمات الحوثيين على السعودية والمدنيين في اليمن تؤكد الطبيعة الإرهابية للجماعة.
وأوضح أن "الحوثيين ينفذون كل الممارسات التي تؤكد أنهم إرهابيون"، مضيفاً أن "الحوثيين ينتهجون أساليب الابتزاز مع المنظمات الدولية والإنسانية.. ويعرقلون إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها".
واعتبر المعلمي أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو "تصنيف عادل ومنصف وحقيقي"، مضيفاً أن "الإدارة الأمريكية الجديدة ستتمسك بقرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية".
في سياق متصل، شدد المعلمي على أن "السعودية تتصدى لسلوك إيران المدمر في المنطقة".
ووفقًا لتقارير صحفية فإن قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية يتزامن مع تصاعد الأصوات الداعية إلى "قانون تجريم الحوثية" على مستوى النخبة اليمنية المناهضة للانقلاب، وبالتزامن أيضًا مع دعوات مماثلة في الدوائر الغربية لتصنيف الجماعة ضمن لوائح الإرهاب.
فمن جانبه قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الخميس 3 ديسمبر إنه لم يعد مقبولا تجاهل المجتمع الدولي لممارسات الميليشيات الحوثية وعقيدتها المتطرفة وشعاراتها العنصرية ونشرها ثقافة العنف والكراهية التي لا تقل فظاعة عن داعش والقاعدة. 
وقال في سلسلة من التغريدات على حسابه في تويتر، إن "المجتمع الدولي مطالب بالقيام بمسؤولياته في تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية تلبية لدعوات اليمنيين، والتزاما بواجباته في صيانة الأمن والسلم الإقليمي والدولي، والحيلولة دون تحويل اليمن منطلقا لنشر الفوضى والإرهاب". 
وأرفق الإرياني مع تغريداته عدة مقاطع من فيلم قصير، من إنتاج مركز سبأ الإعلامي في مدينة مأرب، وقال إنه يبرز حجم المأساة الإنسانية التي خلفها انقلاب ميليشيات الحوثي ومعاناة ملايين النازحين في الداخل والخارج والمعدلات غير المسبوقة للفقر والبطالة.
بدوره أكد الجيش اليمني أن تصنيف مليشيا الحوثي "جماعة إرهابية" يفتح الطريق على مصرعيه أمام محاكمة المليشيا دوليا على الجرائم التي ترتكبها.
وقال العميد الركن عبده مجلي، الناطق العسكري باسم الجيش اليمني، الثلاثاء، إن تصنيف الحوثيين "من الجماعات الإرهابية سيعدّ توصيفاً قانونياً للتمهيد لمحاكمتها ومحاكمة داعميها في إيران". 
وأضاف في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لـ"سبتمرنت" أن مجازر المليشيا الأخيرة في تعز والحديدة إمعان في الإجرام الممنهج، ويحتم على المجتمع الدولي التحرك بكل المستويات لإيقافها.
وتابع أن المدفعية والصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخرى التي استخدمتها المليشيا لضرب منازل المدنيين في تعز والحديدة، يكفي "لمحاكمتها وإدانتها وإدانة داعميها في إيران".  
وأشار إلى أن الوضع يحتم إنقاذ المدنيين، وهي مسؤولية الأمم المتحدة التي ترعى مفاوضات سلام معها، رغم أن الجميع يعلم بأنها ستستمر في انتهاكاتها وتسييرها الطائرات المفخخة على المدن، وإرسال الصواريخ، وتلغيم الطرقات والمراعي، التي تشهد سقوطا شبه يومي للضحايا.

يذكر أنه سبق للإدارة الأمريكية أن فكرت في تصنيف جماعة الحوثي، منظمة إرهابية سنة 2018، إلا أنها تراجعت، لتفادي تعقيد وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن من جهة وتفادي تعريض الغربيين الناشطين في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون إلى الخطر وفق "واشنطن بوست".
ولكن مع العقوبات الدولية ضد إيران، وسعي الإدارة الأمريكية الحثيث لتمديد حملة "الضغط القصوى" ضد نظام الملالي، يبدو أنّ التصنيف بات أكثر ترجيحاً.

شارك