استئناف تركيا إرسال المرتزقة إلى ليبيا... يعرقل مساعي رأب الصدع الليبي
الأحد 06/ديسمبر/2020 - 11:48 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
لم يتوقف التدخل التركي في ليبيا أو يتغير رغم المسعي الدولية لإحلال السلام وإنهاء الأزمة، حيث واصلت أنقرة إرسال مرتزقة من سوريا ودول مختلفة للقتال في ليبيا.
وهو الأمر الذي أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت 5 ديسمبر حيث أفادت مصادر المرصد السوري بتوقف عملية عودة مرتزقة الفصائل الموالية لأنقرة إلى سورية منذ أكثر من 20 يوماً، بعد أن كانت آخر دفعة قد عادت من ليبيا إلى سورية منتصف شهر نوفمبر الماضي، بل على العكس وردت معلومات للمرصد السوري عن نية تركيا إرسال دفعة جديدة من مرتزقة الفصائل السورية نحو ليبيا خلال الأيام القادمة.
ووفقًا للمرصد يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سورية، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، “10000” بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
كما يذكر أن تعداد قتلى المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في ليبيا بلغ 496 قتيلاً.
من ناحية أخرى قال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري: تركيا تعتزم إرسال دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا خلال الأيام القادمة.. ويأتي هذا بعد مدة من توقف عمليات نقل وتجنيد مقاتلين جدد.. أي أنه في مرحلة من المراحل توقفت تركيا عن إرسال المرتزقة إلى ليبيا وأعادت قسم من المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في ليبيا.. ولا يزال في ليبيا أكثر من 7 آلاف مرتزق من جنسية سورية.. بعد أن مضى عام على إرسالهم باتفاق حكومة الوفاق والحكومة التركية الذين لايزالون يستخدمون المرتزقة.
وأضاف عبدالرحمن نتحدث عن إرسال مرتزقة من جنسيات غير سورية إلى الأراضي الليبية في أوقات سابقة.. ومنذ ما يزيد عن شهر توقفت عملية إعادة المرتزقة من ليبيا.. وبدأت عملية تدريبات جديدة للمرتزقة في سوريا وتركيا لإعادة إرسالهم إلى ليبيا.. ولا نعلم إذا ما كانت تركيا ترغب باستخدام المرتزقة ورقة الضغط من أجل تحقيق مكاسب سياسية في ليبيا. ما شاهدناه أن أردوغان لم يتخذ قراره النهائي بسحب هذه الورقة للقول بأنه لا يزال يتحكم بمفاصل الأمور في ليبيا.
ولفت مدير المرصد السوري إلى أنه قبل الاتفاق الليبي-الليبي على إخراج المرتزقة من ليبيا كان هناك عملية عمليات نقل لهؤلاء المرتزقة الذين أدخلتهم الحكومة التركية.. وبالفعل تحدثنا عن 10700 من المرتزقة عادوا إلى سورية عبر تركيا.. وتفاجئنا قبل 20 يوم توقفت عملية نقل المرتزقة.. بينما لا يزال نحو 7000 مرتزق سوري داخل الأراضي الليبية.. وكان هناك حديث عن عودة قسم منهم لكن لم يعودا حتى الآن.
وكانت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز كشفت في كلمتها الافتتاحية في الاجتماع الافتراضي الثالث للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي الأربعاء 2 ديسمبر أن مخزون الميليشيات على الأراضي الليبية يضم 20 ألف مرتزق، مدفوعين بمصالح خاصة وإقليمية، ويغرقون البلاد بمختلف أنواع السلاح وفي المحصلة هو وجود يمثل انتهاك مروع للسيادة الوطنية.
وكشفت المسؤولة الدولية أيضًا أنه توجد 10 قواعد عسكرية تنتشر في جميع الانحاء وليس في منطقة بعينها وهذه المنشآت تشغلها بشكل جزئي أو كلي جهات أجنبية.
وأكدت وليامز كذلك أن هناك دولاً مازالت تصدر الأسلحة إلى ليبيا في ظل إفلات تمام من العقاب، وكذلك جهات محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب، لتحقيق منافع شخصية، وهناك سوء إدارة في الدولة، فيما يتزايد انعدام المساءلة ومشاكل حقوق الإنسان على أساس يومي.
وأضافت هناك "تقارير عن عمليات اختطاف واحتجاز تعسفي واغتيالات على أيدي التشكيلات المسلحة -المليشيات- في جميع أنحاء البلاد".
ومن جانبه قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، إن تركيا أعادت مرتزقة سوريين قاتلوا في أذربيجان إلى ليبيا.
وأوضح المحجوب، في تصريحات صحفية له أن الجيش الليبي رصد وصول طائرات تركية ومرتزقة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن المرتزقة السوريين تم إعادتهم من قبل تركيا على رحلات الطيران إلى ليبيا.
وتابع أن "تركيا مستمرة في خرق اتفاق جنيف ومخرجات مؤتمر برلين"، مشيرا إلى الجيش الليبي يثق أنه سيتم ردعها قريبا.
وأكد المحجوب أيضاً أن "العالم والليبيين الشرفاء لن يتركوا ليبيا لقمة سائغة لتنظيم لإخوان والأتراك والقطريين"، مشيرا إلى أن "تركيا ستجني ثمار تدخلها في ليبيا على أسوأ الدرجات".
وشدد على أن الجيش الليبي ماضي قدما في تنفيذ اتفاق (5+5) لإنهاء الأزمة الليبية، وسيدفع بقوة من أجل تنفيذ الاتفاقيات، موضحا أن سيتم إسقاط التدخل التركي سواء برغبة الليبيين أو المجتمع الدولي.
هذا وتشهد ليبيا جهود عسكرية وسياسية مكثفة على مسارات عدة برعاية الأمم المتحدة لاستئصال شأفة المرتزقة والتوصل إلى تسوية ناجعة تنهي الانقسام السياسي والمؤسساتي المستمر منذ عام 2011.