التصعيد العسكري التركي... يعرقل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة الليبية
الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 12:05 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لسنوات حاولت تركيا فرض الأمر الواقع في ليبيا، ومثل تجارب كثيرة مشابهة استخدمت أنقرة تنظيم الإخوان وجماعات مسلحة أخرى في محاولاتها لإيجاد موطئ قدم لها في هذا البلد، ورغم الاستثمار الواسع من أموال وأسلحة ومرتزقة فشلت تلك المساعي في تشكيل الخارطة الليبية وفقًا للهوا التركي.
ومع كل تقدم تقطعه الأطراف الليبية نحو تحقيق المصالحة وإنهاء الاقتتال تعيد تركيا إشعال فتيل الأزمات لإطالة أمد الحرب.
وهو الأمر الذي أكده مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، اللواء خالد المحجوب، أن تركيا لا تزال تحاول عرقلة الحوار الليبي، من خلال التدخل العسكري وإرسال المرتزقة، لعدم الخروج صفر اليدين، بعد كل تلك التدخلات التي قامت بها، مشيرًا إلى أن هذه "محاولات من تنظيم الإخوان للبقاء في المنطقة".
وقال اللواء خالد المحجوب في لقاء مع شبكة "سكاي نيوز عربية" إن تركيا لا تزال ترسل مرتزقة إلى ليبيا، مضيفا أن الجيش الوطني الليبي رصد وصول بعضهم، إلا أن الأعداد قلت، وتابع "لا يمكن لليبيين أن يقبلوا ببقاء المرتزقة مهما كانت أعدادهم، لأن هذا يمس بالسيادة الليبية ويعرقل ما تم الاتفاق عليه في إطار الحوار السياسي".
وفي هذا السياق، شدد المحجوب على أن الجيش الليبي "على قناعة كاملة بأنه لا يواجه تركيا كشعب، وإنما يواجه تنظيم الإخوان الذي يسعى للبقاء في المنطقة، من خلال أدواته مثل الجماعات المسلحة".
وأضاف "هناك تيار وطني استيقظ الآن في طرابلس وفي الغرب الليبي، أصبح يرفض التدخل التركي وما يحدث من تنظيم الإخوان.. وحتى على المستوى السياسي أصبحت هناك صحوة كبيرة وأصبح الداخل الليبي يرفض هذا التنظيم، رغم ما يقوم به من محاولات لإعادة تدوير بقائه في البلد، وعرقلة كل ما يجعل ليبيا دولة مستقرة".
من ناحية أخرى وجه المسماري في وقت سابق الاثنين 7 ديسمبر الاتهام إلى تركيا بالاستمرار في تزويد حكومة الوفاق بالسلاح والمقاتلين، مؤكدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لإقامة قواعد عسكرية في الأراضي الليبية.
وأكد في مؤتمر صحافي من مدينة بنغازي، وجود مجموعات تتبع حكومة الوفاق تعمل على خرق وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى قلق القيادة العامة من استمرار نقل أنقرة للعتاد والمرتزقة والإرهابيين لليبيا.
وأشار إلى التزام القيادة العامة وتمسكها التام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في إطار لجنة 5+5 في جنيف تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأوضح المسماري أن طائرات الشحن العسكرية التركية مستمرة في نقل الأسلحة والذخائر لغرب البلاد خاصة في طرابلس ومصراتة، مؤكدا أن أردوغان لا يريد السلام في ليبيا ويدفع بمزيد من التعزيزات لتثبيت نفسه في ليبيا ويسعى لابتزاز خزينة الدولة الليبية بإرسال مزيدا من الدعم العسكري، موضحا أن أردوغان يسعى لاستخدام ليبيا كورقة في صراعه بمنطقة شرق المتوسط.
وكشفت مصادر ليبية عن قيام تركيا بجسر جوي غير مسبوق نحو قاعدة الوطية العسكرية بغرب ليبيا.
وأكدت أن القيادة العسكرية التركية أرسلت ست طائرات شحن عسكرية إلى ليبيا، حيث هبطت يومي الخميس والجمعة الماضيين قادمة من قاعدة "مرزيفون" التركية في قاعدة الوطية الليبية الواقعة على بعد حوالي 150 كلم عن العاصمة طرابلس، ونحو 25 كلم عن الحدود التونسية.
وأشارت إلى أن تلك الطائرات كانت محملة بمعدات عسكرية متطورة منها منصات صواريخ أرض / جو، وبطاريات مدفعية ميدان بعيدة المدى، إلى جانب كميات كبيرة من الذخائر الحربية المتنوعة التي يتم تكديسها في هذه القاعدة التي سلمتها حكومة السراج إلى تركيا منذ سقوطها في مايو الماضي.
يتزامن هذا مع تقارير عدة أشارت إلى أن تركيا أوقفت سحب المرتزقة من ليبيا وفقًا للتفاهمات التي تم التوصل إليها عبر وساطات دولية وبدلاً من ذلك أرسلت أنقرة دفعة جديد من المرتزقة.
حيلة أخرى تقوم بها تركيا في معركتها من أجل البقاء في ليبيا والتهرب من تنفيذ المطالب الدولية بإنهاء الوجود الأجنبي من خلال اتفاقيات مع حكومة الوفاق، من بين هذه الاتفاقيات تلك المتعلقة بالتعاون العسكري والتي تتولى بموجبها تدريب مقاتلين تابعين للميليشيات.
ورغم إدراك تركيا في قرارة نفسها أن جودها في ليبيا لم يعد مقبولاً دوليًا فإن تحركاتها مستمرة، ويرى المراقبون أن خطط تركيا هدفها إطالة أمد الأزمة لضمان أقصى استفادة اقتصادية ممكنة من الصراع في ليبيا.
كما تخطط أنقرة لضمان وجود دائم لها عبر أجهزة أمنية وعسكرية بعد أي تسوية سياسية مرتقبة في ليبيا بما يخدم المصالح التركية على المدى البعيد.