أردوغان في مرمي عقوبات الاتحاد الأوروبي

الأربعاء 09/ديسمبر/2020 - 11:08 ص
طباعة أردوغان في مرمي عقوبات روبير الفارس
 
المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن اعتداء أردوغان علي الحدود البحرية في شرق المتوسط ، قد وصلت إلى طريق مسدود هكذا غلق البروفيسور طلعت مليك الذي أكد أن
ألمانيا اتهمت تركيا بالخداع!
واليوم أيضاً بدأت وبشدة تظهر نتائج المحادثات التي تخص ليس فقط شرق المتوسط بل أيضاً منطقة الخليج والشرق الأوسط حيث بدأ الاتحاد الأوروبي يقوم بالدور الذي كانت الولايات المتحدة منوطة به وعليه نرى الآتي:
ـ إيران مصدومة من الاتحاد الأوروبي ـ وأوروبا قلقة من جداً من تصرفات إيران غير المسئولة بحسب المتحدث باسم الدول الكبار كألمانيا وبريطانيا وفرنسا اليوم!
ـ ومِن الأحداث المهمة التي لايمكن فصلها عن موقف الاتحاد الأوروبي يقول الدكتور طلعت مليك أن 
دول الاتحاد الأوروبي بدأت بالفعل منذ عدة أيام في ترحيل أعداد مهولة من المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم بطريقة هادئة وبعيداً عن صخب الإعلام اليساري ـ واليوم كان ترحيل عدد كبير من المغاربة بما فيهم القُصر الذين لم يتعدى سنهم الـ ١٨ سنة وبالاتفاق مع حكوماتهم! 
اما  النقطة  الخاصة بتركيا فقال الدكتور طلعت مليك
تركيا قد وصلت  تقريباً إلى حافة الانهيار الاقتصادي ـ و إمارة قطر، التي كانت تسند الحكومة التركية من الناحية المالية،  لم تعد قادرة اليوم في مواصلة ضخ الأموال إلى تركيا لمساندتها ـ بل وقد توقفت قطر تماماً خلال الشهور الماضية على الاستمرار في الاستثمار وضخ الأموال في تركيا،  مما دعا تركيا بأن ترهن أو تبيع من  أسهم الحكومة التركية أي حوالي  أكثر من ١٠ ٪ من إجمالي أسهم بورصة إسطنبول المملوكة لتركيا، وهذا يعتبر جديد لمعالجة سياسة المديونية لدى الدولة التركية! والجديد بأن تركيا رهنت أسهمها  هذه في  مقابل  الحصول على ٢٠٠ مليون دولار  قد تسلمتها  بالفعل من قطر خلال اليومين الماضيين!
ونعود قليلاً إلى الصراع التركي من جانب ومن الجانب الأخر، اليوناني ـ والقبرصي والفرنسي!  ومن أجل هذا الصراع كانت معظم مناقشات المفوضية الأوروبية الاسبوع الماضي ولم تنتهي بعد والذي انتهى بالفعل هو النقاش مع تركيا ـ  حيث قد وصلت المحادثات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود تماماً!

حتى ألمانيا، التي كانت تلعب دور الوسيط بين تركيا واليونان وبقية الاتحاد الأوروبي ـ أعلنت اليوم على لسان وزير خارجيتها بأنه أصبح من المستحيل مواصلة  المحادثات مع تركيا!  ـ والجديد هو اصطفاف الألمان، مع اليونان وفرنسا وقبرص وأيضاً مع بقية  الأعضاء  الأوروبيين  وجميعهم بصوت واحد ضد تركيا!
وعليه ستجتمع المفوضية لاحقاً لإصدار عقوبات على تركيا وطبعاً منها الجانب الاقتصادي شديد التأثير على الدولة التركية!  ـ وسوف نرى بقية العقوبات!  وعموما ما نلاحظه بأننا نرى أن هناك قاسم مشترك يجمع كل بلدان الاتحاد الأوروبي معاً ضد تركيا  ـ وفي رأي واحد هو: 
موقف تركيا غير القانوني والاستفزازي ـ من خلال إجراءاتها في منطقة شرق المتوسط والمنطقة كلها ومحاولة السيطرة على الغاز في أماكن ليست لها هذا على حد قول المتحدث باسم المفوضية  ـ  وأضاف أن تركيا تهدد السلام والأمن والاستقرار  في المنطة ولم يكن هذا كلام المتحدث بل على غير العادة كلام كل وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بل وتصريحاتهم العلنيةّ  وبهذا هم يوحدون رأيهم    كرأي  واحد ولكن مشترك لأعضاء  مفوضية الاتحاد الأوروبي!
وقال مليك 
والنقطة المهمة التي يجب أن أشير إليها ـ هناك تنسيق على كافة المستويات بين اليونان وقبرص وفرنسا من داخل الاتحاد ومعهم مصر من خارج الاتحاد ـ وهذا التنسيق يتقدمه بالطبع التنسيق العسكري والاستعداد الكامل ـ  وذلك في حالة  فرضية اندلاع حرب وشيكة  الأيام القادمة سواء في شرق المتوسط أو على سواحل ليبيا!
حيث أن الغاز  هو العامل الرئيسي الذي يشغل المنطقة  كلها ويلعب دوراً مهما ورئيسيا في المحادثات ـ واليونان وقبرص ومصر وفرنسا يرون أنه لا أحقية لتركيا في هذا الغاز مطلقاً ـ لأنه في أمكان بعيدة كل البعد عن الأراضي التركية! ـ 
 طبعاً ليس الغاز فقط هو عامل الصراع بل هناك أيضاً ـ نزاع شديد بين اليونان  تركيا على السيطرة على بعض الجُزر ـ فاليونان يريد عن طريق عملية كبيرة يستطيع بها استرداد بعض الجزر اليونانية التي فقدتها اليونان خلال عدة حروب سابقة مع تركيا، وهذه الجُزر، تسيطر عليها تركيا حالياً ـ بالرغم من أن معاهدة لوزان السويسرية لسنة ١٩٢٣م قد أعطت اليونان، الحق في السيطرة الكاملة والسيادة على هذه الجُزر! و على سبيل المثال لمعرفة بعضاً مِن هذه الجُزر ، أذكر واحدة منها وهي تُعد أقرب جزيرة  متداخله بين تركيا واليونان حيث لا يفصلها سوى ٧ كيلومترات مع بقية الأراضي اليونانية وهي جزيرة "كاستيلوريزو"  اليونانية! حالياً  يسيطر عليها الأتراك، بل وقد غيروا اسمها إلى جزيرة "ميس" أو  هكذا ينطقونها باللغة التركية!
واكد مليك أن  الاتحاد الأرووبي  بدأ يسترد عافيته!
حيث يقوم الاتحاد الأوروبي، بدور مهم  وفعال في هذه الفترة التي تكاد ان تكون فيها  الولايات المتحدة شبه غائبة نسبياً، وخصوصاً الإعلام العالمي الذي يركز فقد في  التحدث في مشاكل الانتخابات  الأمريكية الأخيرة! 
لذلك فأن  الاتحاد الأوروبي، قد قرر وبشدة  يقوم بدور الولايات المتحدة ليس فقط في مسائل شرق المتوسط ومشكلة ليبيا بل أيضاً مشاكل مثل المفاعل النووي الإيراني ـ حيث أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ موقف شديد الصرامة ضد إيران ـ بل أن هذا الموقف  أقوى بكثير من أي موقف كانت   تستخدمه الولايات المتحدة  ضد إيران ـ حيث أن أضاف الاتحاد الأوروبي، أمر إيران  بجانب أنها يجب أن تتخلى عن برامجها النووية وليس هذا  فقط  بل منع إيران أيضاً من حيازة   أياً من الأسلحة البالستية أيضاً  ـ و هنا قد خابت مساعي إيران بالكلية وهي  التي كان تعول فيها على الاتحاد الأوروبي! وتعتمد عليه بل   وتعتقد أنه سوف يقف معها ضد الولايات المتحدة الأمريكية! ـ والخلاصة: الموقف يغلي في شرق المتوسط، وفي منطقة الخليج أيضاً  الكل يستعد بل ومستعد ـ والكل في حالة يقظة غير مسبقة وتأهب شديد ـ  حيث هناك قد تكون عملية تصفية حسابات  غير مسبوقة في التاريخ الحديث، بل قد  تدفع فيها تركيا وإيران وبعض البلدان المجاورة لهما، ما هو لم يكن متوقع لهم جميعاً !

شارك