دراسة تكشف أسرار حصول داعش على الأسلحة والأموال المشبوهة
الأربعاء 09/ديسمبر/2020 - 11:44 ص
طباعة
أميرة الشريف
أفادت منظمة كونفليكت آرممنت ريسيرتش غير الحكومية المختصة بأبحاث التسلح خلال النزاعات، في دراسة حديثة بأن تنظيم داعش الإرهابي استعان بشركات وهمية وتحويلات مالية سرية وشركات عائلية سرية ليتكمن زعيم التنظيم من شراء الأىسلحة من جميع أنحاء العالم على الرغم من حربه مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وكشفت الدراسة عن أن داعش استفاد من شبكة توريد واسعة عبر 50 شركة في أكثر من 20 دولة للحصول على مواد تدخل في صناعاته العسكرية، وهو ما كان له أثر كبير في إطالة بقاء التنظيم الإرهابي.
وفي تقرير مفصل نشرته وكالة فرانس برس ، أوضح كيفية تمكن التنظيم المتطرف خلال سيطرته على مساحات شاسعة من سوريا والعراق بين عامي 2014-2019 من شراء أطنان من المواد المتفجرة والمعدات الإلكترونية والطائرات بدون طيار، دون لفت الانتباه.
وذكر التقرير أن التنظيم الإرهابي استطاع شراء متجر هواتف صغير ستة أطنان من عجينة الألمنيوم، فيما دفع موزع صغير للمنتجات الزراعية التركية نحو 200 ألف دولار (165 ألف يورو) للحصول على 78 طناً من الوقود الدافع الذي يستخدم في صنع القذائف.
وكشف التقرير عن أنه بين عامي 2015 و2017، عثر على نحو مئة صفيحة تحتوي على عجينة الألمنيوم المنتجة في الصين في جميع أنحاء المناطق التي سيطر عليها التنظيم.
ووفق المنظمة فقد اعتمد تنظيم داعش بشكل خاص على الأفراد والشركات العائلية التي كانت تعمل كوسطاء بالقرب من مناطق انتشاره، ولا سيما في جنوب تركيا.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أنها ليست في وضع يمكنها من إثبات أن هؤلاء الوسطاء تصرفوا عن دراية، لكنهم شكلوا نقاط اتصال أساسية في سلسلة توريد الجماعة.
كما لفت التقرير إلي أن داعش اشتري أسمدة النترات وعجينة الألمنيوم المستخدمة في إنتاج المتفجرات، بالإضافة إلى وقود الصواريخ والطائرات بدون طيار. وقد حاول تنظيم داعش حتى إنتاج نظام آلي مضاد للطائرات، على الرغم من عدم وجود دليل على نجاحه في ذلك.
كما وثقت المنظمة وجود 28 طائرة بدون طيار تم تعديلها لتكون مسلحة، وقد حاول التنظيم الإرهابي كذلك الحصول على نظام تتبع بصري، وهو عنصر محتمل لنظام آلي مضاد للطائرات في المستقبل.
وتشير الشبكة التي تم الكشف عنها إلى أنها شكلت كياناً يتاجر بحرية في أرجاء العالم الأربعة.
وحدد تقرير المنظمة أكثر من 50 شركة، في أكثر من 20 دولة، قامت بإنتاج أو توزيع منتجات استخدمتها قوات تنظيم داعش، واستند النظام إلى إدارة شركات مسجلة قانونياً، وخدمات لوجستية فعالة داخل دولة الخلافة المزعومة نفسها، ومواقع إلكترونية وهمية، وشبكة اتصالات آمنة، وتحويلات مصرفية، وعمليات دفع عبر الإنترنت.
التقرير أوضح أن تحقيقات سابقة أشارت إلى أن قوات تنظيم داعش استخدمت أفراداً وشركات متمركزة في الدنمارك وإسبانيا وسوريا وتركيا والمملكة المتحدة.
ومنذ نهاية الخلافة المزعومة في مارس 2019، يحاول تنظيم داعش إعادة بناء نفسه في بلاد الشام وتوجيه ما يمكن اعتباره ضربات محدودة ولكن ثابتة، وما تبقى من شبكة إمداده اليوم يبدو أكثر غموضا.
ويصف المحلل المستقل لشؤون سورية ومستشار مجموعة الأزمات (كرايسز غروب) سام هيلر، بأنه نشاط منخفض الموارد.
ويقول هيلر إن كل هذا يبدو رخيصا ويسهل الحصول عليه نسبياً. هذا هو الأساس لتحقيق استدامة مثل هذا النوع من النشاط”.
ويعتقد خبير أسلحة معروف، يطلق على نفسه اسم كاليبر أوبسكورا على شبكة تويتر من جهته، أن تنظيم داعش يشتري اليوم القليل من المعدات في الخارج، باستثناء المعدات المتطورة.
وبالنسبة له، فإن الجماعة المتطرفة تعتمد على ما تبقى لديها من غنائم الحرب المحتملة وكذلك إلى السوق السوداء والميليشيات التي لا حصر لها والجماعات المسلحة وعناصر في القوات الرسمية ميالة للفساد، ولأن المال لا يتوقف عن الدوران فإنهم ما يزال بوسعهم الاستفادة من تجربتهم، وإذا وجد التنظيم نفسه يومًا ما في وضع استراتيجي جيد، فإنه سيكون من الأسهل عليهم إعادة الكرة.