داعش ومحاولات العودة للفلبين

الخميس 10/ديسمبر/2020 - 08:22 ص
طباعة داعش ومحاولات العودة
 
أفاد عدد من التقارير الإخبارية صباح اليوم الخميس 10 ديسمبر 2020، اعتقال قوات الأمن الفلبينية لرجل سعودي بتهمة تسهيله دخول مسلحين من تنظيم داعش من منطقة الشر ق الأوسط إلى البلاد.
وقال موقع "بينار نيوز" عن أحد ضباط الأمن في الفلبين قوله إن المشتبه  يدعى سليمان السحيباني، ويبلغ من العمر 47 عاما وقد جرى اعتقاله يوم الأربعاء الماضي مع زوجته الفلبينية، نورهايا سيلونجان لومانغال، 36 عامًا ، خلال مداهمة لمنزلهم في جنوب مدينة كوتاباتو. 
وقال الرائد إسماعيل مادين، من وحدة التحقيق الجنائي والتحقيق بالشرطة ، إن السحيباني جلب مقاتلين عرب من تنظيم داعش إلى الفلبين، مشيرا إلى أن له علاقات واتصالات مع "جماعة إرهابية" تنشط في جنوب الفلبين وموالية لداعش.
ويعود تاريخ ظهور داعش في الفلبين إلى عام 2016 حيث نشر شرائط فيديو تظهر مئات المقاتلين من الشيشان واليمن والصومال.
وفي العام الذي يليه، استولى المسلحون الذي أعلنوا ولاءهم لداعش، على ماراوي أبرز مدن مينداناو.  واحتاج الجيش خمسة أشهر لاستعادتها في عملية قتل خلالها 900 مسلح بينهم أجانب وأمير التنظيم بشرق آسيا، إيسنيلون هابيلون. 
ويقول خبراء إن المناطق التي ينشط فيها داعش، هي جزر ذات أغلبية مسلمة لدى أبنائها نزعة انفصالية، أبرزها جزر مينداناو وباسيلان وجولو.
وهي مناطق نائية وذات أدغال كثيفة، ما يجعل السيطرة الأمنية عليها صعبة، فمن السهل أن تصبح ملاذا آمنا ومنطقة جاذبة لأعضاء التنظيم الذين يواجهون ضغطا ميدانيا كبيرا في مناطق وجودهم في الدول العربية.
ولعقود من الزمن، ظلت عمليات التمرد المحلية في الفلبين، محصورة في مجموعات إسلامية متطرفة من أمثال جماعة أبوسياف التي قامت بعدة تفجيرات وإعدامات بشعة بحق المدنيين.
ولاحقا أعلنت هذه المجموعات ولاءها للتنظيمات العالمية المتشددة من أمثال داعش والقاعدة.
وخطر هذه المجموعات لم يعد قاصرا فقط على الفلبين، بل يهدد أيضا دول الجوار مثل ماليزيا وإندونيسيا.
ويسعى تنظيم الدولة "داعش" إلى تحويل الفلبين إلى رأس جسر له من أجل نشر أيديولوجيته في آسيا. 
وتبدو الدولة الفلبينية ضعيفة وعاجزة عن الدفاع عن أرضها. رغم هزيمة أنصار داعش عسكريا، استغل هذا التنظيم حرب الشوارع ضد الجيش الفلبيني المدعوم والمجهز من الولايات المتحدة الامريكية، في نشر بروباغاندا خلافته المزعومة. وكانت قد شكلت السيطرة المؤقتة لتنظيم داعش على مدينة ماراوي ذروة عابرة لصراع قديم مشحون دينيا استغله تنظيم داعش لكنه لم يتسبب فيه. فمنذ أكثر من أربعمائة عام يتنامى عداء بن السكان المسلمين وبين المسيحيين من مستعمرين ومستوطنين من شمال الأرخبيل. ولا يزال كثير من المسلمين يشتكون من استمرار التمييز ضدهم من قبل الغالبية الكاثوليكية في البلاد، ما يشكل أرضا خصبة لتنظيم داعش من أجل تجنيد مقاتلين في صفوفه. 

وفي محاولة لعدم عودة داعش أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كريستوفر ميلر، الثلاثاء الماضي 8 ديسمبر 2020، تسليم أسلحة تقدر قيمتها بما يقرب من 30 مليون دولار إلى الفلبين، التي تواجه تهديدات من مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش.
جاءت تصريحات ميللر خلال زيارة قصيرة لمانيلا، حيث التقى نظيره الفلبينى ووزير الخارجية. وقال مسؤولون إن الأسلحة، بما في ذلك معدات القناصة وفرق مكافحة القنابل، تم تسليمها قبل زيارة ميللر.
وقالت السفارة الأمريكية في مانيلا، في بيان، إن المعدات الجديدة ستعزز قدرات الضربات الدقيقة المشتركة للقوات المسلحة الفلبينية والقناصة والعمليات النهرية ومكافحة العبوات الناسفة.
وقالت وزارة الدفاع الفلبينية، إن ميللر أبلغ وزير الدفاع دلفين لورينزانا أن الولايات المتحدة ستسلم أيضًا طائرة نقل من طراز لوكهيد سي -130 إلى الجيش الفلبيني في وقت لاحق من الشهر الجاري. ولم تذكر تفاصيل أخرى. وشكر لورنزانا الولايات المتحدة على مساعدة الفلبين في تعزيز قدراتها الدفاعية.

شارك