تهديدات النمروش تتواصل.. الوفاق الليبية تلوح باستمرار الحرب في البلاد وإفشال الهدنة
الثلاثاء 15/ديسمبر/2020 - 12:00 م
طباعة
أميرة الشريف
علي الرغم من أن الهدوء كان يسود كافة محاور القتال المتنازع عليها في ليبيا منذ 21 أغسطس الماضي، وبالأخص بعد اتفاق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي على وقف إطلاق النار، وإنهاء كافة العمليات العسكرية في البلاد، قبل أن تقطع التهديدات والتحذيرات العسكرية المتبادلة مؤخرا بين الجانبين هذا الهدوء، وتتعاظم معها مخاوف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والانزلاق إلى الحرب مجدّدا، هدد وزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش مجددا، بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، وتوعد بالرد على أي تحركات عسكرية قد يقودها الجيش الليبي، في خطوة قد تعصف بآخر فرصة للسلام الذي تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيقه في ليبيا.
وللمرة الثانية في أسبوع، هدد النمروش بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار ومن اللجنة العسكرية 5+5، التي قال إنها "شكلت بضغوط من المجتمع الدولي وبرعاية الأمم المتحدة، ووقّعنا اتفاقية 5+5 مع حفتر تحت ضغوط وضمانات دولية".
وقال النمروش في تصريحات إعلامية إنه احتمال شنّ الجيش الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر هجوما عسكريا للسيطرة على كل منابع النفط، وعن تشكيله قوة عسكرية للسيطرة على الجنوب، مشيرا إلى استمراره في القيام بتحشيد عسكري، وشدّد على أن قواته تمتلك كافة التجهيزات وهي على أتم الاستعداد لصد أي هجوم.
وجدد النمروش تأكيده على رفض تواجد حفتر في المشهد السياسي والعسكري القادم في ليبيا، ودفاعه المستميت عن الاتفاقيات التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق.
وليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها النمروش تحذيرات وتهديدات من هذا النوع، غير أن توقيتها هذه المرة قد يأخذ أبعادا أخرى، لا سيما أنها تأتي بالتزامن مع عودة نشاط الجسر الجوي لنقل السلاح بين مطارات تركيا ومطارات غرب ليبيا، ومع تصريحات أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان، هدّد فيها برد انتقامي شديد عقب حجز الجيش الليبي سفينة تركية بعد دخولها منطقة عمليات عسكرية قبالة ساحل منطقة رأس الهلال، وكذلك بعد انتشار 5 سفن حربية تركية قبالة خليج سرت.
وفي الفترة الأخيرة، توالت الإشارات المنذرة بعودة الصراع العسكري إلى ليبيا، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالقيام بتحشيد عسكري على خطوط التماس في منطقة سرت - الجفرة، وأعلنا أعلى درجات الاستعداد والتأهب للرد على أي هجوم محتمل.
والأسبوع الماضي أعلن الجيش الليبي رفع أعلى درجات الاستعداد والتأهب، استعداداً لصد أي تحركات عدائية، وذلك بعد رصد سفن حربية تركية قرب المياه الإقليمية الليبية.
ووجّه آمر غرفة عمليات تحرير غرب سرت المكلف، أحمد سالم عطية الله آدم، برقية إلى كافة آمري القواطع والوحدات التابعة لقوات الجيش الليبي، لرفع درجة الاستعداد الكاملة لكافة القوات مع أخذ الحيطة والحذر والتبليغ عن أي تحركات ووقف الإجازات وأوامر الحركة للآليات المغادرة حتى إشعار آخر.
جاء ذلك تزامناً مع اقتراب 5 سفن حربية تركية من المياه الإقليمية الليبية، تم رصد تحركاتها بالقرب من خليج سرت الذي يمتد من مدينة بنغازي إلى مدينة مصراتة وتقع على شاطئه معظم موانئ تصدير النفط الليبي.
في السياق نفسه، دعا المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، في تدوينة عبر حسابه الشخصي، أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات على خطوط التماس إلى التعاون مع القوات المسلحة الليبية والإبلاغ عن أي تحرك للميليشيات والمرتزقة والأتراك.
وفي جنيف، انطلق اجتماع تقني يضم ممثلي المؤسسات المالية الليبية الرئيسية ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، بالإضافة للرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الاقتصادية المنبثقة عن عملية برلين، ومصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.