بين المرتزقة والنازحين.. ارواح السوريين الضائعة علي يد أردوغان

الثلاثاء 15/ديسمبر/2020 - 07:09 م
طباعة بين المرتزقة والنازحين.. روبير الفارس
 
مع غلق ملف المرتزقة السوريين في أذربيجان والذين جندهم نظام أردوغان الإرهابي ظهر غياب 240 سوري لم يتم التعرف على مصيرهم حتي الآن حيث  كما تم نزوح 7000 سوري من قراهم اثر القصف التركي 
أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بانتهاء قضية “المرتزقة” في أذربيجان، حيث عادت آخر الدفعات إلى سورية بعد أن كان نحو 825 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة متبقين هناك، إلا أن نحو 240 من المقاتلين الذين نقلوا إلى أذربيجان لايزال مصيرهم مجهول حيث لا يعلم فيما إذا كانوا قد قتلوا أو أسروا أو جرى نقلهم إلى أماكن أخرى أو حتى بقيوا هناك.

يذكر أن تعداد المرتزقة الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان من قبل الحكومة التركية، بلغ 2580 مقاتل، قتل منهم 514 وأسر عدد آخر فيما لايزال مصير 240 منهم مجهول حتى اللحظة، فيما عاد البقية إلى سورية بعد انتهاء دورهم هناك ورفض الحكومة الأذربيجانية توطينهم.

وكان المرصد السوري أشار في الثالث من الشهر الجاري، إلى معلومات جديدة حول قضية “المرتزقة” في أذربيجان وذلك عبر عدد من المقاتلين الذين عادوا مؤخراً إلى الأراضي السورية من إقليم ناغورني قره باغ، حيث أفادت مصادر المرصد السوري بتفاوت المستحقات المادية التي تلقاها المقاتلين العائدين، فمنهم من حصل على مبلغ 600 ليرة تركية و3500 دولار أميركي، ومنهم حصلوا على 1000 ليرة تركية و1000 دولار أميركي، بينما حصل قسم آخر على 5000 ليرة تركية على دفعتين، فيما أكد جميع أن هناك مستحقات مالية متبقية من المفترض أن يحصلوا عليها خلال الأيام القادمة.

وأضافت مصادر المرصد السوري، بأن تعداد الخسائر البشرية من حيث القتلى في أذربيجان فاق قتلى المرتزقة في ليبيا، حيث وصل تعداد قتلى المقاتلين من الفصائل السورية الموالية لأنقرة إلى 514 قتيلاً، بينما كان تعداد قتلى الفصائل في ليبيا قد بلغ 496 قتيل، في حين علم المرصد السوري أن دفعات جديدة من جثث المقاتلين الذين لحقوا حتفهم في إقليم ناغورني قره باغ جرى نقلها إلى الأراضي السورية برفقة العائدين مؤخراً من أذربيجان، وبذلك بلغ تعداد الجثث الواصلة إلى سورية 340
وفي إطار حرب جنود أردوغان علي السوريين
تعمد القوات التركية برفقة الفصائل الموالية لها إلى تصعيد عملياتها العسكرية على ناحية عين عيسى وقرى واقعة بمحيطها والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ويتواجد فيها نقاط ومواقع لقوات النظام، منذ شهر وأكثر، حيث تقوم بقصف صاروخي مكثف بشكل شبه يومي، بالإضافة لعمليات تسلل تقوم بها الفصائل، وتتركز عمليات القصف التركي على كل من بلدة عين عيسى ومحيطها وأطرافها وقرى سلوم وصيدا ومعلق ودبس وكوبرلك الخالدية وهوشان وكور حسن على واستراحة الصقر على طريق “m4” الدولي.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد نزوح أكثر من 7000 مدني من المنطقة خلال الشهر الماضي على خلفية التصعيد التركي الكبير وخوفاً من عملية عسكرية قد تشنها القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث يقدر تعداد سكان عين عيسى بنحو 11 ألف نسمة، نزح منهم خلال الشهر الفائت 4500 شخص، غالبيتهم نحو مدينة الرقة، بينما يقدر تعداد سكان القرى التي تتعرض لقصف والمذكورة أعلاه بنحو 5000 نسمة، أجبر 2500 منهم على النزوح خلال الفترة ذاتها.

ويأتي التصعيد التركي على مرأى من القوات الروسية التي تتواجد في عين عيسى ولها قاعدة عسكرية هناك، إلا أنها تكتفي بالصمت إيذاء الاعتداءات التركية المتصاعدة، وهو ما دفع المواطنين للخروج بمظاهرتين اثنتين منذ بدء التصعيد خلال الأيام الأولى من شهر نوفمبر الماضي ، وذلك تنديداً بالصمت الروسي، المظاهرة الاولى كانت في 18 الشهر الفائت، حيث نظم الأهالي وقفة احتجاجية، عند القاعدة الروسية في عين عيسى، بينما الثانية كانت بتاريخ 25 تشرين الثاني.

كما أن القوات التركية لم تكتفي بالتصعيد العسكري، بل عمدت  إلى إنشاء قاعدة عسكرية تابعة لها في قرية طماميح بريف عين عيسى، وذلك على بعد نحو 2 كلم من ناحية عين عيسى حيث بدأت بجلب معدات لوجستية ومعدات بناء لإنشاء القاعدة، وهو ما زاد من مخاوف سكان وأهالي المنطقة.

وعلى خلفية التطورات الأخيرة في المنطقة، اجتمع ضابط روسي وضباط من قوات النظام بقياديين من قوات سوريا الديمقراطية في القاعدة الروسية بمنطقة عين عيسى شمالي الرقة، وذلك في الثاني من شهر كانون الأول الجاري، ووفقا لمصادر المرصد السوري، عمدت القوات الروسية إلى وضع كاميرات “حرارية” فوق قاعدة عين عيسى عقب انتهاء الاجتماع.

يذكر أن أهمية عين عيسى تكمن بكونها تمتلك عقدة مواصلات مهمة، تربط بين محافظتي حلب والحسكة من خلال الطريق الدولية الـ”M4″ الذي يمر من منتصفها، كما أنها تتميز بطرق محلية تربطها بمدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا ومدينة الرقة.
وهو ما يبرر استماتة “قسد” للاحتفاظ بها، إضافة إلى أن “الإدارة الذاتية” أسست في عين عيسى عدد كبير من المؤسسات المدنية والمجالس التابعة لها فيها، وذلك بعد قيام قوات “التحالف الدولي” بتأسيس قاعدة عسكرية له في عام 2016، يذكر أن “قسد” بسطت سيطرتها على عين عيسى، في منتصف عام 2015، بدعم من “التحالف الدولي” بعد معارك ضارية ضد تنظيم “داعش”، وتعتبر “عين عيسى” عاصمة “الإدارة الذاتية” لمناطق شمالي شرقي سوريا، على اعتبارها تضم معسكرات تدريب ومراكز قيادية مهمة لقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، وتعتبر أيضا خط الدفاع الأول عن عين العرب “كوباني” ومنبج ومدينة الرقة، كونها تقع على امتداد شبكة طرق مهمة، وتمتلك عقدة المواصلات التي تربط مناطق عين العرب وتل أبيض وصولاً لمنبج في ريف حلب وهكذا بين أرواح المرتزقة والنازحين يمارس أردوغان جرائمه ضد السوريين في ظل صمت دولي غريب

شارك