مخالب أردوغان تمتد للقارة الإفريقية.. عين أنقرة على الصومال

الخميس 17/ديسمبر/2020 - 12:00 م
طباعة   مخالب أردوغان تمتد أميرة الشريف
 
يبدو أن التدخل التركي في ملف الصومال هو فصل جديد من فصول التدخل التركي في إطار مشاريعها التوسعية وذلك بعد تورط أنقرة في دعم المجموعات الإرهابية والمتشددة في سوريا وليبيا إضافة إلي بسط نفوذها في مناطق إفريقية، حيث أفادت تقارير إعلامية، باستعدادات تركيا لإرسال نحو 1000 إرهابي إلى الصومال من معسكرات تدريب الإرهابيين في المدينة، وأخرى في ليبيا.
وتتصاعد الأطماع التركية في القارة الإفريقية يمينا وشمالا ولا تترك فرصة سانحة إلا وكانت سبّاقة لاستثمارها في إفريقيا ويبدو أن العام 2021 سوف يحمل معه المزيد من التطورات.
وقالت التقارير إن تركيا بدأت تجهيز دفعة جديدة من المليشيات الإرهابية من مناطق عفرين وجرابلس والباب لإرسالهم للقتال في الصومال، إلى أن المليشيات الإرهابية في غرب ليبيا، افتتحت عدة مراكز جنوب طرابلس لتجنيد وتدريب المرتزقة.
وأضافت أن الدفعة الجديدة من المرتزقة المقرر إرسالهم إلى الصومال، جاري تدريبها في معسكرات شمال غربي سوريا وجنوب طرابلس.
وكانت خمسة ألوية منضوية تحت مليشيات "أحرار الشرقية" الإرهابية المدعومة من تركيا، قد انشقت عنها في منطقة سلوك بريف الرقة قبل أيام، وذكرت التقارير أن عناصر ألوية: صقور السنة، ولواء القادسية، وأهل الأثر، والخطاب وجماعة أبو قدري، يستعدون للتوجه نحو الصومال كونهم على توافق مع جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تنشط في غرب أفريقيا.
وكشفت عن أن تركيا تدعم المراكز التابعة للمليشيات الإرهابية غربي ليبيا لتدريب الإرهابيين، والتي تتركز في اليرموك بطرابلس وفي سوق الأحد بترهونة، وذلك لتجنيد مزيد من المرتزقة.
ولفتت إلى أن مراكز أخرى تم إنشاؤها شمال غربي سوريا وتتوزع في عفرين وأخرى في رأس العين وتل أبيض لتجنيد المسلحين، لاسيما العائدين من ليبيا، تمهيدا لإرسالهم إلى الصومال.
وأفادت  بأن مراكز تدريب الإرهابيين في سوريا تضم نحو 500 مرتزق، أما في ليبيا فقد تم تسجيل 700 مسلح غالبيتهم ينحدرون من إدلب وحمص وغوطة دمشق.
ويقول جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي للدراسات وأبحاث الإرهاب، أن تحركات تركيا نحو إرسال مرتزقة من سوريا وليبيا باتجاه الصومال، يأتي في إطار مساعي الهيمنة على القرن الأفريقي، وفق سكاي نيوز عربية.
وأشار محمد إلى سعي حكومة العدالة والتنمية التركية لتعزيز تلك الهيمنة، في مسعى لتعزيز مصالحها الاقتصادية، حيث الثروات النفطية الصومالية.
وكان الرئيس التركي أكد في أواخر يناير الماضي، أن مقديشو طلبت من تركيا التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الخاصة بالصومال، حيث تشير التقديرات إلى وجود مخزون هائل من النفط.
ونفى عبدالرشيد محمد أحمد وزير البترول والمعادن الصومالي، منح أنقرة استثناءً أو وضعاً خاصاً مؤكدًا أن كل العروض والاتفاقيات التي تقدمت بها الشركات ستتم دراستها بكل شفاف للغاية.
وحول التمدد التركي في الصومال، يعتقد الكاتب الصحفي السوري مصطفى خليل أنه يأتي في إطار أردوغان تعزيز وجود في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرًا إلي أن أنقرة تسعى لبناء قواعد عسكرية تهدد من خلالها مصالح مصر والسعودية، مضيفا أنها تحاول "تعويض انتكاسة مخططها في السودان من خلال الصومال، بعد انهيار مشروع القاعدة العسكرية التركية في جزيرة سواكن السودانية".
ويشهد الصومال توترا سياسيا كبيرا يؤججه غضب المعارضة من تأجيل انتخابات مجلسي البرلمان.
وكان من المقرر في البداية إجراء الانتخابات هذ الشهر لكن هذه الخطة ألغيت بعد خلافات على تشكيل لجنة الانتخابات.
ونظم أنصار المعارضة مسيرة مناهضة للرئيس في العاصمة مقديشو أمس بسبب التأجيل.
وقال مرشحون من المعارضة في رسالة إلى السفير التركي لدى الصومال إنهم علموا أن أنقرة تعتزم تسليم ألف بندقية طراز جي3 و150 ألف رصاصة لوحدة هرمعد الخاصة بالشرطة الصومالية بين 16 و18 ديسمبر كانون الأول.
وأكد عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي زعيم حزب ودجر (الوحدة) وأحد المرشحين الذين كتبوا الرسالة معا، لرويترز صحتها.
وجاء في الرسالة أن المرشحين «قلقون إزاء إغراق هذه الكمية من الأسلحة... للبلاد في وقت الانتخابات الحساس».
هذا وقد أوضح تقرير نشرته صحيفة "زمان" التركية، نقلاً عن مصادر سورية خاصة تأكيدها أن عملية نقل المقاتلين ستتم عبر التنسيق مع قادة الميليشيات الصومالية الموالية لإدارة أردوغان في مقديشو، وبأمر من الرئيس.
وأضافت أن مسؤولين من أتباع أردوغان عقدوا اجتماعاً في قرية ميدان أكبس بمدينة عفرين شمال غربي سوريا في 12 نوفمبر الماضي، بهدف التحضير لإرسال عدد من المقاتلين "المرتزقة" إلى الصومال.
وبحسب المصادر، فقد تناول الاجتماع تهيئة معسكرات لتدريب المقاتلين قبل إرسالهم إلى الصومال، مشيرة إلى أن بعض قادة الميليشيا في سوريا رفضوا إرسال مقاتليها إلى الصومال، ولكن بعد ضغوطات من قبل الاستخبارات التركية رضخوا للأوامر.
وقالت إن تركيا فتحت معبرا حدوديا بقرية بنيركا التابعة لناحية راجو، وهو قريب من القاعدة التركية في عفرين، وذلك لتسهيل عملية نقل المقاتلين إلى تركيا ومن ثم إلى الصومال.
في هذا السياق ، نقل التقرير رأي صحافي صومالي، قال إن أردوغان يسعى إلى "تتريك الصومال" عن طريق تغيير أسماء شوارع ومؤسسات ومرافق حيوية من اللغة العربية إلى التركية.
يشار إلى أن أدلة كثيرة كانت قد أكدت تورط تركيا بإرسال مرتزقة إلى بلدان كثيرة أهمها ليبيا وكاراباخ بهدف إزكاء نار الحرب فيها، ودعم طرف على آخر وتأجيج الصراع، كما طالت انتقادات دولية كثيرة أنقرة بسبب هذا الملف.
وأصبح الرئيس التركي في السنوات القليلة الماضية حليفا مقربا للحكومة الصومالية،  وتشيد أنقرة مدارس ومستشفيات وبنية تحتية في الصومال وتوفر منحا دراسية لديها للصوماليين. وافتتحت تركيا في 2017 أكبر قواعدها العسكرية في الخارج بمقديشو.

شارك