تورط قطر في تمويل الحوثيين بالسلاح والمعلومات

الخميس 17/ديسمبر/2020 - 03:12 م
طباعة تورط قطر في تمويل
 
كشفت الخبيرة الأمنية الأمريكية “أيرينا تسوكرمان”، تفاصيل موثوقة تشير إلى رفع قطر معدلات تزويدها ميليشيا الحوثي بالطائرات بدون طيار في انتهاك لقانون مجلس الأمن 2216 الذي يحظر نقل الأسلحة لليمن، لافتة الانتباه إلى تقديم مقاول أمني أمريكي “لم تسمه” شهادته قريباً أمام الهيئات الدولية والسلطات الفيدرالية الأمريكية حول دور قطر و “آل ثاني” في تمويل شراء الأسلحة لصالح الحوثيين في اليمن.
وأوضحت “أيرينا” في تصريحات صحفية، أن فريق هذا المقاول يمتلك أدلة قوية على المكان الذي تقوم فيه مجموعة من المسؤولين الفاسدين الهاربين من إحدى الدول العربية بعمليات لغسيل أموالهم المسروقة من خزينة هذه الدولة، كما يمتلك وفريقه معلومات حول البنوك، وكيفية غسل المكاسب غير المشروعة المسروقة، وتفاصيل تعاونهم مع الفصائل المناهضة لقيادات هذه الدولة من خلال التعاون مع الدوحة.
وأضافت أن تمويل قطر للحوثيين ودعمها لـــ “حزب الله” اللبناني تم تجاهله إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب، إلا أنه الآن ومع البدء في تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من قبل حكومة الولايات المتحدة، ومع تزايد عدد الدول في أوروبا التي صنفت “حزب الله” على أنه منظمة إرهابية، فإن هذه التطورات لابد أن تأخذ على محمل الجد لما لها من أهمية جديدة.
وفي وقت سابق نشرت صحيفة نمساوية تفاصيل من ملف مخابرات سري، عن الدور الذي تلعبه قطر في تمويل المتمردين الحوثيين في اليمن وتزويدهم بمعلومات مسترقة من حكومة خليجية، وكيف نجح عميل مخابرات سابق، عمل كمتعاقد أمني في قطر، في مشاركة معلومات ساعدت في إحباط هجمات حوثية على السعودية.
وأشار تقرير الصحيفة إلى 3 هجمات للحوثيين في سبتمبر الماضي 2020،  كان الهجوم الأول بطائرة مُسيّرة، والثاني بعد ساعات قليلة، وكلاهما استهدف نجران، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في السعودية، كما أنها منطقة غنية بالنفط، وتقع على الحدود مع اليمن. الهجوم التالي كان بطائرة من دون طيار، بع الهجومين الأول والثاني بيومين، ضد هدف مدني، وهو مطار أبها الدولي، في العمق الداخلي.
كانت تقوم بالهجمات 3 طائرات من دون طيار. لكن قبل أن تتمكن من إطلاق صواريخها، تم إسقاطها جميعاً، بواسطة نظام الدفاع الجوي السعودي، وسقط حطامها في مطار أبها.
وأوضح تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أن الجناة هم الحوثيون، الجماعة الشيعية المتمردة المعادية.
مزيد من الهجمات المخطط لها:
ويقول ضابط المخابرات السابق جيسون جي (اسم مستعار)، والذي عمل متعاقداً أمنياً في الدوحة «بفضل الذي قدمته أنا، تم صد هذه الهجمات الثلاث».
وقبل أسبوع من الهجمات، قدم جيسون معلومات ساعدت في اعتراض الطائرات المسيرة، وتجنُّب وقوع إصابات بين المدنيين، لكن هناك مؤشرات ملموسة على أن المزيد من هجمات طائرات من دون طيار سوف تقع مستقبلاً.
البحرين واستهداف حركة الملاحة:
وقال التقرير إن التكنولوجيا التي يستخدمها الحوثيون، الآن، تأتي من إيران، ومن الممكن إعادة بناء الطائرة التي من دون طيار، من خلال أجزائها المتحطمة، فمثلاً طراز «شهيد 129» يعد نسخة طبق الأصل من طائرة «بريديتور» الأمريكية من دون طيار. يستخدم الحرس الثوري الإيراني الطائرة التي يبلغ طولها 8 أمتار على الحدود البرية وفي سوريا، وفي حال كانت الطائرة مزودة بقنابل انزلاقية، فمن الممكن أن تتناثر بشكل أكبر عند الاصطدام.
لكن الخطر لم يعد موجَّهاً، فقط، ضد السعوديين، فكما يقول جيسون جي، رجل المخابرات السابق، الذي يعمل الآن مزود خدمات أمنية خاصة، إذ يعتقد أنه بجانب المملكة العربية السعودية، فإن البحرين الغنية بالنفط وطرق الشحن الدولية هي وجهة الاستهداف التالية. يستخلص جيسون، الذي عمل في الدوحة، هذه الاستنتاجات من ملف قام بتجميعه.
توضح معلوماته كيف تمول إمارة قطر الغنية، التي تحكمها عائلة آل ثاني، بشكل مباشر، قتال المتمردين الحوثيين ضد السعوديين. وليس هذا فقط، بل إن ملفات رجل المخابرات السابق تحتوي على تفاصيل حول تمويل قطر لحزب الله والإخوان المسلمين.
750 ألف يورو مقابل شراء السكوت:
تقول الصحيفة: في الواقع يمكن أن نرى من الملف، أن القطريين استخدموا مستشاراً رفيع المستوى داخل حكومة خليجية، الأمر الذي يبدو أنه منحهم إمكانية الوصول إلى المعلومات الحصرية التي وفرت ميزة عسكرية للحوثيين.
وفي الوقت نفسه، فإنه يمكنهم استخدام هذه المعلومات الخاصة بشكل آخر وذلك عبر تضليل الدائرة الأعمق لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وتقديم معلومات معاكسة أو خاطئة.
وعمل جيسون مع عدة أجهزة أمنية ووكالات استخبارات، ولديه نشاط تجاري في قطر، حيث عُثر هناك على معلومات وأدلة تثبت التدفقات المالية من الدوحة لتمويل الإرهاب.
وتقول الصحيفة النمساوية، إن ملف جيسون جي يمثل أوضح مؤشر، حتى الآن، على خطورة شبكة قطر، فوفقاً لتقارير صحيفتَي دي تسايت، وبرلينر تسايتونج الألمانيتَين، فقد حاول العديد من المبعوثين المفوّضين من قطر إسكات جيسون جي بمبلغ يصل إلى 750 ألف يورو.
وذكرت دي تسايت أن دبلوماسياً قطرياً التقى مع جيسون مطلع 2019 في بروكسل لإبرام اتفاق الصمت، لكن سرعان ما فشل الاتفاق، ويعود ذلك في جزء منه إلى «تعليقات معادية للسامية صدرت عن المسؤول القطري في أحد الاجتماعات».

شارك