تركيا تصعد ضد العقوبات الأمريكية.. وتختبر منظومة الدفاع الصاروخي الجديدة "HISAR A"
الجمعة 18/ديسمبر/2020 - 12:44 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لهجة تصعيدية من أردوغان في التعليق على العقوبات الأمريكية حيث وصف الرئيس التركي العقوبات على بلاده بالعدائية، وقال إن الغاية منها وقف التقدم التركي في الصناعة الدفاعية ليجعل تركيا تعتمد على الولايات المتحدة.
واعتبر أردوغان أن العقوبات بسبب شراء منظومة صواريخ "إس 400" الروسية ليست إلا حجة، متسائلاً عن ألية فرض عقوبات على عضو بالناتو، وهذا غير مسبوق بالنسبة للولايات المتحدة.
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان، الأربعاء 16 ديسمبر، خلال حفل افتتاح القسم الثاني من الطريق السريع الذي يربط أنقرة بولاية نيده، أن العقوبات الأمريكية ضمن قانون مكافحة أعداء أمريكا لم تطبق على أي دولة عضو بالناتو منذ عام 2017 باستثناء تركيا، وهذه هي المرة الأولى لذلك، وتساؤل أي تحالف هذا، هذه العقوبات تعد على حقوقنا السيادية.
ومن جانبه جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تحدي بلاده للولايات المتحدة وعقوباتها، مؤكدًا أن "تركيا لن تتراجع خطوة واحدة في صفقاتها العسكرية".
وخلال لقائه مع قناة "TV24" التركية، أوضح وزير الخارجية التركي، أن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بشأن فرض عقوبات على تركيا يعد اعتداءً على سيادة تركيا.
وأضاف جاويش أوغلو، أن القرار الأمريكي الذي جرى توقيعه في إطار قانون كاتسا، خاطئ من الناحية السياسية والقانونية، مرددًا: "إنه إذا رغبت واشنطن في تطبيع العلاقات مع تركيا، يجب عليها تلبية مطالب أنقرة في سوريا".
من ناحية أخرى كشفت قناة "TRT World"، عن نجاح تركيا الأربعاء 16 ديسمبر، في اختبار نسخة جديدة من منظومة الدفاع الصاروخي الجديدة "HISAR A"، مشيرة إلى جاهزيتها للإنتاج على نطاق واسع، بالتزامن مع فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على أنقرة.
وفي ضوء ذلك، نشرت "TRT" عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو يصور لحظة اختبار قدرة صواريخ المنظومة على إسقاط أهداف جوية معادية في الجو.
ووفقًا لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية، في نسختها الناطقة باللغة التركية، أفاد موقع "ميسيل ديفينس أدفوكسي" الأمريكي، بأن تركيا طورت منظومة الدفاع الجوي القديمة "Hısar"، موضحًا أن النسخة الجديدة من منظومة صواريخ الدفاع الجوي "HISAR A" قصيرة ومتوسطة المدى يصل مداها إلى 15 كيلو مترًا.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية، فرضت عقوبات على تركيا، بسبب شراء الأخيرة أنظمة الدفاع الجوي "S-400" من روسيا.
وبناءً عليه، أدرجت وزارة الخزانة والمالية الأمريكية، مؤسسة الصناعات العسكرية ورئيسها إسماعيل دمير و3 أفراد آخرين مرتبطين بإدارة الصناعات الدفاعية التركية في قائمة العقوبات.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية العسكرية الأمريكية كلارك كوبر، إن "العقوبات على تركيا في إطار قانون كاتسا، ستوفر فرصة للبلدين للتفاهم وتحديد الطرق التي سيتم اتباعها".
وأضاف كوبر في تصريحات للصحفيين: "لم يبق لدى واشنطن خيار بديل بخصوص فرض العقوبات على تركيا".
وتابع: "تركيا والولايات المتحدة حليفان، والتحرك المشترك سيكون لصالح البلدين وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والخيار الأفضل هو البحث عن سبل التفاهم في هذا المجال".
ولفت إلى أن هذا الأمر سيتطلب بعض الجهد من المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم في تركيا التي ترغب واشنطن ببقائها حليفة للناتو على المدى الطويل.
وأضاف كوبر: "الولايات المتحدة تريد مواصلة العلاقات الثنائية الوثيقة مع تركيا... أقولها مجددًا، إن عدم السعي للبحث عن تفاهم في هذا المجال ليس لمصلحتنا".
واعتبر أن "هناك أعمالًا يجب القيام بها في هذا الصدد، وحلولًا من شأنها معالجة منظور الدفاع الجوي المتكامل مع تركيا فيما يخص القدرة على العمل المشترك وعلاقات التحالف".
كما اعتبر وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على تركيا، عقوبة طبيعية وضرورية بسبب سلوك السلطات التركية في شرق البحر المتوسط وتجازها للخط، وليس فقط بسبب شرائها النظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس – 400".
وفي حديثه في المؤتمر الثاني لجنوب شرق أوروبا وشرق المتوسط حول القضايا الإقليمية، كرر دندياس، الأربعاء، أن اليونان مستعدة للمشاركة في حوار بناء مع تركيا، بشرط أن توقف أنقرة الاستفزازات في بحر إيجه وشرق المتوسط، مشددًا على أن الخلاف الوحيد المطروح للنقاش هو ترسيم حدود المناطق البحرية والجرف القاري.
وأعرب دندياس عن اعتقاده بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، إلى جانب التحذيرات التي صدرت في اجتماع المجلس الأوروبي، الأسبوع الماضي، قد تؤدي إلى ما وصفه بفترة هدوء تسمح باستئناف المحادثات الاستكشافية، حسبما نقل موقع "كاثمريني" اليوناني.
وأقر وزير الخارجية اليوناني بأن أثينا كانت ستحب اتخاذ موقف أكثر حزمًا من الانتهاكات التركية من جانب شركائها في الاتحاد الأوروبي، لكنه أضاف أنهم مع ذلك يتعاملون مع تركيا على أنها مشكلة أوروبية، وليس دولة لديها خلافات مع دولتين عضوين.
ورغم ما تبديه أنقرة من غضب إلا أن معظم المراقبين لم تفاجئهم العقوبات التي طالما لوحت بها الإدارة الأمريكية عقب صفقة صواريخ "إس 400" الروسية، حيث اعتبرت واشنطن أن شراء المنظومة الروسية من قبل بلد عضو في الناتو سيؤدي إلى خلل في عمل منظومة الحلف.
ومما يهدد العلاقة بين واشنطن وأنقرة بمزيد من التوتر أن هذه العقوبات التي تأتي في نهاية عهد دونالد ترامب لن تكون مؤقتة، خاصة في ظل تصريحات وانتقادات للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لسياسة أردوغان، ومواقفه المثيرة للجدل.