التواجد العسكري الايراني.. خريطة تكشف عن نفوذ رجال خامنئي في سوريا
التواجد الايراني في سوريا، يعد أكثر القضايا الشاكة
في الملف السوري، في ظل استمرار الصراع، وما تشكله هذه القوات من تأثيرعلى الأمنين
القوي والعربي، بانتهاكات اسرائيلية لسيادة السورية عبر ضربات عسكرية لمواقع عسكرية
ايرانية، وكذلك تهديد القوات الايرانية وميليشياتها للوحدة الاراضي السورية ودول الجوار
خاصة الأردن، والتي يتواجد لها وجود عسكري ايراني على الحدود الأردنية السورية.
ويتخذ النفوذ العسكري الإيراني المباشر في سوريا
أشكالاً ومستويات مختلفة؛ فقد يتمثل بالسيطرة الإيرانية المباشرة على قواعد عسكرية
في البلاد، أو بالمشاركة بشكل مباشر في المعارك، وغالباً ما يكون ذلك عبر قوات تابعة
للحرس الثوري، وتحديداً فيلق القدس الذي يدير قائده إسماعيل قاآني، والذي زار ضريح
السيدة زينب بضواحي العاصمة السورية دمشق، مؤخرا.
خريطة تواجد ايران العسكري
موقع «إيران وير» المتخصص في رصد الشأن الإيراني
وعلاقته بدول الشرق الأوسط ، أعد خريطة تفاعلية تظهر أماكن وجود الميلشيات الإيرانية
في سوريا مع شرح مختصر عن كل موقع ومهامه، اعتمادا على سوريون مستاؤون من الوجود الإيراني،
ومراسلون له ومصادر خاصة للموقع بعضها لبنانية،
أو مقربة من الحرس الثوري الإيراني، ومقاطعتها جميعاً مع ما ينشره مقاتلون إيرانيون
على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية، وما يتداوله السكان المحليون على مواقع
التواصل الاجتماعي وفي مقالات ينشرها بعضهم على وسائل إعلام محلية، مع الإشارة إلى
أننا حصلنا على أكثر من ٩٠ موقع ايراني في سوريا.
و للتأكد من صحة المواقع أيضا قام «إيران وير» عربي،
بالاستعانة بالدبلوماسي السوري السابق في واشنطن بسام بربندي كمستشار للمشروع، وبرندي
يتابع الشأن الإيراني في بلده عن قرب وعلى دراية بتلك المواقع.
«إيران وير» مواقع المنطقة الجنوبية، التي تضم خمس محافظات هي: دمشق وريف
دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة، هو المرحلة الأولى من المشروع، إذ سيطلق لاحقًا المرحلة
الثانية والثالثة، التي ستظهر مواقع الميليشيات وسط وشمالي سوريا.
تمثل منطقة الجنوب أهمية استراتيجية كبرى لإيران
التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وهو ما يمنح إيران ورقة
ضغط في حال تعرضها لحملة عسكرية أمريكية إسرائيلية، بحسب الدبلوماسي السوري بسام بربندي.
ويضيف الدبلوماسي السوري لـ «إيران وير»، أن «إيران تصرفت أيضا كلاعب رئيسي في تحفيز النظام
السوري على مهاجمة درعا، فالموقف الإيراني ينطلق من أن اتفاق استانا يمثل حجر الزاوية
للتعاون الروسي الإيراني التركي لإنهاء الأزمة السورية بطريقة تحفظ مصالح هذه الدول.
ومن هذا المنطلق فإن روسيا وافقت على إعطاء تركيا ضمانات على الأرض لضمان أمنها، وتحقيق
أهدافها في سورية بمنطقتي شرق الفرات وإدلب، وبالتالي ترى إيران أن على روسيا أن تعطيها
نفس الحقوق الأمنية والاستراتيجية في المنطقة الجنوبية في سورية (جنوب دمشق حتى الحدود
مع إسرائيل)، وذلك لمواجهة أي تصعيد أمريكي إسرائيلي عسكري ضد إيران، ولتقوية موقف
إيران في أي محادثات قادمة بخصوص الملفات العالقة مع الغرب».
تتوزع 19 نقطة للميليشيات الإيرانية بمناطق مختلفة
لمحافظتي دمشق وريف دمشق، كما يوجد المركز الرئيسي للحرس لثوري الإيراني الذي يدير
الوجود الإيراني ضمن مطار دمشق الدولي، الذي تعرض لقصف جوي متكرر من قبل إسرائيل.
وتحوي النقاط على مستودعات أسلحة وصواريخ تتزود
بها الميليشيات المنتشرة بكامل الأراضي السورية، ومركز تدريب وتأهيل المنتسبين الجدد.
وتتموضع 18 نقطة للميليشيات الإيرانية في غالبية
مدن وقرى محافظة درعا، وتضم عناصر من «حزب الله» اللبناني، ومراكز الحرس الثوري وميليشيات
محلية تتبع لإيران مباشرة وتتركز معظمها بريف درعا الشمالي، وأربع نقاط بالقرب وحوالي
مدينة درعا.
وفي محافظة القنيطرة ينتشر عناصر من «حزب الله»
اللبناني وفنيون من «الحرس الثوري» و«فوج الجولان» في عشر نقاط عسكرية، ومهمتهم الرصد
والاستطلاع والتشويش.
أما في السويداء التي تحوي أربع نقاط، تتمركز الميليشيات
الإيرانية في مطار «خلخلة العسكري» شمال شرقي السويداء ومطار «الثعلة» غربي السويداء
و«اللواء 127- قوات خاصة».
اللواء 313
ويشكل ابرز المواقع والميليشيات الايرانية في سوريا،
اللواء 313، حيث قام الحرس الثوري وحزب الله بتأسيس اللواء العسكري الشيعي ٣١٣ برئاسة
إبراهيم مرجي، ومقره في «أزرع»”، والذي يتألف مما يقارب ١٢٠٠ مقاتل، ومرتبط بالحرس
الثوري الإيراني ومهمته حماية مصالح إيران بالمنطقة بما فيها مخازن الأسلحة الاستراتيجية
في المنطقة الجنوبية. ومن ثم، فإن التهدئة في الجنوب لا تصب في مصلحة إيران التي تسعى
إلى بسط سيطرتها على الحدود الجنوبية لتهديد إسرائيل، والاحتفاظ بورقة ضغط تساهم في
تخفيف الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليها من قبل الغرب” يضيف بربندي.
بالإضافة إلى تلك المواقع، يمتلك ضباط الحرس الثوري
حضوراً بارزاً في أغلب القواعد العسكرية الكبرى التابعة للجيش السوري، مثل مطار حماة
العسكري ومطار النيرب في حلب وجبل عزّان بريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى قواعد منطقة
الكسوة العسكرية جنوب دمشق.
الميليشيات
المستوى الثاني للوجود العسكري الإيراني في سوريا، يظهر من خلال حضور الميليشيات الطائفية، وتشير تقديرات عديدة إلى أن هناك نحو 50 ميليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، يبلغ قوامها أكثر من 65 ألف مسلح من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان، إلى جانب ميليشيات محلية.
وابرزها حزب الله اللبناني و«زينبيون» الباكستانية، «فاطميون» الأفغانية
بالإضافة الى عشرات الميليشيات العراقية والأفريقية وايضا الخليجية.
وتتوزع القوات والميليشيات الإيرانية، على مختلف
المناطق السورية، لكن الوجود الأبرز للميليشيات يتركز في محيط مطار دمشق، وعلى الأخص
مسلحي فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني؛ حيث تُدار معظم العمليات العسكرية.
وفي هذا الصدد، قال محمود جابر، الباحث في الشأن الإيراني: إن انسحاب إيران بشكل كامل من سوريا، يتوقف على اتفاق أو صفقة مع واشنطن؛ حيث تجري الآن عملية تفاوض بوساطة من قبل سلطنة عمان.
وأكد «جابر»، في تصريح خاصة، أن المعلن حتى الآن هو انسحاب القوات الإيرانية والجماعات المسلحة التابعة لها من حدود هضبة الجولان المحتلة، بنحو 85 كيلومترًا، وهذا الاتفاق جاء برعاية روسية، مضيفًا: أن «الاتفاق جاء مقابل إنهاء دعم إسرائيل للجماعات الإرهابية في الجنوب السوري».
وأوضح أن كل المؤشرات تشير إلى بقاء قوات إيرانية
في سوريا، ولكن بقاءها يتوقف على أماكن وجود هذه القوات ومحدودية تسليحها، وكذلك رغبة
الحكومة السورية في مدى بقاء هذه القوات.