مدير جديد.. المركز الثقافي ورقة ايران لنشر التشيع في دير الزور
يشكل النشاط الثقافي أحد أبرز اوراق ايران للتغير الديمغرافي والمذهبي في سوريا، حيث نشط في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، القريبة من الحدود السورية العراقية، المركز الثقافي الإيراني، الواقع بالقرب من جامع الفتح مدينة الميادين، والذي تأسس منتصف العام 2018، بإشراف من الحرس الثوري، في الترويج لمشروع ايران في المنطقة ذات الاهمية الاستراتيجية لطريق«طهران-بغداد-بيروت-دمشق».
تقع محافظة ديرالزور
شرق سوريا، يحدها من الشمال محافظة الحسكة من الغرب محافظة الرقة ومن الغرب الجنوبي
والجنوب محافظة حمص وبادية الشام ومن الشرق الحدود السورية العراقية.وذكر المرصد السوري
لحقوق الإنسان، أن الميليشيات الإيرانية عينت مسؤولاً جديداً للمركز الثقافي الإيراني
في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
ووفقاً لمصادر المرصد
السوري، فإن الشخص الجديد الذي جرى تعيينه مسؤولاً للمركز يدعى «أحمد الحلبي» ينحدر
من بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي، وكان يشغل سابقاً مسؤول الفعاليات والاحتفالات
الدينة التي كان ينظمها الثقافي الإيراني، وجرى تعيينه بديلاً عن شخص يدعى «حاج صادق» ايراني الجنسية، الذي أصبح مسؤولاً عن جميع المراكز
الثقافية الإيرانية في دير الزور.
ونشر المرصد السوري
في 16 ديسمبر الجاري، أن إيران تواصل غرس أفكارها الدينية بين أفراد المجتمع السوري
في المناطق الخاضعة لسيطرتها الفعلية في محافظة دير الزور، مستهدفة فئة الأطفال على
وجه الخصوص، واستغلالها حاجة الأهالي بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وفي سياق ذلك،
أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مركز «كشافة المهدي»- وهي عبارة عن مراكز
دينية ايرانية تختص باستقبال الأطفال في مناطق سيطرة الميليشيات الشيعية- وبإشراف
«المركز الثقافي الإيراني» أقام دورة تدريبية لـ 12 طفلاً من الذين يتلقون التعليم
في المدارس التي يشرف عليها المركز الثقافي، وذلك لتعليمهم فن الرادود «اللطميات الشيعية»في
مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
ووفقا لمصادر المرصد
السوري، سيتم تقديم مبلغ 250 ألف ليرة سورية
لكل طفل حضر دورة «فن الرادود» من المركز الثقافي الإيراني.
ونشر المرصد السوري
في 5 ديسمبر الجاري، أن المركز الثقافي الإيراني بمدينة دير الزور، أقام رحلة ترفيهية
لطلاب المدارس من الأطفال إلى حديقة الأصدقاء في منطقة حويجة صكر بالمدينة، يأتي ذلك
بهدف غرس الأفكار الإيرانية بين أفراد المجتمع في المناطق التي يتواجدون بها في محافظة
دير الزور، مستهدفين الأطفال على وجه الخصوص.
ويشرف المركز الثقافي
الإيراني بشكل ملحوظ على نشاطات المركز الثقافي بدير الزور، كما يشرف كذلك على العملية
التعليمية والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تدعو لها الحكومة السورية، ويشارك في
تكريم المدرسين ومنح الجوائز للطلبة المتفوقين في مدارس الحكومية السورية.
ومؤخرا قامت مجموعة
تابعة للمركز الثقافي الايراني بخط لوحات جدارية تحمل شعارات ايرانية وتمجيد قاسم سليماني،
في الأماكن العامة في مدينة الميادين.
وتعتبر مدينة الميادين مقراً رئيسياً للمليشيات الإيرانية التي اتخذت من
المناطق القريبة المسماة بـ (مزار عين علي) مقرّات لها.
ويعد ميليشيا حزب
الله أبرز الميليشيات الإيرانية في شرق سوريا أكبرها واوسعها انتشارًا، ثم يليها
كلٌ من حركة «النجباء»، و«الإمام علي»، ثم «فاطميون»، ثم «فيلق القدس»، و«أبو الفضل
العباس» و«حيدريون».
كذلك تعد مدينة البوكمال
أهم المدن التي تسيطر عليها إيران فهي بوابتها إلى سوريا ومركز ربط قواتها وميليشياتها
في سوريا بقياداتها في العراق، وهي المَنْفَذ البري الأهم حيث تعمد إيران إلى استخدام
المدينة في استقدام العناصر والأسلحة من إيران إلى العراق ومنه إلى سوريا، كما كانت
مركزاً رئيسياً يدير منه قاسم سليماني (قبل مقتله) العمليات العسكرية وغير العسكرية
في سوريا بشكل خاص غير تلك التي تدور بالتوافق مع الروس في مطار ديرالزور العسكري.
وختاما تعتمد إيران
في سياساتها المحلية في محافظة دير الزور، على جملةٍ من أدوات وأساليب عسكرية متكاملة،
تطبّقها عبر الميليشيات التابعة لحرسها الثوري. توفّر هذه الميليشيات الحماية اللازمة
لأنشطة إيران المدنية الخيرية والثقافية، التي تهدف إلى منح دورها وأدواتها العسكريَّين
ما يفتقران إليه من شرعيّة، بما يمنح لها فرص تغيير المجتمع المحلي وصبغة بصبغة ايرانية
يبقي على النفوذ الايراني حتى لو خرجت ايران عسكريا من سوريا.