تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 19 ديسمبر 2020.
الاتحاد: تدمير لغم بحري حوثي جنوب البحر الأحمر
أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، اكتشاف وتدمير لغم بحري زرعته ميليشيات الحوثي الإرهابية جنوب البحر الأحمر، مؤكدةً أن اللغم المكتشف جنوب البحر الأحمر هو إيراني الصنع من طراز صدف. وأشار التحالف إلى أن أعمال الحوثيين العدائية بدعم إيراني تهدد أمن مضيق باب المندب، ولفت إلى أنه تمت إزالة وتدمير ما مجموعه 171 لغماً بحرياً نشرتها الميليشيات عشوائياً.
وفي سياق آخر، أطاحت الأجهزة الأمنية في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، بخلية تابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية تعمل على زرع العبوات الناسفة. وقال مصدر أمني في التحيتا، إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات استخباراتية تفيد بوجود خلية حوثية مكلفة من الميليشيات بزرع العبوات الناسفة. وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية قامت بتتبع بعض المشتبه بهم وداهمت منازلهم وعثرت داخلها على عبوات ناسفة، فيما تم ضبط المتورطين وثبت اعترافهم بالعمل مع الميليشيات الحوثية خلال التحقيق.
ويأتي هذا الإنجاز الأمني الجديد بعد يوم من القبض على خلية مماثلة تعمل لصالح ميليشيات الحوثي في المخا.
وأودت العبوات الناسفة والألغام التي تزرعها ميليشيات الحوثي، بحياة آلاف المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وآخرها انفجار عبوة ناسفة قبل أسابيع زرعها الحوثيون بخط التحيتا الخوخة وراح ضحيتها 12 مدنياً بينهم 6 قتلى و6 جرحى. يُذكر أن ميليشيات الحوثي زرعت مئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة في مختلف المناطق اليمنية، ما أدى إلى مقتل وإعاقة الكثير من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
إلى ذلك، أفشلت القوات المشتركة، محاولة تسلل حوثية في مديرية الدريهمي، بعد ساعات من كسر محاولة في مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة. وقال مصدر عسكري إن القوات المشتركة اشتبكت مع مجاميع تابعة لميليشيات الحوثي حاولت التسلل إلى مزارع قريبة من خطوط التماس في الدريهمي، وأضاف أنها تمكنت من دحر المحاولة وتكبيد الميليشيات خسائر بشرية في مقاتليها. جاء ذلك بعد ساعات من محاولة مماثلة في مديرية حيس، إلى الجنوب، لقيت ذات المصير على أيدي القوات المشتركة.
سقوط مقذوفات عسكرية أطلقتها ميليشيات الحوثي قرب مستشفى بجازان
نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، الجمعة، أن مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر الميليشيات الحوثية الإرهابية من داخل الأراضي اليمنية سقطت في منطقة جازان.
ونقلت الوكالة عن المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان العقيد محمد بن يحيى الغامدي أن الدفاع "تلقى بلاغاً عن سقوط (٣) مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر الميليشيات الحوثية الإرهابية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه محافظة الحرث بمنطقة جازان".
وأضاف المتحدث "سقط أحدها في أرض فضاء بمسافة تبعد (١٩٧) متراً عن مستشفى الحرث العام، وسقط مقذوفان في أرض فضاء".
وأوضح العقيد محمد بن يحيى الغامدي "لم تنتج أي إصابات أو أضرار - ولله الحمد- وتمت مباشرة تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات".
الخليج: إعلان الحكومة اليمنية الجديدة تنفيذاً لـ«اتفاق الرياض»
أبصرت الحكومة اليمنية الجديدة، النور مساء أمس الجمعة، برئاسة معين عبد الملك سعيد، وذلك بعد استكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض. وقال عبد الملك: «إن إعلان حكومة كفاءات سياسية مؤلفة من 25 وزيراً يأتي تتويجاً لجهود دول تحالف دعم الشرعية وتكاتف القوى السياسية والاجتماعية».
وأضاف في تغريدات في موقعه على «تويتر» أن الحكومة المعلنة أمام مسؤوليات تاريخية ومهام عاجلة وشاقة تستدعي العمل الجاد والحازم والرؤية الوطنية الواسعة والبرنامج السياسي والاقتصادي الواضح والسليم والإرادة الصلبة لاستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار وبناء المؤسسات وتنمية الموارد ومواجهة الفساد وتحسين الخدمات.
وأوضح: «إن حكومة الكفاءات السياسية الجديدة المرتقبة، ستعمل وفق نهج مختلف وشامل لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة».
وأضاف أن الحكومة ستعمل على وحدة الصف الوطني في توحيد القرار العسكري والأمني بما يساعد على التسريع في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.
في غضون ذلك، تواصلت، أمس، المواجهات المسلحة بين قبائل «بني نوف» إحدى القبائل البارزة بمحافظة الجوف وميليشيات الحوثي في مدينة الحزم عاصمة المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأفادت مصادر قبلية بالجوف ل«الخليج» بأن مساعي وساطة تزعمتها وجاهات قبلية موالية للحوثيين فشلت في نزع فتيل التوتر وإقناع قبائل «بني نوف» بالتراجع عن التصعيد المسلح ضد الميلشيات الانقلابية بسبب إصرار الأخيرة على تسليم الحوثيين مشرف حوثي متهم بقتل أحد أبنائها ويدعي «المتهم بقتل الضحية» محمد جويعد زبران أثناء مروره بنقطة تفتيش استحدثتها الميلشيات في المدخل الشرقي لمدينة «الحزم» مركز المحافظة. ولفتت المصادر إلى أن مسلحين من قبائل «بني نوف» سيطروا على نقطة التفتيش وأجبروا عناصر الميليشيات التي كانت تتمركز فيها على الفرار بعد مداهمتهم للنقطة.
وأشارت إلى أن تعزيزات من قبائل متاخمة توافدت للمشاركة في القتال إلى جانب قبائل «بني نوف» وهو ما اضطر الحوثيين إلى إرسال تعزيزات لمنع تحول المواجهات الطارئة إلى انتفاضة قبلية واسعة ضد الميلشيات.
من جانب آخر، ذكرت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الجمعة، أنها دمرت لغماً بحرياً زرعه الحوثيون، جنوب البحر الأحمر. وقال التلفزيون السعودي، نقلاً عن التحالف، إن اللغم، الذي جرى تدميره، صنع في إيران.
وأعلن الدفاع المدني السعودي عن سقوط 3 مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر الميليشيات الحوثية الإرهابية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه محافظة الحرث بمنطقة جازان دون إصابات.
وأكد المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان العقيد محمد بن يحيى الغامدي، أن أحد المقذوفات سقط في أرض فضاء بمسافة تبعد 197 متراً عن مستشفى الحرث العام، فيما سقط مقذوفان في أرض فضاء ولم ينتج أي إصابات أو أضرار، مشيراً إلى أنه تمت مباشرة تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات.
البيان: الأطراف اليمنية تطوي الانقسام وتتوحّد لمواجهة ميليشيا الحوثي
باستكمال انسحاب القوات من خطوط التماس في محافظة أبين، وإقرار قائمة التشكيل الحكومي الجديد، يطوي اليمن بمساندة تحالف دعم الشرعية، صفحة الانقسام، ومعها تبدأ مرحلة جديدة عنوانها التوحّد ضد ميليشيا الحوثي.
بذلت قيادة تحالف دعم الشرعية مع بداية الأحداث في أغسطس 2019، جهوداً استثنائية لاحتواء تداعيات المواجهة التي شهدتها عدن ومن بعدها أبين، لتفضي الجهود إلى إعلان اتفاق الرياض وصولاً إلى وضع آلية لتسريع تنفيذه، ومن ثم سحب القوات باتجاه المعركة الحقيقية لليمني ضد الميليشيا، إذ شهدت الأيام القليلة الماضية، انسحاب كل الوحدات القتالية من خطوط التماس في أبين، ونشر وحدات من ألوية العمالقة لتأمين المنطقة الفاصلة بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي.
وحال التوافق على الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، التي تضم كل الأطراف السياسية والقوى المناهضة للانقلاب الحوثي، وما سيتبع ذلك من إعادة تشكيل فريق المفاوضات، يكون ملف الانقسام قد أغلق، ما يجعل الحكومة الجديدة في مواجهة فعلية مع التحديات الاقتصادية، وتحسين الخدمات في المناطق المحررة، ومواجهة آثار الأزمة والحرب المستمرّة ضد الميليشيا على العملة الوطنية ومصادرة عائدات الدولة لصالح حربها ضد اليمنيين، والتنصل عن أي مسؤولية تجاه السكان في مناطق سيطرتها والذين يعانون الفقر.
إكمال انسحاب
ومع انتهاء مهلة الأسبوع، أكملت القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي، سحب آخر قواتها من محوري الشيخ سالم، والطرية، بالتزامن مع بدء انتشار وحدات من ألوية العمالقة عند خطوط التماس بين الطرفين شرق محافظة أبين، حيث أعادت القوات الحكومية التمركز في معسكر عكد في بلدة الخديرة جنوب مديرية لودر، فيما انسحبت وحدات من اللواءين الثاني والثالث دعم وإسناد، التابعين للمجلس الانتقالي إلى مواقعهما السابقة في المقر الرئيس للواء في محافظة أبين، وفي معسكر بئر أحمد في مديرية البريقة في العاصمة المؤقتة عدن.
انتشار ألوية
انتشرت وحدات من الألوية الأول والثاني والثالث في كل مناطق النزاع السابقة على خطوط التماس بين قوات الطرفين بين مدينتي زنجبار وشقرة، وشرعت بنزع الألغام في خطوط التماس، على أن تنفذ عملية مسح ميداني شامل لنزع الألغام والأجسام المتفجرة في المناطقة التي كانت مسرحاً للمواجهات طوال العام الماضي في المحافظة. وانعكست التطورات إيجاباً على الوضع الاقتصادي، إذ تحسّن سعر الريال، كما شهدت جبهات القتال مع الميليشيا اشتداداً في المواجهة مع وصول تعزيزات كبيرة لتلك الجبهات، فيما لقي العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي مصرعهم في جبهات الضالع ومأرب.
الشرق الأوسط: الحوثيون يعودون للبطش بمنظمي حفلات التخرج والزفاف
عادت الميليشيات الحوثية من جديد لتبطش بمنظمي حفلات التخرج والزفاف في صنعاء ومناطق سيطرتها، بالتزامن مع تبني حملة جديدة أسفرت عن تغيير مناهج التربية الإسلامية وعلوم القرآن في أقسام جامعة صنعاء، وتعيين مدرسين من عناصرها في تلك الأقسام، حسبما أفادت به مصادر حقوقية وأخرى أكاديمية.
وكشفت المصادر عن ارتكاب الانقلابيين منذ مطلع الشهر الحالي جملة من الجرائم والانتهاكات بحق أكاديميين وطلبة وطالبات في جامعة صنعاء (كبرى الجامعات الحكومية في اليمن).
وتحدث طلاب في قسم الكومبيوتر بجامعة صنعاء عن قيام عناصر مسلحة تتبع الميليشيات قبل أيام باقتحام قاعة احتفالات في صنعاء وإيقاف حفل تخرج لدفعة من طلبة وطالبات الجامعة بدعوى «منع الاختلاط وسماع الموسيقى والترف واللهو».
وكشف عدد من الطلبة لـ«الشرق الأوسط» عن أن قيادة الجامعة المعينة من قبل الحوثيين أصدرت عقب اقتحام المسلحين القاعة والعبث بمحتوياتها واختطاف العشرات من الخريجين، قراراً تضمن إلغاء الحفل وأي احتفالات تخرّج أخرى تخص طلبة الجامعة.
وتحدثوا عن تهديد مسلحي الجماعة عقب الاقتحام وبناء على توجيهات صادرة من القيادي الحوثي المشرف على صنعاء خالد المداني إلى مسؤول قاعة «النخبة» في العاصمة، بنسف القاعة حال احتضانها مرة أخرى أي مهرجانات تخرّج تضم طلبة وطالبات في آن معاً.
وفي الوقت الذي اعتقلت فيه الميليشيات العشرات من الطلبة المشرفين على إعداد وتنظيم حفل التخرج، أعلن نشطاء وأكاديميون ومواطنون يمنيون عن استهجانهم الشديد تلك الممارسات الحوثية التي وصفوها بـ«الإرهابية» والتي تندرج، بحسب قولهم، «ضمن ممارسات الجماعة القمعية منذ احتلالها مؤسسات الدولة التعليمية».
في غضون ذلك، تداول ناشطون صورة لعدد من الطلبة الخريجين الذين أرغمهم مسلحو الميليشيات على مغادرة قاعة إحدى حفلات التخرج، وهو ما أثار سخطاً واستياءً بين الخريجين والخريجات والأهالي ونشطاء التواصل الاجتماعي، حيث عدّها كثير منهم تدابير متشددة مماثلة لما يضعه تنظيما «القاعدة» و«داعش» الإرهابيان.
وأرجع عدد من الناشطين ممارسات الجماعة إلى مخاوف بدأت تزعج قادتها بعد تحول هذه الحفلات إلى مهرجانات وطنية، تردد فيها الأناشيد والشعارات الجمهورية.
وتأتي تلك السلسلة من الانتهاكات الحوثية بعد أسبوعين من إصدار قيادي حوثي بمديرية السبعين بصنعاء العاصمة، قراراً بمنع حفلات التخرج في نطاق المديرية التي تقام فيها أغلب حفلات التخرج نظراً لوجود أكبر عدد من القاعات الواسعة التي تقام فيها الحفلات الكبيرة، بما فيها حفلات التخرج.
وتواصلاً لتضييق الانقلابيين الخناق على طلبة جامعة صنعاء وجامعات يمنية أخرى ومنعهم من إقامة أي تجمعات أو احتفالات بحجة منع الاختلاط، أفاد مواطنون في صنعاء بأن مسلحي الجماعة اقتحموا الأسبوع الماضي عدداً من قاعات المناسبات المخصصة لحفلات التخرج والأعراس ومنعوا الخريجين والعرسان من إقامة احتفالاتهم.
وقال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي الجماعة هددوا أثناء عمليات الدهم منظمي تلك الاحتفالات ومن يحتضنهم بإيداعهم السجون، مشيرين إلى أن عناصر الجماعة برروا تلك الجرائم بأن حفلات التخرج والأعراس «تندرج ضمن الحرب الناعمة والغزو الثقافي الغربي للمجتمع اليمني» بحسب زعمهم.
وفي سياق استمرار الجماعة في «حوثنة» ما تبقى من قطاع التعليم العالي بمناطق سيطرتها، أفاد موظفون وعاملون في جامعة صنعاء بأن إدارة الجامعة المعينة من قبل الميليشيات، أقدمت منتصف الأسبوع الماضي على تغيير أساتذة قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن بكلية التربية بالجامعة واستبدال آخرين يكنون الولاء الطائفي للجماعة بهم.
وقال عاملون في الجامعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة استبدلت بالمناهج الدراسية السابقة في قسمي الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن الكريم المتضمنة كتب السنة والحديث وكتب الإمام الشوكاني، منهجاً جديداً يحتوي أفكار الجماعة وزعيمها ومؤسسها.
وأشاروا إلى أن الجماعة عمدت منذ انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 إلى تغيير إدارة الجامعة، وإحلال موالين لها، وإضافة مواد دراسية من شأنها نشر الأفكار الحوثية الإرهابية المستوردة من إيران بين أوساط الطلبة، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات والأنشطة ذات الصبغة الطائفية في الجامعة بشكل متواصل.
وكان مسؤول أميركي أكد خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي، أن ممارسات ميليشيات الحوثي في اليمن تتطابق مع ما تقوم به المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى استمرارها في تعميق علاقتها مع وحدات النخبة العسكرية الإيرانية.
وجاء حديث المسؤول الأميركي في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد المسؤولين الحوثيين لانتهاكاتهم ضد حقوق الإنسان، فيما واصلت إدارة ترمب مداولاتها بشأن تصنيف الميليشيات جماعةً إرهابية، حسبما نقلته وسائل إعلام أميركية.
وقال تيموثي ليندركينغ، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الخليج العربي، إنه لا يمكنه التعليق على المداولات الداخلية حول التصنيف المحتمل للحوثي، لكنه أضاف: «الحوثيون يفعلون أشياء تشبه سلوك منظمة إرهابية».
وأضاف: «أعمال الحوثيين تعدّها الولايات المتحدة أكثر إرهابية في طبيعتها»، محذراً بأن «الحرس الثوري» الإيراني يساعد بشكل متزايد في تمويل وتدريب المسلحين الحوثيين.
حملة حوثية مكثفة في صنعاء وريفها لتجنيد الشبان وصغار السن
أفادت مصادر محلية في صنعاء وريفها بأن الميليشيات الحوثية عادت مجددا إلى استهداف الشبان وصغار السن من خلال حملة تجنيد واسعة أطلقتها مؤخرا عبر مشرفيها ومسؤولين محليين موالين لها في معظم أحياء المدينة والقرى المحيطة بها.
وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قيادات الجماعة في صنعاء العاصمة ألزمت مطلع الأسبوع الحالي مشرفين وقيادات محلية وعقال حارات في مديريات (معين والوحدة والثورة ) بأمانة العاصمة إلى جانب مناطق (حراز وسنحان وبني بهلول وبلاد الروس) الواقعة بنطاق ريف صنعاء، بضرورة تحشيد مقاتلين جدد للدفع بهم بعد إخضاعهم لدورات عسكرية مكثفة نحو جبهات القتال المختلفة.
وطبقا للمصادر ذاتها التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فقد فرضت الجماعة على عقال الحارات والمشرفين التابعين لها في الثلاث المديريات المذكورة سرعة رفدها بعناصر جديدة للقتال، وقالت إن الميليشيات ألزمت كل مسؤول حي في العاصمة بضرورة توفير 5 مقاتلين جدد من مختلف الأعمار كحد أدنى لرفد جبهاتها المنهارة.
وتوعدت الجماعة أتباعها ومشرفيها في تلك المديريات المستهدفة بنطاق أمانة العاصمة بحرمانهم من عدة امتيازات مالية وعينية كانت منحتها لهم، إلى جانب اتخاذ عقوبات مشددة بحقهم وإدراجهم ضمن قوائم المتقاعسين والمخالفين لأوامرها وتوجيهاتها العاجلة.
في غضون ذلك، أبلغ سكان محليون وشهود عيان في صنعاء بأن مشرفي الجماعة شنوا حملة تجنيد واسعة بعدد من أحياء العاصمة صنعاء بغية الحصول على مقاتلين جدد ولو من صغار السن لإلحاقهم في الجبهات.
وفي نطاق ريف صنعاء، تحدثت المصادر المحلية عن أن مشرفين حوثيين شنوا على مدى الأيام القليلة الماضية وبناء على التوجيهات الموجهة لهم من قيادات عليا في الجماعة حملة تجنيد طالت عدة مناطق وقرى بأرياف المحافظة للضغط على الأسر لإجبارها على إرسال مجندين جدد من أبنائها للقتال بصفوف الجماعة.
وروى شهود أن دوريات حوثية مسلحة جابت مناطق وقرى بريف صنعاء (جنوب وغرب العاصمة) في سياق السعي لحشد المجندين وإغراء ذويهم بتقديم رواتب لهم ومساعدات غذائية. وشملت الحملة الحوثية تجنيد الشبان والأطفال من عمر 12 سنة وما فوق، حيث يقوم مسلحو الجماعة بعد بنقل المستقطبين الجدد عبر عربات عسكرية إلى مراكز تجمع سرية لإخضاعهم لتدريبات سريعة ومن ثم إلحاقهم بالجبهات المختلفة.
وفي حين بينت المصادر أن حملة التجنيد الحوثية تلك طالت حتى القرى البعيدة والنائية التابعة للمديريات المستهدفة في نطاق ريف صنعاء، كشفت أيضا عن خيبة أمل منيت بها الجماعة أثناء رفض كثير من أهالي تلك القرى مدها بمقاتلين من أبنائها وهو ما قاد إلى وقوع تصادمات مع مسلحي الجماعة انتهت بعودة هؤلاء دون الحصول على مبتغاهم.
وتأتي مواصلة الجماعة المدعومة إيرانيا عمليات التجنيد والتعبئة عبر مختلف الوسائل التحريضية للشبان والأطفال في العاصمة وريفها في وقت تؤكد فيه مصادر يمنية متعددة أن الميليشيات باتت تواجه أزمة حادة في أعداد مقاتليها خصوصا عقب الخسائر البشرية التي منيت بها خلال الأشهر القليلة الماضية وبخاصة في محافظات مأرب والجوف والضالع.
وكان مشرفون حوثيون أقدموا قبل نحو أسبوع على خداع 25 شاباً من صنعاء بحجة تنفيذ نشاط تطوعي لتسلمهم لمجموعة أخرى تنقلهم قسراً إلى جبهات القتال.
وذكرت تقارير محلية عدة أن مشرفي الجماعة من صعدة نقلوا الأسبوع الماضي الشبان الـ25 بعد استدراجهم عبر عناصرها لتنفيذ نشاط تطوعي يتمثل في تنظيف أحد مساجد حي الحصبة (شمال صنعاء) لتسليمهم لاحقاً إلى مجموعة أخرى، تنقلهم بدروها على متن سيارات إلى خارج العاصمة باتجاه جبهات القتال شرق صنعاء.
وبينما تؤكد التقارير إصابة اثنين من المخدوعين، ما زال مصير البقية مجهولا، سادت حالة سخط أوساط الأهالي الذين يبذلون مساعي حثيثة لإعادة بقية الشبان إلى ذويهم.
وأشارت المصادر إلى أن أهالي الشبان المخدوعين تفاجأوا بأن أبناءهم اختفوا في ظل ظروف غامضة، ثم تأكدوا بعد تكثيف التواصل بالمشرفين الحوثيين إلى أنه جرى نقلهم دون رغبة منهم إلى جبهات الميليشيات.
وعادة ما تلجأ الجماعة في حال رفض الأهالي الزج بأبنائهم في جبهات القتال إلى استعمال أساليب أخرى لاستقطاب الشبان وصغار السن وغسل عقولهم بأفكارها الخمينية وصولا إلى إقناعهم بحمل السلاح.
ولم تورد الجماعة الموالية لإيران أي إحصائية بشأن خسائرها خلال سنوات القتال، غير أن مصادر يمنية تقدر أنها خسرت عشرات الآلاف من عناصرها قتلى وجرحى، وهو ما جعلها تسعى باستمرار لتعويض النقص في صفوفها عبر حملات التجنيد في مختلف المحافظات الخاضعة لها سواء بالترهيب أو الترغيب.