طائرات الشحن التركية فى ليبيا تكشف مناورات أنقرة مع مصر
السبت 02/يناير/2021 - 01:30 م
طباعة
أميرة الشريف
تعمدت تركيا استعمال سياسة التودد والتلون مع مصر بتصدير تصريحات على لسان وزير خارجيتها تشاويش أوغلو بأن "تركيا لا ترغب في صدام مع مصر في ليبيا" وأنها "على استعداد للتنسيق الأمني مع مصر في الملف الأمني" ، وزعمت تركيا عبر سياستها الخارجية بالتنسيق مع قطر، أن هناك توافقا مع القاهرة فيما يتعلق بالأزمة الليبية، إلا أن شحنات الـ"سي 130" الأخيرة أظهرت أكاذيب تركيا.
فقد صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، بأن بلاده، لا ترغب في الصدام مع مصر في الملف الليبي، وأنها تسعى لعدم تضارب مصالحها مع القاهرة سواء في ليبيا أو غيرها من الملفات الإقليمية، وانكشفت كذب تلك المساعي وادعى أوغلو، أن التواصل بين الجانبين مستمر على الصعيد الاستخباراتي وعلى مستوى وزارتي الخارجية، مشيرًا إلى أن تركيا تسعى لتحديد خارطة طريق بشأن علاقات ثنائية جديدة مع مصر.
وأضاف أن تركيا تسعى لتحديد خارطة طريق بشأن علاقات ثنائية جديدة مع مصر، وأن هناك مساعيا تركية للتحرك وفق مبدأ عدم التضارب بين مصالح الدولتين في المحافل الدولية، واستمرار التواصل بين البلدين عبر ممثلياتيهما في أنقرة والقاهرة.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى زيارة الوفد المصري رفيع المستوى إلى طرابلس بعد ساعات من حضور وزير الدفاع خلوصي أكار ورئيس أركانه إلى الغرب الليبي، قائلا :"إن زيارة الوفد المصري لطرابلس ليست مرتبطة بزيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى ليبيا".
ويؤكد مراقبون في طرابلس على سعي تركيا عبر أدواتها الاستخباراتية والإعلامية، لإيهام الشارع العربي عامة والليبي خاصة بأن هناك توافقا سريا بين مصر وتركيا بخصوص الملف الليبي.
واعتبروا أن تركيا تسعى لضرب العلاقة بين القاهرة وبنغازي من جانب، وبينها وحلفائها بالملف الليبي من جانب آخر، على غرار محاولات نفس الأدوات الاستخباراتية والإعلامية التي تحاول الآن صنع فتنة بين الأشقاء في الخليج وتحديدا بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عبر الاستغلال السيئ لواقعة تفجير مطار عدن، وهو الدور الخبيث المكلف لدى قناة الجزيرة القطرية، واللجان الإلكترونية التي يديرها عناصر الإخوان الإرهابية الهاربين من مصر والخليج إلى تركيا.
وتأتي هذه المحاولات فيما تواصل أنقرة إرسال شحنات من الأسلحة عبر رحلات طائرات الشحن العسكرية "سي 130" إلى الغرب الليبي.
وأفادت مواقع عسكرية، رصد طائرات عسكرية تركية، أكثر من مرة، "من طراز (سي 130) متجهة إلى الغرب الليبي، محملة بأعداد من المرتزقة السوريين أو بالأسلحة، لدعم مليشيات طرابلس".
واستندت الشبكة الأمريكية، على أقوال مصادر ليبية "أن طائرتي شحن قادمتين من تركيا هبطتا في قاعدة الوطية، غربي ليبيا، في مؤشر على استمرار أنقرة في دعم المرتزقة"، رغم وجود قرارات دولية تحظر إدخال الأسلحة إلى ليبيا.
ووفق خبراء فإن تركيا تعتمد في سياستها الخارجية على بث الفتن وضرب العلاقات بين الأشقاء العرب منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا.
ويروا هذا التحرك "فشل أمام ثقة الشعب الليبي الكبيرة في الشقيقة الكبرى مصر وتاريخها المشرف مع كل جيرانها، في ظل تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دوما على أهمية أمن واستقرار ليبيا والتي تمثل جزءا رئيسيا من أمن واستقرار القاهرة"، وفق سكاي نيوز عربية .
جدير بالذكر بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في وقت سابق، إن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة "خط أحمر" لبلاده "وأمنها القومي".
ودعا السيسي، إلى وقف إطلاق النار بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الليبي المدعومة من تركيا، مؤكدًا أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا؛ باتت تتوافر له الشرعية الدولية.