استراتيجية إيران مع إدارة بايدن.. ما هي رسائل خامنئي في خطاب الجمعة؟
في تصريحات جديدة تكشف الاستراتيجية الايرانية في التعامل مع ادارة الرئيس الامريكي المنتخب جون
بايدن، وسيد البيت الابيض الجديد، خرج المرشد الاعلى علي خامنئي، اليوم الجمعة ليؤكد
على استمرار استراتيجية ايران في دعم الجماعات الارهابية والميليشيات المسلحة وكذلك
عدم التعجل في فتح مفاوضات جديدة مع واشنطن، وابقاء سياستها الاقليمية كما هي.
وقال خامنئي « طهران لديها التزامات بدعم حلفائها في المنطقة، لافتا إلى أن
تواجدها الإقليمي هو لتعزيز الثبات والاستقرار في المنطقة».
وتلعب إيران دورا سليا في استقرار المنطقة، بدعمها للجماعات المسلحة والارهابية
والميليشيات الطائفية، كجيوش غير نظامية تستخدم في حروب بالوكالة داخل سوريا والعراق
واليمن، وأفغانستان، وهي مناطق ذات وجود امريكي بشكل أو بأخر، واعترف المساعد التنسيقي
في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي، والتي
قال فيها : «أنفقنا على مدى الثلاثين عامًا الماضية 17 مليار دولار على الأنشطة الدفاعية
والثقافية في المنطقة».
الرسالة الثانية في خطاب خامنئي اليوم، هو «إيران لا تتعجل عودة الولايات المتحدة
للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، لكنه شدد على ضرورة رفع العقوبات فورا»ن مضيفا
«لا نصر على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ولا نتعجلها... لكن المنطقي هو مطلبنا
برفع العقوبات».
وعن قرار البرلمان بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، أكد المرشد الايراني أن «القرار
صحيح وسياسة بلاده هي الالتزام مقابل الالتزام».
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، هدد أمس برفع نسبة
تخصيب اليورانيوم إلى 90% بعد تعليق طهران التزاماتها بالاتفاق النووي.
المرشد الايراني طالب في نفس الوقت، برفع العقوبات الامريكية، على بلاده، وهو
ما يعد اعترافا بتأثير العقوبات التي فرضتها ادارة الرئيس دونالد ترامب على طهران،
وخاصة على مكانة عمائم طهران في الشارع الايراني، وايضا بين مؤيديه ومناصريه في الدول
العربية من الميليشيات والتيارات التي ترى في «الولي الفقيه» المرجعية والقوة في مواجهة
الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المرشد الايراني « إذا تم رفع العقوبات ، فهذا يعني أن الولايات المتحدة
ستعود إلى المفاوضات، ولكن إذا لم يحدث ذلك ، فحتى عودة الولايات المتحدة إلى المفاوضات
قد تكون على حسابنا».
وحول منظومة الصواريخ الايرانية، اكد خامنئي، ان برنامج الصواريخ للحرس الثوري
الإيراني ، ونفوذ إيران في الشرق الأوسط «أمر
غير قابل للتفاوض او المناقشة»، مضيفا «منظوماتنا الصاروخية دفاعية ومهمة في ردع الأعداء
وهي خارج المساومات».
في مقابلة مع فريد زكريا مراسل CNN ،
قال جيك سوليفان ، مستشار الأمن القومي للإدارة الأمريكية لإدارة بايدن ، إنه إذا كان
هناك أي نقاش حول عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة ،
فإن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني «يجب أن يكون على الطاولة»، وهو ما يرفضه
خامنئي.
خامنئي أشار أيضًا إلى عدة أحداث تاريخية خلال 2020، منها جنازة قائد فيلق القدس
ورجل ايران القوي في الشرق الاوسط قاسم سليماني
، وسقوط الطائرة الأوكرانية ، والاحتجاجات التي شهدها الشارع الايراني، معتبرا، هذه
الوقائع هي تستهدف ايران.
يرى مراقبون ان خطاب خامنئي اليوم يشكل الرؤية والاستراتيجية الايرانية في التعامل
مع إدارة جون بايدن، وهو ما يشكل علامات على مدى قبول طهران وواشنطن بهذه الاستراتيجية،
وهو سيتمر المرشد الاعلى في العناد مع سيد البيت الأبيض الجديد ام ان الامور ستتغير
عند الجلوس على الطاولة؟