السراج من روما إلى أنقرة للاجتماع مع قادة ميليشيات ليبية ومسؤولين أتراك

الأحد 10/يناير/2021 - 01:12 م
طباعة السراج من روما إلى فاطمة عبدالغني
 
جهود دولية وإقليمية تبذل لانتشال ليبيا من أزماتها الراهنة ووضعها في مسارها الصحيح، إلا أن تركيا ومعها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج يبدو وكأنهم لا يأبهون لتلك الجهود، فقد أنهى السراج زيارةً للعاصمة الإيطالية التقى خلالها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، ليتجه منها إلى أنقرة لحضور اجتماع مع قادة ميليشيات ليبية ومسؤولين أتراك. 
وأكدت التقارير حضور أبرز قادة ميليشيات طرابلس ووزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير دفاع حكومة الوفاق صلاح النمروش بالإضافة إلى الإخواني خالد المشري، وستجري اجتماعات بين أطراف ليبية ومسئولين أتراك، هدفها بحسب محللين ترسيخ النفوذ التركي في ليبيا وفرض سياسة الأمر الواقع، بالرغم من أي مصالحة ليبية – ليبية قد تفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
هذا إضافة إلى معلومات تفيد بانزعاج أنقرة من اتصالات أجرتها مصر مع بعض الأطراف في حكومة الوفاق الرافضة للتصعيد التركي.
كما تسعى تركيا بحسب التقارير إلى حل الخلافات الداخلية بين أجنحة ميليشيات الوفاق، والتي يبدو أن نشاطها بات خارج السيطرة، خصوصًا مع تصريحات وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا الذي أقر بفشله في حل الميليشيات بسبب تلقيها الدعم من شخصيات ومؤسسات في حكومة الوفاق.
وقال باشاغا في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" مساء الجمعة، إنه يعتزم تحديد المجموعات التي يجب نزع سلاحها، وتلك التي يمكن استيعابها في الأجهزة الأمنية، لكنه يواجه مشاكل في تنفيذ تلك الخطة.
إلى ذلك، أوضح أن بعض المجموعات متحالفة مع مسؤولين آخرين في طرابلس، وتسيطر على بعض المؤسسات، مثل جهاز المخابرات، وذلك في إشارة إلى ميليشيات طرابلس المتحالفة مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
كما عبّر عن رغبته وأمله في تولي منصب رئيس الوزراء في السلطة القادمة، التي يمكن أن تنتج عن ملتقى الحوار السياسي الليبي الجاري.
يذكر أن محطات عدة أظهرت في السابق صراع الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق على المؤسسات والصلاحيات في العاصمة طرابلس، كما ظهر جليا النزاع بين جناحين ضمنها، واحد يتبع السراج وآخر باشاغا.
وبحسب مراقبين فإن استدعاء تركيا للأطراف الليبية يأتي للتحضير كذلك لمرحلة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد أن اقتربت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن من إعلان الخطوط العريضة لسياساتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تبدو أنها ستكون غير متسامحة مع التدخلات التركية التي تزعزع الأمن والسلام سواء في شرق المتوسط او في ليبيا. 
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان فتحي باشاغا، عن عملية عسكرية يجري التحضير لها بدعم تركي لاستهداف مهربي البشر والجماعات المسلحة المتطرفة غرب ليبيا.
ودعا باشاغا واشنطن للمساعدة في هذه العملية، قائلا: تعهدت تركيا بدعمنا في العملية التي سننفذها في الغرب، ونأمل أن تساعدنا أمريكا للقضاء على العناصر الإرهابية المتسللة إلى ليبيا.
وقال باشاغا إن آمالنا ازدادت بشكل كبير بعد فوز جو بايدن في الانتخابات، ونأمل أن يكون للإدارة الأمريكية الجديدة دور رئيسي في استقرار ليبيا وتحقيق المصالحة.     
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن محاولة تركيا الانخراط في هذه المواجهة جاء لتبرير وجودها في الغرب الليبي سواء للإدارة الأمريكية الجديدة، أو الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى أنقرة لإظهار نفسها كونها داعمة للاستقرار ومناهضة للإرهاب، ولو من خلال ضرب الميليشيات، التي كانت حليفة لها في معاركها في مواجهة الجيش الليبي.
كما يحاول النظام التركي من خلال المشاركة في الحرب ضد الإرهابيين والمهربين في غرب ليبيا، استجداء موقف مؤيد من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، برفع العقوبات المسلطة على بلاده بسبب شراء منظومة الدفاع الروسية "إس 400". كما يهدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة جسور التواصل مع واشنطن وعواصم أوروبية بالاعتماد على الورقة الليبية، وأنه بعد أن كان يتجه شرقاً بدق طبول الحرب في منطقة الخط الأحمر سرت- الجفرة، تحول إلى غرب طرابلس لخوض معركة بدعوى مكافحة الإرهاب والتهريب.

شارك