استثمار في الحرب.. تصعيد حماس يهدد بتأزيم الوضع في غزة
الخميس 26/مايو/2022 - 06:04 م
طباعة
علي رجب
عادت حماس الى خطابها التصعيدي ضد اسرائيل في الوقت الذي يعاني منه ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة، ويهدد جهود الاعمار في القطاع.
حماس التي تجيد سوى تصدير لغة الحرب والتصعيد، حذرت قادة الاحتلال من أية حسابات خاطئة في القدس والأقصى، داعية الفلسطينيين إلى المشاركة الفاعلة والحشد الواسع، في فجر يوم الأحد الموافق 29/5/2022، عبر شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى، والرّباط والاعتكاف فيه، وأداء صلاة الضحى، والثبات في كلّ ساحاته وأبوابه وأركانه المباركة، دفاعاً عنه، وإفشالاً لمخططات المستوطنين الصهاينة باقتحامه وتدنيسه وبأداء طقوسٍ استفزازيةٍ داخل باحاته.
لكن الحركة لم تقدم أي بيدل اخر من أجل القضية الفلسطينية، هي فقط تترك أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الرصاص الاسرائيلي، دون ان تحرك ساكنة في الدفاع عنهم، ولكن تعتبر المواجهات والتصعيد بضاعة رابحة ومتاجرة كلها مكاسب للحركة التي تسعى تواجه بعقوبات امريكية وأوروبية.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤول مالي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشبكة استثمارية ومالية "سرية" و"واسعة"، قالت إنها مرتبطة بالحركة.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية "صنّف اليوم مسؤولاً ماليًا من حماس، بالإضافة إلى شبكة موسعة من ثلاثة ميسرين ماليين من حماس وست شركات حققت عائدات للجماعة الإرهابية من خلال إدارة محفظة الاستثمار الدولية".
ويمتلك مكتب الاستثمار التابع لحماس، الذي تشرف قيادته على هذه الشبكة، أصولاً تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، بما في ذلك الشركات العاملة في السودان وتركيا والمملكة العربية السعودية والجزائر والإمارات العربية المتحدة، حسب البيان.
تصعيد حماس يتغافل عن مصالح الشعب الفلسطيني وحياته الكريمة، ويسعى الى الاستثمار في الأزمات والحروب من أجل زيادة استمثاراته المالية في الخارج.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني حسن عصفور، أن حماس لا ترى الا مسلحتها ومنهجها في قطاع غزة، وهي تعمل على الاستثمار في الأزمات لصالحها، دون النظر إلى اوضاع الشعب الفلسطيني.
وقال عصفور إن انقلاب حماس في 2007 كان احد أسباب الضعف الذي اصابة القضية الفلسطينية، وحول الوحدة الفلسطينية الى جزر منعزلة.
وأضاف أن انقلاب 2007 ضرورة خالصة للمشروع التهويدي، ليس فقط لأنه أضعف المعركة الوطنية بل تمكن من حرف قاعدتها الفكرية – السياسية، من صراع مع عدو الى صراع متشابك، يتم الخلط بين أطرافه بين حين وآخر، وفقا لما تتمكن أجهزة دولة العدو القومي من تحريك عناصر ذلك الاستخدام.
واعتبر "عصفور" أن القرار الاقتصادي الأخير من حركة حماس، بفرض ضريبة خاصة على منتجات الضفة الداخلة الى قطاع غزة، تأكيد أنها "بضائع دولة أجنبية"، وليس بضائع فلسطينية تنتقل من مدينة لأخرى، كما هي بين جنين ونابلس، رام الله وأريحا، أو بين غزة وخانيونس، ما أثار "الريبة السياسية الوطنية" من سلوك يلتحف بكثير من سبل التضليل.
وأوضح أن حماس ما كان لها أن تذهب بالخطوات الانفصالية دون أن تجد دعما من قوى تتلحف بأسماء مختلفة، وتقبع تحت مسمى جديد لتمرير ما يرسم خدمة لطرف-ايران- يريد تعزيز مكانته التفاوضية مع الولايات المتحدة، عبر الموضوع الفلسطيني، لتبدو أن لها أنياب في المناطق الساخنة، اليمن، لبنان، العراق وفلسطين، وتلك لم تعد مسألة مجهولة.
يأتي ذلك فيما يعتمد حوالي 80% من الأسر في غزة على المساعدات الغذائية، فيما تشير بيانات الأونروا الأخيرة إلى أن أكثر من 300 ألف لاجئ في غزة، يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
وتسعى الأونروا لتلبية احتياجات أولئك الأكثر عرضة للخطر وتأثير الصعوبات المزمنة التي يواجهها الناس في توفير الغذاء، كما تعمل على القضاء على البطالة والفقر غير المسبوق من خلال توفير 7-15 ألف عقد عمل شهريًا لدعم عشرات الآلاف من المستفيدين غير المباشرين.