بالأرقام.. تقرير حقوقي يوثق آلاف الانتهاكات الحوثية بحق معلمي اليمن

السبت 28/مايو/2022 - 09:56 ص
طباعة بالأرقام.. تقرير فاطمة عبدالغني
 
سلط تقرير حقوقي حديث الضوء على انتهاكات ميليشيا الحوثي لقطاع التعليم، وآثار الحرب على العملية التعليمية في اليمن، خلال الفترة الواقعة بين 24 أكتوبر 2014 حتى 30 ديسمبر2021.
وكشف التقرير الصادر عن نقابة المعلمين اليمنيين، ارتكاب مليشيا الحوثي 49 ألف انتهاك، في قطاع التعليم ومنتسبيه، وأوضح التقرير الذي اطلقته النقابة، الخميس 26 مايو، في مؤتمر صحفي  بمحافظة مأرب، بعنوان "آثار الحرب على قطاع التعليم في اليمن"، أن الانتهاكات توزعت  بين القتل العشوائي والاغتيالات والموت تحت التعذيب والاصابات والاعتقالات والإخفاء القسري والتهجير القسري وتفجير المنازل ومصادرة المنازل والأملاك لمعلمين.
كما شمل التقرير، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الفصل التعسفي من الوظيفة العامة، والتسريح القسري للمعلمين واستبدالهم بعناصر طائفية تابعة للميليشيا. ومصادرة الرواتب وتفجير المدارس وتحويلها الى ثكنات عسكرية أو سجون ومعتقلات خاصة.
ورصد التقرير، حالات انتهاك تمثلت في تجنيد الاطفال، واستخدام المدارس لإقامة دورات وفعاليات طائفية، وتغيير المناهج التربوية بمناهج طائفية تكرس ثقافة الموت والكراهية والقتل والعداء لليمنيين وللدول المجاورة. وإقامة فعاليات طائفية ودورات ثقافية وإجبار المعلمين والطلاب على حضورها. إضافة إلى إجبار الفتيات على التسريح من التعليم وفرض رسوم جباية كبيرة على الطلاب والطالبات لإجبارهم على ترك المقاعد الدراسية، إلى جانب تغيير اسماء المدارس بأسماء قيادات حوثية.
وقال التقرير، إن فرق الرصد تمكن من توثيق 1580 حالة قتل لمعلمين وجرح 2642 آخرين في مناطق سيطرتها من خلال القنص والقتل المباشر خارج القانون والاغتيالات والاستهداف لمنازلهم واحيائهم بالقذائف والصواريخ والمسيرات، إلى جانب توثيق 22 معلما وتربويا قضوا تحت التعذيب في سجون المليشيا.
وأوضح التقرير، أن الفريق وثق 1137 حالة اعتقال طالت معلمين وتربويين، منهم 170 حالة إخفاء قسري. إضافة إلى إصدار أحكام إعدام عام 2019م بحق عشرة مختطفين من المعلمين.
وأضاف، أن الفريق وثق أيضا621 حالة تعذيب جسدي ونفسي في سجون الميليشيا تنوعت بين الصعق الكهربائي والضرب ومنع النوم والأكل والشراب والدواء، والتعليق والحبس الانفرادي، والتهديد باختطاف وذبح وقتل الأبناء والأقارب والسب والشتم وامتهان الكرامة وغيرها.
وذكر أن الرصد شمل 20 ألفا و142 حالة تهجير وإجبار المعلمين على ترك منازلهم وأعمالهم، وتفجير 25 منزلا لمعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، ولفت التقرير إلى أن المليشيا أخرجت أغلب النساء والاطفال من منازلها بقوة السلاح إلى العراء عند التفجير، إضافة إلى حجز ومصادرة 681 منزلا خاصا بمعلمين وتربويين.
وقال التقرير إن الاحصائيات تؤكد أن 60% من إجمالي العاملين في القطاع التربوي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لم يتسلموا رواتبهم بشكل منتظم منذ 4 سنوات، فيما تعرض 924 معلما وتربويا للفصل التعسفي من وظائفهم في محافظة صنعاء عام 2019  فقط واستبدالهم بعناصر طائفية تابعة لمليشيا الحوثي.
كما بيّن التقرير أن فرق الرصد تمكنت من توثيق 25 مدرسة فجرتها ميليشيا الحوثي، وتحويل 22 مدرسة أخرى إلى ثكنات عسكرية وسجون، وعدد 74 مدرسة تمترس الحوثيون بآلاتهم العسكرية فيها ما جعلها عرضة للقصف والاستهداف في عدد من المحافظات.
كما وثق التقرير ارتكاب ميليشيا الحوثي جريمة تجنيد بحق 17350  طفلا من الطلاب  دون سن الـ 18 عاما منذ انقلابها على الشرعية واحتلالها مؤسسات الدولة. كما رصد 4168 فعالية ودورة ثقافية في محافظة صنعاء وحدها وإجبار المعلمين والطلاب على حضورها.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي طالت بنية النظام التعليمي في اليمن من خلال تغيير المناهج، قال التقرير إن ميليشيا الحوثي منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة نهاية 2014م أولت اهتماما بالغا بالسيطرة عل المؤسسات التعليمية.
وأشار إلى تعيين الميليشيا شقيق زعيمها عبد الملك الحوثي، يحيى بدر الدين الحوثي وزيرا للتربية والتعليم رغم عدم امتلاكه أي مؤهل تعليمي.
ونوه التقرير إلى تكريس يحيى الحوثي عمليات الاستيلاء والسيطرة التامة على مؤسسات التعليم الرسمية والخاصة وإقصاء غالبية من يخالفهم في الفكر.
وتطرق التقرير إلى إجراء الميليشيا تغييرات وتعديلات تدريجية في المناهج الدراسية بما يخدم عقيدتها وأهدافها وغرس مفاهيم جديدة في أوساط الطلاب. بما يتوافق مع رؤية المليشيا من الناحية العقائدية والعسكرية وتكريس ثقافة الكراهية والعنف والقتل والموت والتقديس للسلالة الطائفية، من خلال إضافة أسماء وصور بعض قاداتها في المناهج الدراسية باعتبارهم من الرموز التاريخية اليمنية بعكس ما هو موثق ومعروف في التاريخ اليمني.
يشار إلى أن تقارير المنظمات والمراكز الحقوقية هذه لا تغطي انتهاكات وجرائم الحوثي كافة من حيث الزمان والمكان، ولكن ما وُثق كافٍ لتوضيح فداحة وضع المعلمين في اليمن، وفداحة الانتهاكات الحوثية بحق المدنيين.

شارك