تقرير أمريكي يكشف فرص رئيس الصومال الجديد في محاربة الإرهاب
السبت 28/مايو/2022 - 09:58 ص
طباعة
روبير الفارس
في 15 مايو اجتمع أعضاء "البرلمان الاتحادي في الصومال" لانتخاب حسن شيخ محمود رئيساً، بعد مرور خمس سنوات على انتهاء شَغله هذا المنصب في الفترة 2012-2017. وسيحل محل محمد عبد الله محمد، المعروف باسم "فرماجو"، الذي هزمه في انتخابات عام 2017.ويتولى حسن شيخ محمود الحُكم في وقت صعب للغاية. فقد شابت الانتخابات العرقلة التي مارسها فرماجو وإساءة استخدامه السياسي لقوات الأمن، بالإضافة إلى التقارير عن عمليات شراء ضخمة وشاملة للأصوات. وفي الوقت نفسه، لا يزال "الجيش الوطني الصومالي"، وقوات حكومة الولاية، والمليشيات العشائرية، و"حركة الشباب المجاهدين" التابعة لتنظيم «القاعدة» يقاتلون من أجل السيطرة على البلاد - في الواقع، أدى تصاعد الاشتباكات السياسية والعسكرية منذ عام 2020 إلى إفساح المجال أمام "حركة الشباب" لكي تزداد قوة. واكد تقرير امريكي ان عودة حسن شيخ محمود تمنح إدارة بايدن فرصاً جديدة لتعميق شراكتها مع مقديشو وتعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة. وبالنظر إلى موقع الصومال الاستراتيجي على خليج عدن، فقد شكلت البلاد حلقة وصل لتهريب الأسلحة والنشاط القتالي الذي يؤثر على كل من الشرق الأوسط وأفريقيا. و"حركة الشباب" هي أكبر جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» وأفضلها تمويلاً، وقد قدّرت "الأمم المتحدة" مؤخراً أن عدد مقاتليها يصل إلى 12000 فرد وأن إيراداتها تصل إلى 10 ملايين دولار شهرياً. كما أن الجماعة التابعة لتنظيم « داعش » في الصومال تبني قوتها بشكل تدريجي أيضاً. وتشكل الحكومةالصومالية شريكاً لا غنى عنه في محاربة هذه الجهات الفاعلة.
وندد التقرير الذى كتبه عيدو ليفي الزميل المشارك في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني .باستبداد الرئيس السابق فرماجو الذى وصل إلى السلطة في عام 2017، وقال التقرير أن فترة ولايته أصبحت استبدادية بشكل متزايد وودية مع الجهات الفاعلة السيئة في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من انتهاء ولايته في 8 فبراير 2021، فقد رفض السماح بإجراء انتخابات على مدى أشهر، وصمد لأطول فترة ممكنة من أجل كسب الوقت وتوطيد الدعم.وشكّل استخدام فرماجو للقوة مشكلة أيضاً. ففي أوائل عام 2020، قام بنشر 700 جندي صومالي درّبتهم تركيا في منطقة جدو على أمل الحصول على دعم سياسي هناك، مما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة مع قوات ولاية جوبالاند. كما أرسل قوات لإخضاع ميليشيا "أهل السنة والجماعة" الصوفية التي كانت متحالفة مع الحكومة سابقاً في ولاية جلمدج. وفي غضون ذلك، تلاشت وتيرة العمليات الخاصة بالكيان الوحيد الذي لا يزال ينشط في محاربة "حركة الشباب" - أي "لواء دنب" الذي أنشأته الولايات المتحدة، وهو وحدة قوات العمليات الخاصة الرئيسية في الصومال - بعد سحب إدارة ترامب للقوات الأمريكية في يناير 2021. وبعد ثلاثة أشهر، اشتبكت القوات الحكومية والمعارِضة في مقديشو، مما تسبب في نزوح ما بين 60,000 و 100,000 شخص. وفي أكتوبر، أمر فرماجو قوات "دنب" ووحدات الجيش الأخرى بالقضاء على معقل "أهل السنة والجماعة" في بلدة جوري عيل، حيث يستمر القتال بشكل متقطع - وقد حدث ذلك دون تواجد القوات الأمريكية لكي لا تعمل على منع اتخاذ هذه الخطوة.
وفي ظل هذا النزاع السياسي والعسكري العنيف، عززت "حركة الشباب" سيطرتها على الأراضي في الجنوب، وزادت قوتها، وأعدّت نظاماً ضريبياً متطوراً أكثر من أي وقت مضى، وقدّمت خدمات ضرورية - لا سيما تسوية المنازعات - بشكل أكثر كفاءة من الحكومة. وتُواصل الجماعة أيضاً تهديد الأهداف الأمريكية والتخطيط لشن هجمات ضدها في بعض الأحيان، وقد تحاول تنفيذها إذا ازدادت ثقتها بمكانتها.أما بالنسبة للجماعة المحلية التابعة لتنظيم « داعش»، فتُواصل بناء قوتها من منطقتها المحصورة في جبال غالغالا على الرغم من مواجهة ضغوط من "قوة أمن بونتلاند" الأكثر فعالية والمدعومة من الولايات المتحدة. وفي الواقع، أصبحت هذه الجماعة على نحو متزايد نقطة تقاطُع لوجستية مهمة بين "المحافظات" الأساسية لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا وتلك الواقعة في غرب أفريقيا ووسطها.
واكد التقرير إن الإطاحة بفرماجو تمنح واشنطن فرصاً جديدة للسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة على عدة جبهات. واستغل الرئيس بايدن ذلك بالفعل من خلال إعادة نشر القوات الأمريكية في الصومال بعد وقت قصير من فوز حسن شيخ محمود. فهذه خطوة مهمة ستُنشّط القتال ضد "حركة الشباب" من خلال تفعيل" لواء دنب" مجدداً. وفي الواقع، ساهمت عملية عزل "دنب" المتعمد عن سوء الاستخدام السياسي وعلاقات هذه الوحدة الوثيقة مع العناصر الأمريكيين من جهة أخرى في تميّزها عن بقية الجيش الصومالي ومكّنتها من تنفيذ أعمال هجومية فعالة ضد "حركة الشباب".
كما ان الفرصة متاحة للولايات المتحدة للارتكاز على دعمها العسكري الحالي لـ"قوة أمن بونتلاند" من خلال تشجيع المزيد من التنسيق على الصعيدين الأمني والاستخباراتي بين بونتلاند ومقديشو، بهدف محاربة تنظيم « داعش» والتهريب. وستكون بونتلاند أيضاً منطقة تركيز مهمة للاستثمار الاقتصادي وأخيراً، بينما يعمل حسن شيخ محمود على توطيد رئاسته، على الولايات المتحدة أن تؤكد له أنها مستعدة للعمل معه سعياً لتحقيق المصالح المشتركة. وشكلت الزيارة السريعة التي قام بها قائد "القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا" الجنرال ستيفن تاونسند لتقديم التهنئة إجراءً هاماً لبناء الثقة .