الأزمات الدولية: تسوية قضية تعز مرتبط بمصير الهدنة ومستقبل المفاوضات بين الطرفين المتحاربين

الأحد 29/مايو/2022 - 11:57 ص
طباعة الأزمات الدولية: فاطمة عبدالغني
 
مع اقتراب انقضاء أمد الهدنة الأممية في اليمن في الثاني من يونيو المقبل، وتطلع الأمم المتحدة إلى تمديدها والبناء عليها لعقد مفاوضات حول مسارات متعددة يتصدرها الشأن الاقتصادي والإنساني، ثم الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية، جددت مجموعة الأزمات الدولية، تحذيرها من استمرار رفض ميليشيا الحوثي فتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز المحاصرة منذُ سنوات، مشيرة إلى أن ذلك قد يقوض إمكانية توسيع الهدنة الإنسانية في البلاد.
وأوضحت في بيان حديث لها، أن "قضية الوصول إلى تعز عبر الطرق من المرجح أن تصبح سجالية على نحو متزايد، خصوصاً مع مضاعفة الأمم المتحدة جهودها للمحافظة على التقدم المحرز في إجراء بناء الثقة في محاولة لتوسيع وتمديد الهدنة".
وأشارت إلى أن "المخاطرة تتمثل في أن الهدنة قد لا تستمر بعد انقضاء إطارها الزمني ومدته شهران إذا لم يحدث تقدم ذي معنى في جميع إجراءات بناء الثقة الثلاثة".
وقالت الأزمات الدولية إن "تهميش قضية تعز من شأنه أن يعرّض آفاق تجديدها للخطر"، مردفة: "تتقوض إمكانية توسيع الهدنة إذا استمر الحوثيون في المماطلة بشأن القضية".
واعتبرت أن "تسوية قضية طرق تعز مرتبطة بشكل وثيق بمصير الهدنة بشكل عام، وكذلك بأي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين المتحاربين".
ودعت مجموعة الأزمات الدولية القوى الخارجية إلى "اندفاعة دبلوماسية أوسع مع الحوثيين في صنعاء".
وقالت "ينبغي أن تركز اهتمام المتمردين على الحاجة لتحقيق تقدم بشأن تعز"، وحثت الأطراف اليمنية على "عدم إضاعة هذه الفرصة لتحقيق تقدم".
ووفق تقرير المجموعة: " أعاد فتح مطار صنعاء جزئياً إحياء الأمل بين اليمنيين بأنهم سيتمكنون مرة أخرى من السفر خارج البلاد. وعلى نحو مماثل، فإن إعادة فتح طرقات تعز سيحقق مزايا كبيرة لسكان المدينة الذين قيدت حرية حركتهم لمدة أطول مما ينبغي".
واختتمت الأزمات الدولية تقريرها بأنه "إذا لم يتم التحرك بشأن تعز، فإن فرص تمديد الهدنة بما يتجاوز إطارها الزمني وهو شهران، وتحقيق السلام في اليمن، ستصبح أكثر ضآلة. لا ينبغي جعل اليمنيين ينتظرون ست سنوات أخرى لظهور فرصة أخرى لتحقيق السلام".
يشار إلى أنه تم تمديد المشاورات اليمنية الخاصة بفتح الطرقات والجارية في العاصمة الأردنية، بسبب استمرار الخلافات بين ممثلي الحكومة والحوثيين حول الطرق التي ينبغي فتحها إلى تعز، بعد أن كان مقرراً أن تنتهي هذه المشاورات مساء السبت. 
وقالت مصادر مشاركة في المحادثات إن المبعوث الأممي واصل صباح ومساء السبت لقاء ممثلي الحكومة والحوثيين بصورة منفردة وبشكل جماعي بهدف تجاوز الخلافات الأخيرة على الاتفاق وبالذات ما يتصل بأي الطرق الرئيسة التي سيتم فتحها، والترتيبات الأمنية المطلوبة لذلك، بعد أن اقترح الحوثيون فتح إحدى الطرق الرئيسة ومعبر آخر، في حين تمسك ممثلي الجانب الحكومي بطلب فتح كل الطرق المؤدية إلى المدينة والتي كانت مفتوحة عام 2015 قبل إغلاقها الحوثيين. 
وقال رئيس وفد الحكومة الشرعية إلى المشاورات عبد الكريم شيبان في تصريح وزعه على الصحافيين مساء السبت إن المشاورات والمناقشات لا تزال مستمرة، حول رفع المعاناة عن أبناء تعز وفتح الخطوط الرسمية، وأن الجانب الحكومي قدم رؤية كامله للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ والتي تنص على فتح الطرق الرئيسة التي تربط تعز ببقية المحافظات، وأكد أنهم في انتظار نتيجة الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لإقناع الحوثيين للموافقة عليها.
وكانت العاصمة الأردنية عمان استضافت الأربعاء 25 مايو سلسلة مشاورات مغلقة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، برعاية الأمم المتحدة، للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، بعد تأخير دام أسابيع لتأخر قائمة مفاوضي الحوثيين في الاجتماع.

شارك