"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الخليج: الحكومة اليمنية تبحث أوضاع الجبهات وانتهاكات الميليشيات الحوثية
جدد رئيس الحكومة اليمنية التزام حكومة بلاده بضبط النفس، لما يخدم استمرار الهدنة الأممية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الجاهزية العسكرية للجيش اليمني، وذلك لدى ترؤس رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، أمس الأحد، في العاصمة المؤقتة للبلاد عدن، اجتماعاً لقيادة وزارة الدفاع، لمناقشة أوضاع القوات في الجبهات القتالية، والاحتياجات اللوجستية للحفاظ على الجاهزية العسكرية، تنفيذاً لتوجيهات رئيس ومجلس القيادة الرئاسي.
وتطرق الاجتماع إلى الجهود الجارية لتنظيم أوضاع المؤسسة العسكرية والأمنية بموجب اتفاق الرياض ومخرجات المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض، والجهود الجارية في هذا الجانب، إضافة إلى مستجدات الهدنة الأممية على ضوء الخروق المتصاعدة لميليشيات الحوثي في مختلف الجبهات.
وجدد د. معين عبدالملك، التزام حكومته بتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي بضبط النفس لما يخدم استمرار الهدنة وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فرضتها ميليشيات الحوثي على الشعب اليمني، مؤكداً في ذات الوقت ضرورة التحلي بأعلى مستويات الاستعداد والجاهزية القتالية، حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
ووجه رئيس الحكومة اليمنية بتوفير الاحتياجات الضرورية للقوات المسلحة والمقاومة وتنظيم أوضاع الجبهات وفق التوجيهات الرئاسية، منوها بالدعم الأخوي من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقدم وزير الدفاع اليمني، الفريق محمد المقدشي، تقريراً حول احتياجات القوات المسلحة، وخطط تنظيم وضع الجبهات، إضافة إلى الخروق المستمرة لميليشيات الحوثي للهدنة الإنسانية والدفع بالمزيد من عناصرها المغرر بهم إلى مناطق التماس.
وكان رئيس مجلس القيادة، رشاد محمد العليمي بحث الأحد مع رئيس هيئة التشاور والمصالحة، محمد الغيثي ونوابه أنشطة الهيئة المنجزة خلال الفترة الماضية، على صعيد تعزيز التوافق القائم وتوحيد رؤى وأهداف القوى والمكونات الوطنية دعماً للمعركة ضد الانقلاب الحوثي، واستعادة مؤسسات الدولة، وتعزيز حضورها، وعلاقاتها الإقليمية والدولية.
وشدد العليمي خلال اللقاء على ضرورة تكثيف جهود المساندة والدعم لمجلس القيادة الرئاسي، وتوحيد الجبهة الداخلية، والعمل بروح الفريق الواحد تحقيقاً للأهداف والتطلعات المنشودة للشعب اليمني.
من جانبه، دعا المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ، المجتمع الدولي إلى العمل لتحويل الهدنة في اليمن إلى عملية سلام أكثر شمولاً، حسب ما نقلته عنه إدارة الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال ليندركينغ خلال لقائه السفير الفرنسي لدى واشنطن فيليب إيتيان، إنه يجب على المجتمع الدولي العمل معاً لضمان تحويل الهدنة في اليمن إلى عملية سلام أكثر شمولاً ومساعدة اليمن على استقرار اقتصاده. ويأتي هذا غداة إعلان الأمم المتحدة، مساء السبت، عن توافق مبدئي بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وميليشيات الحوثيين حول اقتراح لإعادة فتح الطرق والمعابر بشكل تدريجي في مدينة تعز ومحافظات أخرى، بموجب اتفاق الهدنة المعلنة برعاية المنظمة الدولية.
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، إن الاقتراح الذي يقضي بإعادة فتح الطرق بشكل تدريجي، تضمن آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين، بناء على الخيارات التي طرحت من قبل الطرفين. ودعا الوسيط الدولي وفدي الطرفين إلى اختتام مداولاتهم بشكل عاجل وتحقيق نتائج إيجابية يلمسها الشعب اليمني.
الحكومة اليمنية: استمرار تجنيد الحوثيين للأطفال يعرقل التهدئة
حذر وزير الإعلام اليمني معمر الارياني، من استمرار ميليشيات الحوثي في عمليات تجنيد الأطفال عبر ما يسمى «المراكز الصيفية».
وأوضح معمر الارياني، أن حشد ميليشيات الحوثي عشرات الآلاف من الأطفال في مناطق سيطرتها، وتعبئتهم بالأفكار الظلامية وشعارات الكراهية والعنف والإرهاب، سيكون له مخاطر على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم العيش المشترك بين اليمنيين.
وأكد الارياني، أن مضي ميليشيات الحوثي في سياسة حشد وتفخيخ عقول الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال، سيمثل عقبة رئيسية أمام الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وإحلال السلام والأمن.
من جانب آخر، قالت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء ارتفاع عدد القتلى والجرحى من المدنيين في الحديدة جراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب.
وأوضحت البعثة الأممية، في سلسلة تغريدات على «تويتر»، أنه في نهاية الأسبوع الماضي وحده، أفيد بوقوع خمسة مدنيين، بينهم امرأة وطفل. وإصابة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في حوادث وقعت في منطقتي الحوك وحيس جنوبي الحديدة.
وأضافت: «مرة أخرى، تسلط هذه الأحداث المأساوية الضوء على الحاجة الملحة لأن يتفق ويُعجل الطرفان بأنشطة إزالة الألغام في المناطق المدنية».
وتابعت: «يستحق أهل الحديدة أن يمارسوا حياتهم اليومية دون خوف من التعرض للقتل والإصابة بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب».
ودعت البعثة الأممية، المجتمع الدولي إلى دعم الأعمال المتعلقة بالألغام في الحديدة وكل اليمن. كما كررت التزامها بمساعدة الأطراف وسلطات مكافحة الألغام في المحافظة بالمساعدة الفنية وتنسيق أنشطة إزالة الألغام.
وتتهم الحكومة اليمنية، ميليشيات الحوثي بزرع أكثر من مليون لغم، منها ألغام فردية محرم استخدامها دولياً. وتسببت الألغام الحوثية، بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، في مختلف مناطق اليمن التي كانت تسيطر عليها الميليشيات قبل دحرها منها.
البيان: اليمن.. عدم فتح الطرق يهدد الهدنة
في انتظار ردود الأطراف اليمنية على اقتراحات المبعوث الأممي بشأن فتح الطرقات إلى مدينة تعز وغيرها من المحافظات بطريقة تدريجية وآمنة، يبقى مصير تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة أسير هذا التوافق، ما استدعى استعانة المبعوث الأممي بالمجلس الرئاسي للقبول باقتراحاته، بالتزامن مع مطالب الوسطاء بممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين لتقديم تنازلات فعلية، بعد تقديم الحكومة اليمنية كل التنازلات في سبيل تنفيذ المرحلة الأولى من الهدنة.
نوايا تمديد
وفيما بدأت الأطراف اليمنية، مناقشة وضع آلية مراقبة عسكرية لوقف إطلاق النار ومعالجة أي خروق، ما يشير لوجود نوايا فعلية لتمديد الهدنة، فإنّ التحركات الأممية والإقليمية لدى أطراف النزاع لفتح الطرق إلى مدينة تعز وغيرها من المحافظات، تبقى الرهان الفعلي وتصريح العبور نحو تمديد الهدنة لفترة قد تصل إلى ستة أشهر، مع ما يترتب على ذلك من تحضيرات للدخول في محادثات سياسية شاملة، ولا سيّما أنّ مكاسب اليمنيين من الهدنة خلفت إجماعاً مسانداً لجهود التمديد والذهاب نحو السلام.
بدورها، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية، من استمرار رفض الحوثي فتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وغيرها من المحافظات، مشيرة إلى أنّ من شأن ذلك تقويض إمكان توسيع الهدنة الإنسانية، باحتساب أنّ الوصول إلى تعز عبر الطرق سيصبح محل سجال على نحو متزايد، ولا سيّما مع مضاعفة الأمم المتحدة جهودها للمحافظة على التقدم المحرز في إجراءات بناء الثقة في محاولة لتوسيع وتمديد الهدنة.
وأوضحت المجموعة، أنّ المخاطرة تتمثل بأن الهدنة قد لا تستمر بعد انقضاء إطارها الزمني المحدّد بشهرين، إذا لم يحدث تقدم ذو معنى في جميع إجراءات بناء الثقة، لافتة إلى أنّ تهميش قضية تعز من شأنه تعريض آفاق تمديد الهدنة للخطر، وستتقلص حال استمر الحوثيون في المماطلة. وعدّت المجموعة، أنّ تسوية قضية طرق تعز مرتبطة بشكل وثيق بمصير الهدنة، وكذلك بأي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين.
آمال ومزايا
وفيما دعت مجموعة الأزمات الدولية، القوى الخارجية إلى اندفاعة دبلوماسية أوسع مع الحوثيين، شدّدت على ضرورة تركيز اهتمام الحوثيين على الحاجة لتحقيق تقدم بشأن تعز، فضلاً عن حض الأطراف اليمنية على عدم إضاعة هذه الفرصة لتحقيق تقدّم. ولفتت المجموعة، إلى أنّ إعادة فتح مطار صنعاء جزئياً أحيت آمال اليمنيين في السفر للخارج، فضلاً عن أنّ إعادة فتح طرقات تعز ستحقق مزايا كبيرة لسكان المدينة الذين قيدت حرية حركتهم مدة أطول مما ينبغي. وذهبت المجموعة، إلى أنّه إذا لم يتم التحرك بشأن تعز، فإنّ فرص تمديد الهدنة بما يتجاوز إطارها الزمني وهو شهران، وتحقيق السلام ستصبح أكثر صعوبة، مشيرة إلى أنّه لا ينبغي جعل اليمنيين ينتظرون ست سنوات أخرى كي تظهر فرصة أخرى لتحقيق السلام.