مع النزاع بين الدبيبة وباآشاغا .. تونس تتدخل لإنهاء الانقسام في ليبيا

الثلاثاء 31/مايو/2022 - 11:20 ص
طباعة  مع النزاع بين الدبيبة أميرة الشريف
 
في ظل حالة التوتر والقلق التي تشهدها ليبيا، وتصاعد المخاوف من انزلاق البلاد لحرب أهلية بعد انقسام حصل على خلفية تنصيب مجلس النواب لفتحي باآشاغا رئيسا لحكومة جديدة بدلا من حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي وفق برلمان جديد منتخب، أكد وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، دعم بلاده لحل يرتكز على الحوار والتوافق في ليبيا كي تتمكن من استعادة عافيتها في ظل التوتر التي تشهدها الساحة الليبية مع النزاع بين حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب.
وعبر الجرندي وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية عقب لقائه برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية على هامش المشاركة في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي التي تعقد الجمعة والسبت عن استعداد تونس، بتوجيهات مباشرة من الرئيس قيس سعيد، "للوقوف مع ليبيا ومساعدتها ومساندتها في كل الاستحقاقات والمحافل الدولية حتى تستعيد مكانتها كدولة فاعلة تقوم بدورها الكامل مع بقية دول المنطقة.
من جانبه، أعرب المنفي عن امتنانه للموقف التونسي الداعم للتوافق الليبي، وعن أمله في مواصلة الرئيس قيس سعيد وكل دول الجوار والمجتمع الدولي مساندة ليبيا في مسارها "والعمل على تسهيل كل ما من شأنه أن يفضي إلى حل ليبي- ليبي متفق عليه.
وفي وقت سابق، أعلن اتحاد القبائل الليبية من تونس مبادرة لحل الأزمة في ليبيا أطلق من خلالها حملة تحت عنوان "لا"، وذلك بتوقيع أكثر من مليوني مواطن ليبي على وثيقة لسحب الشرعية من الأجسام السياسية.
ودعا خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة تونس إلى تحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية من دون إقصاء لأي كان وتكليف مجلس القضاء الأعلى لإدارة شؤون البلاد وبحماية الجيش الليبي إلى حين إجراء الانتخابات. 
كما أشار اتحاد القبائل الليبية إلى "ضرورة عقد مؤتمر وطني عام يضم ممثلين عن القبائل الليبية، ويكون بحضور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والدولية لإعلان رفض الوصاية الدولية والتدخل الأجنبي وإصدار ميثاق وطني ينظم المرحلة الانتقالية ويمهد لبناء الدولة من خلال بعث المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية وجبر الضرر، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى للأمن والدفاع.
كما دعا الاتحاد ممثلي الأطراف الأجنبية خصوصاً المتدخلة في الصراع الليبي إلى إنهاء "القرارات الظالمة" المتخذة بحق ليبيا وهي قرار 1970 وقرار 1973 وإلغاء القيود المفروضة على الشعب وفقاً لأحكام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون ان استقرار الأوضاع في ليبيا هو مكسب لتونس التي تمر بأزمة مالية واقتصادية خانقة مع جهود حكومة نجلاء بودن للحصول على تمويل من قبل صندوق النقد الدولي، وأن تحسن الوضع في ليبيا سيمكن الاقتصاد التونسي من تحقيق انتعاشة وانطلاقة جديدة حيث مثلت السوق الليبية داعما حقيقيا للاقتصاد والمنتوج التونسي.
وتدعم تونس الجهود الدولية والأممية لانهاء الاقتتال الداخلي في ليبيا وترى قوى دولية ان استقرار الأوضاع في تونس سيساهم بشكل كبيرة في استقرار الوضع الليبي وان العكس صحيح.
ولعبت تونس في عهد قيس سعيد دورا هاما لإنهاء الخلافات واستقبلت البلاد جولات من الحوار الليبي الليبي التي أفضت إلى تفاهمات خلال السنوات الماضية.
وشهدت ليبيا في الآونة الأخيرة تصعيدا في التوتر بين حكومتي الدبيبة وباشاغا وصلت الى حد تبادل العنف في العاصمة طرابلس واشتباكات متفرقة بين الحين والآخر تشهدها مناطق غرب ليبيا، التي عاشت تحشيدا عسكريا مستمرا للميليشيات المسلّحة الموالية للدبيبة، لمنع باشاغا من دخول العاصمة.

شارك